«سابقة تاريخية» تنقل حرب أوكرانيا إلى الداخل الأميركي.. مكارثي أول الضحايا.. وبايدن ليس في مأمن منها
تشرين – وكالات:
أول ضحايا الحرب الأوكرانية على الساحة السياسية الأميركية، هو كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأميركي الذي تم عزله اليوم بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 على خلفية اتهامه بعقد صفقة سرية مع الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن تمويل نظام كييف.
وعليه تكون هذه الحرب سجلت أول انتقال لها من المستوى الخطابي إلى المستوى العملي، وبشكل بات يهدد الرئيس بايدن نفسه الذي اكتفى بالقول، تعليقاً على عزل مكارثي، بأنه يأمل بتعيين رئيس جديد لمجلس النواب على وجه السرعة.
وحتى يتم ذلك أعلنت الهيئة التشريعية في المجلس تعيين باتريك ماكهنري- النائب عن ولاية كارولاينا الشمالية – رئيساً مؤقتاً لمجلس النواب، علماً أن ماكهنري تم اقتراحه من قبل ماكارثي نفسه ضمن قائمة قدمها بأسماء المرشحين المحتملين لخلافته، وكان ماكهنري على رأس القائمة، حسب بيان للهيئة.. ويعد ماكهنري أحد أقرب الحلفاء لمكارثي.
يشار إلى أن النائب مات غيتس، قاد المبادرة لعزل مكارثي بسبب عدم رضاه عن تسوية مكارثي مع الديمقراطيين، التي أدت إلى الموافقة على ميزانية، لمدة 45 يوماً، لتجنب تعليق أنشطة الحكومة الفدرالية، ضمن ما يعرف بأزمة الديون الفيدرالية، والتي من ضمنها أموال المساعدات المخصصة لأوكرانيا والتي تم إسقاطها بسبب موجة الاعتراضات الهائلة لها.
واتهم غيتس مكارثي بالتفاوض على صفقة سرية مع الرئيس بايدن، بشأن تمويل أوكرانيا، وانضمت قوى الديمقراطيين والجناح الأيمن للفرع الجمهوري لمعارضة مكارثي.
وتعد هذه الحالة أول إقالة لرئيس مجلس النواب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان مكارثي قد انتخب في 7 كانون الثاني الماضي، بعد خمسة أيام فقط و15 جولة تصويت.
وتعليقاً على العزل، قال الرئيس بايدن إنه يأمل في انتخاب بديل لمكارثي على وجه السرعة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في بيان نشره موقع البيت الأبيض: «لقد أثبت الرئيس بايدن، أنه حريص دائماً على العمل مع كلا الحزبين في الكونغرس بحسن نية نيابة عن الشعب الأمريكي، ولأن التحديات المُلحة التي تواجه أمتنا لن تنتظر، فإنه يأمل أن ينتخب مجلس النواب رئيساً له على وجه السرعة».
وأكدت جان بيير أن «بايدن يتطلع إلى العمل مع مجلس النواب ومجلس الشيوخ لخدمة الشعب الأمريكي، بمجرد أن يفي مجلس النواب بمسؤوليته في انتخاب رئيس له».
وفي أول قرار له، أمر ماكهنري بطرد رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي من مبنى الكابيتول، ووفقاً لصحيفة «بوليتيكو» تم إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى مكتب بيلوسي، كتبها أحد كبار المساعدين في لجنة الإدارة بمجلس النواب، يأمر بيلوسي بإخلاء مكتبها في مبنى الكابيتول خلال هذا اليوم الأربعاء.
وانتقدت بيلوسي عملية الإخلاء في بيان ووصفتها بأنها «خروج حاد عن التقاليد» مضيفة إنها منحت رئيس مجلس النواب السابق دينيس هاسترت «مجموعة أكبر بكثير من المكاتب للمدة التي رغب فيها» خلال فترة ولايتها.
وكانت بيلوسي قد غابت عن التصويت وبقيت في سان فرانسيسكو لحضور مراسم تأبين السيناتور الراحلة ديان فينشتاين، وهي صديقة قديمة لرئيسة البرلمان السابقة.
وقالت: للأسف، لأنني في كاليفورنيا للحداد على فقدان صديقتي العزيزة ديان فينشتاين وتأبينها، فأنا غير قادرة على استعادة متعلقاتي في هذا الوقت.
جدير بالذكر، أن عدداً قليلاً فقط مختاراً من المشرعين في مجلس النواب يحصلون على مكاتب مخفية في مبنى الكابيتول، مقارنة بحضورهم المعتاد في مجلس الشيوخ.
وفي السياق، كان النائب تروي نيلس رشح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لخلافة مكارثي، وسبق لاسم ترامب أن تكرر مرات عدة لرئاسة المجلس، ومن ضمن من يطرح اسمه النائب مات غيتس نفسه الذي قاد عملية عزل مكارثي.
وحسب المراقبين فإن الانقسام الأميركي حول أوكرانيا سيتعمق بصورة أكبر مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024.