هجوم الشخصيّات على المؤلف.. «في رواية أخرى» على خشبة الحمراء في دمشق
تشرين- لمى بدران:
أينما تحلّ الخلافات الزوجيّة الناجمة عن ضيق الحال والمعيشة الصعبة يحلّ الضغط النفسي والمادي والمشكلات الكبيرة التي قد تُعوق استمرار العلاقة الزوجية، وتؤدي للانفصال، لكن أن تذهب الزوجة لدار أهلها وتترك الزوج صاحب الأفكار البالية يُصارع هواجسه وعقده النفسية وحتى عجزه الجنسي وحده.. هذا يؤدي إلى عمل مسرحي رائد يقوده مخرج صارم حازم قاسٍ كأستاذ، ومرن كشريك على الخشبة، وفي الوقت ذاته هو المخرج والممثل كفاح الخوص الذي أعاد إعداد نص المسرحية المكتوب منذ سنتين مع كاتبة النص بتجربتها الثالثة في الكتابة المسرحية لوتس مسعود.
يرى المخرج الخوص حسبما ذكر لـ(تشرين) أن العراقيل في عملهم كانت موجودة دائماً لكن الحلول موجودة أيضاً، وذلك لأجل إحياء المسرح وعدم التخلّي عنه، كما أشاد بتجربته الأولى مع لوتس مسعود، فالنص في رأيه كان أحد الدوافع الأساسية للقيام بهذه المسرحية.. فهو مرن ويحاكي الجيل الجديد بالأمور التي تحدث اليوم وهنا والآن.. وتابع إنهم مشتاقون للعمل في المسرح؛ إذ لم يعمل فيه منذ أربع سنوات، ويبدو أنه أكثر من راض عن التعاون مع لوتس، لذلك أفصح لنا عن عمل قادم بعد أشهرٍ مع الكاتبة ذاتها ولنص سوري/سوري بامتياز.
لا تستلهم كاتبة العمل نصوصها من أعمال روائية أو فنيّة أو سينمائيّة محددة بل تعتمد على تفاصيل الحياة العفوية، إذ إنها تأخذ من المتلقي، وتعطيه لتكون أقرب إليه، وفي تصريح خاص لـ(تشرين) ذكرت لوتس مسعود أنها غرقت في عالم الكتابة المسرحية وتغوص فيه، ولن تتخلى عنه في أي يوم من الأيام حتى لو كتبت أعمالاً أخرى سينمائية أو تلفزيونية أو غير ذلك، وتابعت بأنها تزيد تعلّقاً وإيماناً بالمسرح لكونه يعاني صعوبات وعراقيل كبيرة تجعلها أكثر إصراراً لتكون جزءاً ممن يحافظون عليه في ظل محنته.
وبالانتقال إلى الممثلين الذين اختار تقديمهم الخوص فكانوا: الممثلة أمانة والي التي تعتقد أن أهمية هذه التجربة تكمن في أنها تخلق جسر تواصل بين جيلين من الممثلين ليقدّموا الأفضل في هذا الوقت، فهم حسبما عبّرت لنا يتعلّمون منهم ويعلّمونهم، وختمت داعية الجميع: تعالوا نشتغل مسرحاً… فهو بيت الكل.
بينما أخذت الفنانة وئام الخوص وهي شقيقة المخرج دور الراقصة في المسرحية وهو بالنسبة لها كدور حلم يتحقق على خشبة المسرح، لذلك أعطته إمكانات وجهوداً كبيرة خصوصاً أنها قبل العرض وأثناء التدريب تعرّفت على راقصة حقيقية لتستلهم منها بعض التفاصيل عن الشخصية، وأهم ما يميّز هذه التجربة عندها هي أنها المرّة الأولى التي تكون هي وشقيقها على خشبة واحدة، كما لفتت إلى الألفة الكبيرة الموجودة بين الجميع، والتي ساهمت في نجاح العمل.
أما بالنسبة للممثلين الشباب وهم: نوار سعد الدين الذي كان أيضاً مساعد مخرج وعلي اسماعيل ومرح حجاز وسليمان رزق، فقد أجمعوا على أنها تجربة ممتعة وغنية وستترك أثراً في ذاكرتهم، فهم انتقلوا خلالها من مرحلة إلى أخرى، أي من طلاب لكفاح الخوص لكونه أستاذهم في المعهد العالي للفنون المسرحية إلى شركاء له يتقاسمون إحياء الخشبة، كما أن طبيعة التعامل أثناء التحضير والتدريب كانت محفزاً قوياً بالنسبة لهم من حيث النقاش والمرونة والمحبة التي وجدت بين جميع الأطراف.
ختاماً، تحثنا هذه المسرحية على أن نفكّر جميعنا بماذا لو كانت لكلّ منا رواية أخرى من الممكن أن يعيشها!!! هل ستكون أفضل؟ سنهرب أم نموت أم نكمل نحو الأمام وهذا السؤال يجيب عنه كل شخص بنفسه ولنفسه، وأشير إلى أن عرض هذه المسرحية مستمر أكثر من عشرة أيام قادمة.