إطلاق المعرض الحي للحرف التراثية ضمن مشروع «حرفة» بدمشق
تشرين -حسام قرباش:
في أحد المنازل التاريخية بدمشق القديمة في حارة حنانيا بباب شرقي أقامت الغرفة الفتية الدولية معرضاً للحرف التراثية التقليدية ضمن المرحلة الثانية لمشروع حرفة تزامناً مع انطلاق فعالية الدورات التدريبية للحرف التراثية التي تنظمها لجنة دعم الحرف برعاية وزارة الصناعة والذي يمتد من 2 إلى 12 تشرين الأول الجاري والذي حضر افتتاحه وزراء الصناعة والسياحة والثقافة ومحافظ دمشق و حضور كبير من الفعاليات الحكومية والحزبية والدينية.
وزير الصناعة عبد القادر جوخدار بين أن أكثر 25 من الحرفيين الذهبيين كما وصفهم من كافة المحافظات يشاركون في المعرض التراثي، وسيقام أيضاً دورات مجانية تدريبية للحرف التراثية من قبل الحرفيين التراثيين الذين سيعملون جاهدين لأكثر من أسبوع على النهوض بهذه الحرف التراثية الذهبية، لافتاً لتعاون وزارة الصناعة مع وزارتي الثقافة والسياحة لدعم هذه الحرف وتأمين مستلزماتها للحفاظ عليها.
بدورها وزيرة الثقافة لبانة مشوح أشارت إلى أن أجمل ما في هذا اللقاء هو مبادرة الغرفة الفتية من الشباب الذين يلتفون حول مشروع ثقافي لإدراكهم أن التراث جزء أساسي من مكونات الهوية الوطنية وأن إقامة المعرض بهذا المكان هو إدراك عميق للتراث.
وبينت أن لدى الوزارات الثلاث مشاريع كثيرة الهدف منها النهوض بالمهن التراثية الحرفية مؤكدة أن مطالب بعض شيوخ الكار محقة وسيتم دراسة إمكانية تقديم مشروع قانون لدعم هذه الحرف بالتشاور مع إتحاد الجمعيات الحرفية لتذليل كل الصعاب، متمنية للتراث السوري أن يصان يأيدي أبنائه مشيرة إلى أن عنصر النفخ على الزجاج الذي تقدمت به سورية لتسجيله عنصراً تراثياً في التراث الإنساني العالمي اليونيسكو سيبت في أمره الشهر القادم.
الدكتورة خانم مراني الرئيس المحلي للغرفة الفتية الدولية دمشق قالت في تصريحها لـ«تشرين»: وصلنا لختام مشروع حرفة الذي بدأ منذ خمسة شهور وختامه هذا المعرض، وهو أقل ما نقدمه كتكريم للحرفيين المتأصلين في البلد بمشاركة 25 حرفة مشاركة لعرض منتجاتهم.
وكشفت عن موقع إلكتروني يعرض منتجات الحرفيين وبرامج مع UN كمعرض إلكتروني حتى تصل منتجات الحرفيين إلى كل العالم حسب قولها.
أما عضو اللجنة المركزية لدعم الحرف جوني غريبيان فأشار في حديثه لـ«تشرين» إلى أن الهدف بتحسين الواقع الحرفي وفعل ما هو لازم في التدريب والتنظيم عبر قاعدة بيانات تضم الحرفيين وسبل دعمها.
وأضاف: أقمنا دورات تدريبية بإشراف وزارة الصناعة لأكثر من 75 متدرباً متخصصة بالحرف التراثية السورية وأغلبهم من الشباب حيث سننتقي منهم المتميزون ليصبحوا مدربين.
وننسق مع الوزراء لتصبح دورات على مدار العام لإنشاء أجيال تأخذ فرص مزاولة الحرفة وكذلك سندعم الأسر والفنون اليدوية كما ذكر.
«تشرين» استطلعت آراء بعض المشاركين في المعرض كالفنان التراثي نذير البارودي الذي يشارك بـ12 لوحة من أصل 700 لوحة وهو المتخصص بالتراث برسم كل فعاليات وحرف دمشق القديمة التي اندثرت والباقية مع توثيقها.
مؤكداً أن المعرض نوعي يضم نخبة من شيوخ الكار التراثيين وسورية بلد الحضارات وهم جزء من تراثها الدمشقي.
أما الحرفي محمد محفوظ المتخصص بصناعة الفخار فقد أوضح بأن المعرض تدريبي مهني واليوم يقتصر تسويق المنتجات الفخارية على أسواق دمشق كبيع مباشر أو للتجار الذين يصدرونه للخارج كأربيل وألمانيا، لافتاً إلى تسرب عدد كبير من العاملين بهذه الحرفة للخارج حيث كانت مدينته أرمناز بإدلب أغلبها يعمل بها لبساطتها وتوفر موادها من الأرض.
أما المتخصص بصناعة السيوف و تنزيل الذهب والفضة عليها فياض السيوفي عبر عن رأيه بأن المعرض تجمع مثالي للمهن اليدوية ومناسب لتسليط الضوء عليها مشيراً باقتصار التسويق على الأسواق المحلية فقط لعد وجود سياحة بعد أن كانت سابقاً محلية وخارجية، متمنياً عودة السياحة لأوجها كما كانت لأن الأجانب يرغبونها كتذكارات لهم.. ويؤكد بأن المواد متوفرة محلياً ومتاحة من المواد المدورة كالنحاس والحديد.
وبدورها زهراء ونوس العاملة بحرفة العجمي والخزف أشارت بأن هذا ثاني معرض تشارك فيه وهو شامل لكل الحرف المتميزة وترغب بتدريب أكبر عدد من الشباب الذين لديهم حافز التعلق بالتراث والشغف للحفاظ عليه.