حدائق حمص العامة تعاني من الإهمال والقائمون عليها يشكون قلة الإمكانيات ونقص العاملين

تشرين- إسماعيل عبد الحي:

بما لديها من 157عاملاً تجاوز 90 بالمئة منهم ال55 عاماً وبمساحة حدائق تتجاوز المليونين و300 ألف متر مربع، تعجز مديرية الحدائق في مجلس مدينة حمص عن القيام بواجبها وإعادة المساحات الخضراء إلى سابق عهدها، وبشكل عام تبدو الحدائق شاحبة في أسوا حالاتها  لأسباب يعزوها القائمون عليها بقصور ذات اليد والنقص الشديد في التمويل والمعدات التي لا تتعدى وجود سيارة قلاب واحدة وصهريج وجرارين زراعيين، ولتحظى بعض الأحياء الراقية في المدينة بشيء من الاهتمام  بينما تزداد الأمور سوءاً في كل الأحياء، وخاصة التي تعرضت للتخريب، وفي وقت سابق قامت منظمات دولية بدور إيجابي بتأهيل حدائق بعينها وسط المدينة لتكون متنفساً شعبياً لكن يد الإهمال والعبث أعادتها إلى سابق عهدها كأنها لم تبن بالأمس.

المهندس وليد عطية رئيس دائرة الحدائق في مجلس مدينة حمص يرى أنه ليس بمقدور المديرية القيام بكل ذلك الكم من العمل بوجود عدد قليل من العاملين والمعدات ، منوهاً إلى وجود 17 حديقة تم تسويرها من مجلس المدينة يفترض بالمستثمرين الاعتناء بها وسقاية أشجارها، مضيفاً أن 60 بئراً في الحدائق يفترض وجود حراس ومشرفين عليها.

وتحدث عطية عن ضرورة استبدال أشجار النخيل وزراعة أشجار تناسب طبيعة مدينة حمص خاصة أن أشجار النخيل تتعرض للكثير من الآفات الزراعية وهذه تحتاج إلى أموال طائلة لمكافحتها .

ونوه إلى خطورة تقليم الأشجار المتشابكة مع الأسلاك الكهربائية وتقليم أشجار النخيل في المنصفات وسط المدينة وإزالة الاعشاب وقلب التربة  وصيانة الأسوار المعدنية فيها، مؤكداً النقص المالي لإعادة التأهيل، ونقص الآليات من جرارات وصهاريج وسيارات قلاب.

رئيس مجلس مدينة حمص المهندس عبد الله البواب أكد في تصريح ل”تشرين ” أن عدد عمال الحدائق انخفض بسبب عدم تعيين عمال منذ عام 2006 وأصبح الكادر هرماً بأعمار كبيرة، بينما يحتاج العمل في الحدائق لفئة الشباب ليتمكنوا من عمليات عزق الأعشاب وقص الأشجار، و معلوم أنه لم يتم تعيين سوى عدد قليل من العمال خلال المسابقة الأخيرة، كما أن العقود الموسمية لا تفي بالغرض بسبب عدم الاستمرارية في العمل، فهي فقط في فصل الربيع لإزالة الأعشاب وهذه تتسبب بالحرائق عادة،  أما موضوع الصيانة فهو صعب، فمثلاً لدينا في حمص 60 بئراً في ستين حديقة أي إنه يجب ألا يقل عدد الحراس عن ثلاثة على الأقل على مدار الأسبوع، إضافة لعمال الصيانة وينسحب الأمر على حدائق عكرمة، وتكمن المشكلة بنقص العناصر أولا بكبر سن العاملين التي تزيد عن الخمسين عاما    ولحاجتنا إلى للعائدات لكون تمويلنا ذاتياً، حيث اضطررنا لإعطاء بعض الحدائق كإشغال منوها إلى رفع  رسم الإشغال من 200 ليرة ليصبح 3000 ليرة فقط.

‏وفيما يخص الاستثمارات في الحدائق ضمن الأحياء بين أن العقود قديمة و أبرمت قبل تسلمه رئاسة مجلس المدينة، مذكرا بالإرهاب الذي عاث بكثير من الأحياء طولاً وعرضاً وكان الجزء الغربي من المدينة مغلقاً، ولا يمكن الوصول إليه، وخاصة شارع الملعب البلدي وكان هو الآخر غير آمن، منوهاً إلى أن البلدية أعطت في ذلك الوقت استثمارات خصوصاً منطقة عكرمة المكتظة بالسكان، وأضاف: من غير المعقول أن نلغي العقود السابقة المبرمة ، فنحن استمرار لمن قبلنا  مع ملاحظةإجراء توازن سعري، وأخذنا بعين الاعتبار ما نمر به في الظروف الحالية.

و تحدث البواب عن سوء وضع الكهرباء، التي تأتي لمدة ساعة حيث لا نتمكن من إرواء الحدائق  و يقوم المستثمرون حالياً بصيانة الحدائق وإنارتها، مع تقديم  ألعاب مجانية للأطفال مقابل الجزء المأجور الذي نقوم باستثماره.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار