تعب وتكاليف ألف طالب في معهد تقنيات الحاسوب تضيع بعد أن غيّرت اللجنة رأيها

تشرين – ميمونة العلي:
أكثر ما يثير الريبة خلال العمل الصحفي، هو تلقي شكوى من مواطنين حول مظلومية معينة، مدعمين بكتاب رسمي يوّثق حقيقة معاناتهم ويقف في صفهم، وعندما يعود الصحفي لأخذ التصريح من الشخص الموقع على ذلك الكتاب يجد أن رأيه قد انقلب 180 درجة، لسبب لا يحقق المصلحة العامة للمشتكين، وإنما يحقق وفراً على الجهة العامة نتيجة قيام أحد المتبرعين بالتكفل بالشق المادي المترتب على الخزينة العامة، لأسباب تطرح ألف سؤال وسؤال حول كرم المتبرع “الحاتمي”…
في التفاصيل، وبعد شكاوى كثيرة من أهالي طلاب معهد تقنيات الحاسوب في (تربية حمص) تتحدث عن صعوبة وصول أولادهم إلى المقر الجديد على طريق حماة بعد أن كان في وسط المدينة، ويتساءلون عن الأسباب التي أدت إلى هذا النقل وتكبيدهم أجور مواصلات لم تكن في الحسبان، وخاصة أنّ عدد طلاب المعهد يفوق الـ ١٠٠٠ طالب، ويتشاركون المقر الحالي في مركز الباسل للتأهيل والتدريب مع طلاب معهد إعداد المدرسين، الذي يضم عدداً أقل من الطلاب ولا يحتاج نقله إلى تكلفة مادية بسبب عدم وجود مخابر الحاسوب التي تتطلب توصيلات ومولدة وغيرها من الصعوبات؟
ويضيف أحد الطلاب في المعهد: علمنا أنّ توصيات اللجنة التي تمّ تشكيلها بتكليف من م. ميسم زريفة المدير المساعد للتعليم المهني في تربية حمص، أظهرت صعوبة نقل المعهد من مقره الحالي فارتاح الأهالي لأنّ النقل أُلغي، لنفاجأ بعد ذلك بعدم الأخذ بتوصيات اللجنة وصدور قرار النقل.
الرأي السابق
وحصلت «تشرين» على نسخة من توصيات اللجنة جاء فيها أنّ غرف المقر الحالي مجهزة ومصممة لتتناسب مع وضع الأجهزة ويصعب نقلها أو تحريكها، وهي تابعة لمعهد تقنيات الحاسوب وستسبب عملية النقل تلف الأجهزة، عدا التكلفة العالية، وحالياً لا يمكن نقل الأجهزة لأنها بحاجة إلى توصيلات وتابلوهات، وهي من أساس البناء ونقلها يحتاج لى جهد وتكلفة عالية، بسبب الحاجة إلى توصيلات وتجهيزات مشابهة في المكان المتجهة إليه، عدا عدد طلاب معهد تقنيات الحاسوب الذي يفوق عدد طلاب معهد إعداد المدرسين الذين يتشاركون المبنى الحالي معهم في مركز التأهيل في الدبلان، وبالتالي الضرر سيصيب العدد الأكبر، فيما لو نُقِل طلاب معهد الحواسب، إضافة إلى صعوبة نقل المولدة الكهربائية الكبيرة نسبياً بسبب الحاجة إلى رافعة “سطحة” لنقلها، وكذلك صعوبة نقل التوصيلات.

اهتموا بتوفير 90% من تكاليف نقل المعهد وتناسوا «الورطة» التي وضعوا فيها الطلاب

وخلصت اللجنة إلى توصيات بنقل معهد إعداد المدرسين وليس معهد تقنيات الحاسوب، حيث لا يتطلب نقله سوى نقل المقاعد وبقاء التجهيزات والتمديدات الخاصة بمعهد الحواسيب في المعهد _من دون أي فائدة_ فلا حاجة لطلاب معهد إعداد المدرسين لها.
الرأي الحالي
تواصلت “تشرين” مع م. ميسم زريفة المدير المساعد للتعليم المهني في تربية حمص، فبيّن أنّ معهد تقنيات الحاسوب يوجد بشكل مؤقت في مركز التدريب التابع لدائرة الإعداد والتدريب نتيجة للظروف الأمنية التي كانت سائدة سابقاً، كما يوجد في مركز الإعداد والتدريب حالياً طلاب معهد إعداد المدرسين وعددهم ٧٠٠ طالب، إضافة لوجود دورات مستمرة في المركز، أي لم يعد قادراً على استيعاب هذا العدد الضخم من طلاب المعهدين، وبعد دراسة لإيجاد مكان مناسب وقع الاختيار على معهد الاقتصاد المنزلي في الطابق الثاني للأسباب التالية: وجود ١٤ قاعة صفيّة شاغرة مساحة كل منها ٥٠ متراً مربعاً، إضافة لوجود ٤ قاعات غير مستثمرة في الطابق الأول فيصبح عدد القاعات ١٨ قاعة، كما يمكن تأهيل ١٤ قاعة في الطابق الثالث لاحقاً ريثما يتم تأمين الاعتماد.
وأشار إلى أنّ التجهيزات المخبرية والأثاث تنقل بسيارات تابعة لمرآب مديرية التربية بإشراف لجنة نقل اختصاصية من مهندسين ومعلمي حرف وعمال من المديرية، تضمن سلامة نقل التجهيزات كلها من فك ونقل وتركيب، والمولدة ستُنقل عبر متبرع على نفقته الخاصة (فك وتركيب) وبإشراف ورشة اختصاصية من دائرة التعليم المهني وسيستفيد منها المعهدان (تقنيات الحاسوب والاقتصاد المنزلي)، وبهذا نكون قد خفضنا النفقات بنسبة ٩٠٪ من الدراسة السابقة، وبين توفر المواصلات إلى المقر الجديد، لكن تبقى مسافة ٣٠٠م سيراً على الأقدام، حيث الموقع الجديد ضمن تجمع معظم المعاهد التابعة للتعليم المهني، علماً أنّ الحيز الجغرافي للموقع الجديد يضم المعهد التقاني التجاري ومديرية الكتب والمطبوعات والمركز الوطني للمتميزين ومعسكر الطلائع وفرع المرور والمعهد التقاني الصناعي الأول وثانوية أيهم إبراهيم المهنية.

أخيراً

لم يخطر في بالنا أن حل المشكلة يكمن بالتقليل من تكاليف نقل المعهد، على حساب ألف طالب سيتكبدون عناء التنقل إلى المقر الجديد، والجميع يعلم الصعوبات المرتبطة بالنقل لاسيما خلال فترات الذروة الصباحية وبعد انتهاء الدوام الرسمي، في ظل ظروف مادية ضاغطة يعيشها الجميع، فلماذا لم يتبرع فاعل الخير بتكاليف نقل الطلبة ذهاباً وإياباً ليزيد بها “حسناته”، أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان أين وصلت عمليات الترميم والتأهيل لمتحف معرة النعمان وماذا عن متحف حماة وقلعتها؟ بسبب العاصفة.. أضرار مختلفة في الشبكة الكهربائية باللاذقية الرئيس الأسد يصدر قانوناً يشدد الغرامات والعقوبات على كل أفعال التخريب أو سوء استخدام شبكة الاتصالات وبنيتها