رود مرزوق في «رود الياسمين» و«أنت منّي»
تشرين- أحمد محمود الباشا:
تُعبّر الشاعرة رَوَد زياد مرزوق عمّا يجول في نفسها ومكنوناتها وأسرارها، لتُسمعنا هذا البوح الجميل من الشعر المنثور على أوراق وأزهار الياسمين، فخطّت أشواقها وأشجانها بالهمّ الإنساني والوطني ورسمت لوحات رائعة ومتعددة، بثت فيها نبضات قلبها وهمسات جوارحها ونسائم روحها بصيغ مميزة وأسلوب خاص دلَّ على خيالها الواسع في مختاراتها الشعرية التي جمعتها في مجموعتين صدرتا منذ فترة..
وفي تصفحنا لتجربة الشاعرة نجد أنها تبحر في يم الشطرين ورونق التفعيلة وتألق النثر.. كأنثى سورية لا ترى في الحب إلّا ما تراه من سموّ ورفعة في العلاقات الإنسانية، ويزيد من جمالية ديوانها «رود الياسمين» التنزّه في حديقة التّنوع في شكل النص.
وفي ديوانها «أنت مني» ثمة قصائد وجدانية وأحاسيس مرهفة ومشاعر رقيقة بثتها في طيّات صفحاته بمداد يراعها وعذوبة كلماتها وجمال وروعة صورها وهدوء موسيقاها، وقد ضمّنت شعرها الشعر العمودي والتفعيلة، ومن ثم نصوص نثرية، فكان لقصائدها طابع خاص وأسلوب متفرّد يمتاز بجمال اللغة وجودة الصياغة والمهارة في استخدام الصور..
ومن «رَوَدُ الياسمين» نقتطف منه هذه الأبيات التي وصفت فيها دمشق فقالت:
إني بوصفك قد مدحتُ قصائدي
والصوت يحلو شادياً بغناكِ
ما جادت الأزهار تبدي زينة
إلا لحُسن لم يكن لسواكِ
فالعيد فلُّ وزنبق وبنفسج
وإناث عقد الياسمين صباكِ
أما في مجموعتها الشعرية الثانية «أنت منّي» فنذكر منها:
أين أنا منك؟ وأين أنت منّي؟
يا مهجة الروح وسدرة التمّني
يا توءم الياسمين..
القلب لا يستكين
يعطرني بذكرك.. يحييني بنبضك
ليبغ الشوق منتهاه..
ويدرك الشوق مبتغاه..
ويروي الحب عنّك وعنّي.