كيف نطالب بإنتاج زراعي وفير وكيس الأسمدة بـ٨٠٠ ألف وسيارة الأسمدة العضوية بالملايين؟
تشرين- محمد فرحة:
سؤال الساعة اليوم هل سيوفر المعنيون ما يلزم الخطة الزراعية القادمة من أسمدة ومحروقات، بل قد يصح السؤال: هل سيزرع الفلاحون القمح والقطن والشعير، وهم يتحدثون بمرارة عما لحق ويلحق بهم من خسائر، ورغم ذلك مازالوا يقدسون الأرض ورائحة التراب المبلل بالمطر، وما بين الرغبة والمرارة يحدو الأمل بغدٍ أكثر إشراقاً لقطاعنا الزراعي، رغم غياب المؤشرات.
في كل قضية عندما تغيب التساؤلات البديهية وتطمس قبل الإجابة عنها، فهذا مؤشر لا يحفز المزارعين، رغم أنهم يدركون أن الحقيقة ليست في صندوق مقفل ملك هذا المسؤول أو ذاك، فهي واضحة تماماً فإذا ما أردنا إنتاجاً وفيراً يسد الحاجة من القمح لصناعة الرغيف ويوقف استيراده من الخارج وهو المتاح والممكن فلابد من توفير الحد المقبول من الأسمدة.
رئيس غرفة زراعة حماة خالد قاسم أوضح أن محصول القمح هو هاجس كل المزارعين وله الأولوية على كل المحاصيل لكونه شتوياً وعمره في الأرض لا يتعدى خمسة أشهر، لكن مع ارتفاع أسعار التكلفة حيث وصل كيس السماد اليوم الى حدود ٨٠٠ ألف ليرة، وسعر سيارة الأسمدة العضوية سعة أربعة عشر متراً يصل إلى ٥ ملايين ليرة ويزيد.
وأضاف: إن زراعة محصول القمح هي أمنية كل المزارعين فيما لو توافرت مستلزماته، متسائلاً هل يعقل تخصيص ليتري مازوت للدونم الواحد؟ فالفلاح الذي لديه خمسة دونمات على سبيل المثال تكون مخصصاته ١٠ ليترات مازوت ويحتاج إلى سيارة لإحضارها من محطة المحروقات أجورها بقدر سعر الـ١٠ ليترات فيرفض استلامها.
ويتابع قاسم قائلاً: مازلنا نصرّ ونحفز على زراعة القمح، لكن في ظل غياب الأسمدة فإن زراعة المحصول في غاية الصعوبة، لذلك سنتجه إلى زراعة أشجار الفستق الحلبي وأتحدث هنا عن ريف حماة الشمالي والشمال الشرقي .
من ناحيته أكد مدير فرع إكثار بذار حماة لؤي الحصري توزيع حوالي ٨ أطنان من بذار القمح على المصارف الزراعية في مجال المحافظة، وما زلنا نتابع عملية التوزيع، لكن عملية البيع المباشر ومن المصارف هي بانتظار تسعيرة القمح، حيث كانت العام الماضي بـ٢٧٥٠ ليرة للكيلو، ومن وجهة نظرنا لو أن تسعيرة الشراء تصدر منذ الآن، أيضاً قبل التسويق، لكانت محفزة ودفعت المزارعين لزراعة المزيد من المساحات.
بدوره مدير الإنتاج النباتي في هيئة تطوير الغاب المهندس وفيق زروف أشار إلى أنه لحظ في خطة الهيئة لزراعة القمح للموسم القادم زراعة ٥٥ ألف هكتار ما بين المروي والبعل، وهي تقريباً خطة العام الماضي نفسها أو أقل بقليل، موضحاً أن رغبة المزارعين اليوم تختلف عن الماضي لجهة زراعة المحصول في ظل غياب المستلزمات وارتفاع تكاليفها بشكل لم يترك هامشاً من الربح للمزارعين.
وهنا سنسأل كيف نوفر إنتاجاً من القمح يكفي لصناعة الرغيف إذا لم نوفر مسببات ومقومات هذا الإنتاج، تلك هي المعادلة ولا نظنها صعبة، فبدلاً من الاستيراد من الموردين، لنستورد الأسمدة وعندها تكون الغلال بيادر وتملأ صوامعنا الفارغة التي تعصف وتصفر فيها الريح.