عقارب الصافية عطشى.. نصيب العائلة من المياه مرة واحدة شهرياً
تشرين- نصار الجرف:
قرية عقارب الصافية، في ريف سلمية الشرقي، تبعد عن مدينة سلمية ٢٠ كم، وتبلغ مساحتها ١٠٥ آلاف دونم، وعدد سكانها يتجاوز ١٢٥٠٠ نسمة، أهم زراعاتها الحبوب والزيتون والكرمة.
قرية وادعة وجميلة، لكن معاناة سكانها كباقي القرى المجاورة، وتتمثل في قلة مياه الشرب والكهرباء والنقل وبعض الأمور الأخرى.
“تشرين” تلقت شكوى من أهالي القرية حول هذه المعاناة، حيث بين المواطن صلاح شاهين أن المعاناة الأساسية والدائمة لهم، هي قلة مياه الشرب الشديدة والدائمة، رغم وجود أربع آبار سطحية وبئر بحري في القرية، مركب عليه محطة تحلية، والآبار السطحية لا تعطي سوى كميات قليلة لا تفي بالغرض، بسبب عدم وجود كهرباء لتشغيل المضخات، والبئر البحري يحتاج إلى كهرباء دائمة ( خط معفو من التقنين ) وهذا غير ممكن كما قال لنا المعنيون، ما يرتب علينا مبالغ مادية كبيرة نتيجة شراء المياه من الصهاريج ( ٢٠ ألف ليرة لكل واحد متر مكعب).
معاناة أخرى تتمثل في وجود مكب القمامة التابع لمجلس مدينة سلمية، ويقع غرب القرية، و أنشئ على أساس معمل للنفايات الصلبة، ولكنه تحول إلى مجرد مكب للنفايات، بحيث يكثر النباشون، وتتطاير أكياس النايلون إلى أراضينا، فتضر بالمزروعات، كما أن هناك ضرراً بيئياً كبيراً من خلال انتشار الحشرات ونقلها للجراثيم والأمراض، إضافة إلى الكلاب الشاردة التي تعبث بالأراضي الزراعية والخضراوات.
ولدينا مشكلة أخرى تتعلق بالنقل والمواصلات من القرية إلى سلمية وبالعكس، وهذه معاناة يومية، ولا يوجد تنظيم لعمل السرافيس وهذه مسؤولية البلدية.
المواطن جمال سيفو أضاف: لدينا مشكلة تتعلق بالشيوع وعمليات المسح والتجميل، التي بدأت منذ عام ١٩٩٣، وما زالت حتى تاريخه قيد الدراسة، مع العلم أن مواصفات ومعالم البيوت والأراضي تغيرت من حيث البناء والحدود والبيع والشراء وتبدل الأسماء.
شبكة المياه قديمة
“تشرين” نقلت هذه المعاناة إلى رئيس بلدية عقارب، أحمد محي الدين إبراهيم، الذي أقر بداية بحقيقة هذه الشكاوى وأحقية مطالب أهالي القرية، وأضاف :
بالنسبة لمياه الشرب، يوجد لدينا بئر بحري، ومياهه غزيرة، يقع بين قريتي عقارب والمبعوجة ويغذي القريتين، ويوجد عليه محطة تحلية، ولكن تحتاج هذه المحطة إلى مصدر كهربائي دائم، ورغم المطالبات العديدة، كانت الإجابات بعدم إمكانية تركيب خط كهرباء معفي من التقنين، إضافة إلى ذلك يوجد أربع آبار سطحية ثلاث منها تعمل وواحدة معطلة، ولكنها تعمل بكميات لا تفي بالحاجة.
وبالنسبة لمياه الشبكة فوضعها سيئ جداً بسبب ضيق أقطار القساطل، وهي بحاجة إلى تبديل بسعات أكبر لكي تصل المياه إلى كل منزل، لأنه على هذه الحال لا تصل مياه الشبكة وحسب الدور إلا مرة كل شهر لكل منزل، ولا يمكن تعبئة أكثر من خمسة براميل ( واحد متر مكعب) وبعض المنازل لا تصلها، نهائياً، وهذا خارج عن إرادتنا، علماً أننا طالبنا الجهات المعنية بتنفيذ مشروع لتجديد الشبكة، وتم رفع طلب إلى المحافظة بالكتاب رقم/ ٣٠٠/تاريخ/٢٠٢٣/٨/٦ ولكن لم يأتِ الرد.
والحل الوحيد والأفضل هو إعفاء خط محطة التحلية على البئر البحري من التقنين.
وحالياً لدينا حل جزئي للمشكلة، بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان للتنمية، بحيث تقدم الشبكة ألواح طاقة شمسية مقابل أن تقوم البلدية بتحمل جزء من التكلفة بتركيب القاعدة الحديدية لألواح الطاقة، وقد بدأنا عبر العمل الشعبي، بجمع التبرعات من أهالي القرية بالطرق الرسمية بموجب إيصالات نظامية.
أما في الوقت الراهن فيتم الاستعاضة عن مياه الشبكة بشراء المياه عبر صهاريج خاصة تعبأ من آبار القرية على حساب الأهالي، وهي صالحة للشرب، بعد قطف عينات منها وتحليلها لدى وحدة مياه سلمية.
وفيما يتعلق بالصرف الصحي، يوجد لدينا شبكة جيدة، بنسبة تنفيذ ٩٥%، ولدينا دراسة لوصلة بطول ٣٠٠ متر، بانتظار الموافقة للتنفيذ، وشوارع القرية معظمها معبد ومنظمة بشبكة المياه والصرف الصحي، ولكن لدينا مشروع تعبيد بحدود ١٠٠٠ متر، وتم رفع الكتاب إلى مديرية الخدمات الفنية بانتظار الموافقة أيضا.
وبالنسبة لموضوع النقل، هناك قلة في عدد السرافيس العاملة على الخط قياساً مع عدد السكان، والحل بزيادة عدد الرحلات يومياً، وهذا يتطلب زيادة مخصصات السرافيس من المازوت.
على صعيد القطاع الصحي ، لدينا مركز صحي يخدم أهالي القرية وفق الإمكانات، مع وجود نقص في الكادر الطبي (دكاترة)، وبالتعاون مع جمعية “لمسة أمل”، تم تخصيص سيارة إسعاف تخدم كل المواطنين في القرية وبشكل مجاني في حال الطوارئ.
ولدينا أيضاً ( ضاغط) هوائي لصالح البلدية، مخصص لحفر القبور مجاناً، تخفيفاً للأعباء المادية المكلفة على أهل المتوفى.