في البحث عن الأنشودة الضائعة
تشرين- إدريس هاني:
حنظلة في انتشاء
اليوم أكثر من أيّ وقت مضى
هو في انتشاء
يبحث في الوادي عن زنبقة
عن فراشة تحمل لون الربيع
بابتسامة بريئة كالشمس
يُفرش ذاكرته الثكلى
خلف خطوط النار
يسترجع زمن القهر
والمجازر والنزوح
والمفتاح وبقايا تبن
من البيدر
في جيبه الصغير
كانت أمّه تخيطه باستمرار
ليس بجيبه ثقوب
ليس في ذاكرته ثقوب
هو ابن الماضي والمستقبل
يأتي من كلّ الأزمنة
كباشق مُثقل بالحنين
متوشّحاً كوفية فدائي
لا كوفية «مجغيول»..
وفي مخياله الصغير
تسكن كلّ الأقاصيص
تسكن رواية الأرض السليبة
+ + +
أتذكّر أبي وهو يتفقّد الحقل
والأمّ تُكسر الجوز بحبور
وحنظلة يلاعب الطيور
أجل، إنّه يذكر ذلك
ولكن ليالي النزوح والغربة
أنسته آخر فصول القدر
بالكاد يتحسس المفتاح
وبعد كلّ هذه السنين
كان حنظلة يردد أنشودة العودة
+ + +
هذا السنونو يزهو هو الآخر
قادمٌ من القدس
يبشّر بشرقٍ جديدٍ
يُولد من رحم الكفاح
حنظلة يُسمي الأشياء بأسمائها:
إن كان هو احتلال فهي مقاومة.