«العاصمة» تطلق الملتقى الحواري للمجالس المحليّة.. تفاعل رؤى وهواجس.. والمحافظة تعرض «إنجازاتها» بالتشبيك مع المجتمع الأهلي
تشرين – زهير المحمد- بشرى سمير- مايا حرفوش:
أطلقت العاصمة دمشق اليوم الملتقى الحواري لمجالسها المحليّة، بنفحة تفاعلية كسابقاتها من المحافظات التي حققت ملتقياتها قيماً مضافة من خلال المكاشفات والرؤى التي تم تداولها باتجاه تصويب أداء المجالس المحلية التي تصح تسميتها بـ “حكومة الناس”، التي عليها أن تضطلع بمسؤولياتها بديناميكية ومرونة كافية.
وأكد المهندس محمد طارق كريشاتي محافظ دمشق، في كلمته الاستهلالية للملتقى، أن المحافظة تولي الاهتمام الخاص بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية، والعمل على تعزيز الإيرادات الذاتية في ظل القانون المالي للوحدات الإدارية، من خلال البحث عن المزيد من الموارد الذاتية وتحقيق العدالة بين بدلات الإشغال المستحقة والأسعار الحالية، وتحقيق الاستثمار الأمثل لأملاك المحافظة،
كريشاتي: المجتمع المحلي له بصمة واضحة وساحة «السبع بحرات» أكبر دليل
جاء ذلك خلال ملتقى المجالس المحلية الحواري لتعزيز المشاركة الأهلية والمجتمعية في تطوير المجالس المحلية، الذي عقد اليوم في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق بحضور أعضاء مجلس المحافظة وأعضاء المكتب التنفيذي وحشد من الفعاليات الأهلية والمجتمعية وممثلي النقابات والاتحادات الحرفية والشعبية والفنية، ولفت كريشاتي إلى أن الإيرادات تساهم في دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة وتنفيذ المشروعات الاستراتيجية، التي كان آخرها نفق عقدة المواساة، حيث إن 90% من تكلفته جاءت من الإيرادات الذاتية في المحافظة، مشيراً إلى أنه يجري العمل والتحضير حالياً لمشروعات خدمية أكبر، كما تم تنفيذ كامل الخطط الخدمية المتعلقة بتعبيد وتزفيت الطرق ضمن المحافظة والمتوقفة منذ عام 2020 من الإيرادات الذاتية التي تحققت نتيجة إعادة تقييم الاستثمارات ورفع بدلات الإشغال القديمة لحفظ حقوق المحافظة بتحصيل أكبر عائد ممكن يغذي تلك الخطط الخدمية، وعليه تم تنفيذ كل الخطط الخدمية المتوقفة لأعوام (2020-2021-2022) .
تنفيذ كراج جديد
وكشف كريشاتي أنه وبهدف التخفيف من الازدحام قدر الإمكان ضمن المدينة، تعمل المحافظة حالياً، ومن الإيرادات الذاتية، على تنفيذ كراج جديد مع مركز نقل تبادلي للمنطقة الجنوبية يكون بديلاً عن كراج باب مصلى وكراج المنطقة الصناعية وكراج منطقة نهر عيشة، ونأمل بأن نحقق من خلال ذلك الصورة الأبهى لمحافظة دمشق ونحقق طموحات وآمال ساكنيها من خلال أفضل الخدمات.
وشدد كريشاتي على أنه حين يكون الحوار قاعدة انطلاق لتحقيق الإنجاز فهذا يعني أن المجتمع يسير في مساره الصحيح، وفي اللقاءات والندوات الحوارية مساحات كبيرة للحرية في التعبير وإبداء الرأي والمشاركة في صنع القرار، وأضاف: إن المواطنين على اختلاف مستويات حياتهم الثقافية والعلمية والمجتمعية والاقتصادية وحتى السياسية هم شركاء فاعلون في قانون الإدارة المحلية، مؤكداً أن مساهمة الجميع في الحوار وإغنائه تمنح المحافظة أفكاراً ومقترحات للوصول إلى برامج التنمية المستدامة التي هي غاية أي مجتمع يبحث عن تطوير ذاته.
ترميم ساحة «السبع بحرات»
ونوه كريشاتي بأهمية دور المجالس المحلية في تحقيق التنمية، عبر تطوير المجالات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والثقافية والبيئية، والانتقال بها إلى أفضل حال، وقد سعت محافظة دمشق لترسيخ مشاركة المجتمع المحلي في إطار الجهود المبذولة للنهوض بواقع المحافظة، وكانت لهذا المجتمع بصمته الواضحة وحضوره الفاعل، فساحة «السبع بحرات» ورغم ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حولها، إلا أنها اليوم بحلتها الجديدة تشكل مظهراً حضارياً تم إنجازه عبر مساهمة المجتمع المحلي بكامل تكلفة إعادة الترميم، وهذه حالة وطنية تعكس روح المبادرة لدى أفراد المجتمع السوري ومدى حبهم وتعلقهم بوطنهم، مشيراً إلى أن هناك العديد من الطلبات المماثلة لترميم ساحات أخرى في المحافظة وهي موضع دراسة بالتعاون مع نقابة المهندسين وجامعة دمشق.. كذلك كانت للمجتمع المحلي مساهمة فاعلة عبر مبادرات محلية لتركيب أجهزة إنارة بالطاقة البديلة، وغيرها من المبادرات التي شجعتها محافظة دمشق في سبيل تأمين أفضل الخدمات لمواطنيها وتعزيز مشاركة الفئات المختلفة من شرائح المجتمع المحلي في عملها، مبيناً مشاركة محافظة دمشق في جميع فعاليات المنظمات الشعبية من نقابات واتحادات، لرصد المزيد من مطالب أفراد المجتمع وحاجاتهم وتذليل صعوبات العمل ومعوقاته، والعمل على تلبية كل ما يمكن تلبيته من مطالب وفق الإمكانيات المتاحة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع تنظيماتهم النقابية، وهو الهدف الأسمى الذي يقود عمل المحافظة. والبوصلة التي تعمل وفقها.
دورات تدريبية
وبهدف تنمية القدرات وتعزيز الكفاءات المنتخبة بيّن كريشاتي أنه تم تنفيذ العديد من الدورات لتمكين أعضاء مجلس المحافظة بتملك المهارات اللازمة، وبالأخص ضمن عناوين التخطيط الاستراتيجي ومهارات الظهور الإعلامي وشرح القانون المالي للوحدات الإدارية، لكون مجلس المحافظة هو المعني بوضع وإقرار الخطط التنموية والاقتصادية والمالية للمحافظة، مشيراً إلى دور الإعلام الوطني في نشر الثقافة والتوعية التي تخدم المجتمع وتساعدنا في مهامنا، فما يقوم به الإعلام من شرحٍ لمبررات إزالة المخالفات والتعديات على سبيل المثال، يساعد بشكل جلي المحافظة على تنفيذ إجراءاتها ويحقق الرضا والقبول لدى المجتمع، كما تساهم مواكبة وسائل الإعلام ومرافقتها جولات أعضاء المكتب التنفيذي للوقوف على واقع الخدمات المقدمة بتوثيق العمل، وطرح القضايا المطلبية والجهود المبذولة في سبيل علاجها بشفافية تامة، كل ذلك يساهم في قياس الأداء وتحسينه.
عصف ذهني
من جانبه بيّن رئيس مجلس محافظة دمشق المهندس إياد الشمعة أن اللقاء الحواري للمجالس المحلية هو واحد من سلسلة لقاءات وعبارة عن ورشات عصف ذهني من أجل معرفة الواقع الحالي والمأمول للمحافظة والنهوض به، وتحديد مواقع النجاح والقوة ومواقع الخلل والإخفاق والعمل على تجاوزها، منوهاً بدور المجتمع الأهلي والمحلي في مساعدة المجلس المحلي ودعمه، إضافة إلى أهمية الاستقلال المادي والإداري للمجلس وتعزيز إيراداته وكذلك التخطيط التنظيمي للمحافظة والحفاظ على النسيج العمراني.
وتمت خلال اللقاء مناقشة عدة محاور منها التخطيط التنظيمي والهوية البصرية والاستقلال المادي والإداري للمجالس المحلية والرقابة الأهلية والمجتمعية لتقييم عمل المجالس وتحسين أدائها، إضافة إلى مناقشة الصلاحيات الممنوحة للوحدات الإدارية وأشكال تطويرها، والتمكين والاستقلالية المادية للمجالس المحلية، والقانون المالي، والمخططات التنظيمية بين الواقع والمأمول، ومناطق السكن العشوائي ومخالفات البناء.
منح صلاحيات
وطرح المشاركون في الملتقى الحواري للمجالس المحلية عدد من المقترحات، ومن ضمنها إعطاء المجالس المحلية صلاحيات كاملة للنهوض بالمجتمع المحلي، وعدم اقتصار عملها على المهام البسيطة، وضرورة توسيع المشاركة الشعبية مع الخطط التنمية للمجالس المحلية.
الاهتمام بالشباب
وطالب مشاركون بضرورة اهتمام المجالس المحلية بشريحة الشباب والذين يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع، عبر تأمين مشاريع تنموية صغيرة، كما لفتوا إلى أهمية تفعيل الرقابة الذاتية داخل المجالس المحلية.
مبادرات خلاقة
المشارك في الملتقى، وعضو مجلس في محافظة دمشق محمد صياح النوري أكد أن للمجتمع المحلي الدور الأكبر للنهوض بالبلد، وينبغي أن نكون حريصين على تفعيل دوره، مؤكداً أن سورية تمتلك مجتمع محلي قوي جداً، منوهاً بالمبادرات المهمة التي لعبها المجتمع المحلي بالمشاركة مع الجهات الرسمية بالعديد من المبادرات منها إزالة آلاف الأطنان من الانقاض والسواتر الترابية التي خلفها الإرهاب من منطقة اليرموك، لافتاً إلى أن هذه المبادرة ستسهم مع بداية العام القادم بعودة افتتاح ٥٠٠ محل تجاري بالمنطقة.
ويرى النوري أنه ينبغي أن يكون لدينا شخصيات في المخاتير والوحدات الإدارية واعضاء المجالس المحلية قادرة على استقطاب المجتمع المحلي وتوجيهه.
مشكلة التداخل الإداري
وأمل مشاركون بضرورة حل مشكلة التداخل الإداري مابين محافظتي دمشق وريفها، مشيرين إلى أن ذلك التداخل يحد ويؤثر بشكل سلبي على عمل البلديات والمديريات.
واقترح مشاركون بالملتقى ضرورة إلغاء قرار العمل بالتوقيت الشتوي، لكونه القى بآثار سلبية على الكثير من المواطنين لاسيما طلبة المدارس والجامعات.
غياب قاعدة بيانات
واعتبر أحد المشاركين بالملتقى بأنه لا يمكن أن نصل إلى تنمية من دون تخطيط ومن دون وجود بيانات احصائية دقيقة، مشيراً إلى أن البيانات الإحصائية مثلاً عن عدد سكان مدينة أو بلدة لا تتوفر لدى جميع الوحدات الإدارية.
رفع نسبة التمثيل
ونوه مشاركون بأهمية رفع أعداد ممثلي أعضاء مجلس محافظة دمشق، فالعدد الحالي وهو ١٠٠ عضو ليس بإمكانه أن يمثل عدد سكان محافظة دمشق المكتظة بالسكان.
وذهب مشاركون إلى المطالبة بإطلاق مبادرات لإنشاء صندوق بالمشاركة مع المجتمع المحلي لإنارة مدينة دمشق، وطالب آخرون بتخصيص مبنى إداري واحد متكامل لإنجاز المعاملات وإنهاء الروتين، وكذلك ضرورة إدخال التصويت الإلكتروني ضمن مجالس المحافظة.
البسطات حاضرة
وانتقد أحد المشاركين وبطريقة منمقة انتشار البسطات على أسوار جامعة دمشق، وعلى مرأى من محافظ دمشق الذي يحضر الملتقى رغم أن المحافظة أصدرت ومنذ مدة طويلة قرار بإزالة البسطات، مضيفا: إن لم تستطع المحافظة إزالتها فمن الممكن السماح لها بالعمل بطرق قانونية وأن تكون منظمة ولا تأخذ الصفة العشوائية كما هي حالها الآن.
وأشار مدير زراعة دمشق عرفان زيادة إلى ضرورة الحفاظ على أشجار الزيتون المعمرة الموجودة ضمن مدينة دمشق، ونقل بعضا منها إلى الحدائق، كما طالب بضرورة إنجاز محطات لتنقية المياه الآسنة لدرء أخطار سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي.
إحداث محافظتين لدمشق
وانتقد عضو مجلس الشعب- وعضو مجلس محافظة دمشق زهير تيناوي عدم منح رؤساء الوحدات الإدارية صلاحيات كبيرة لإدارة مناطقهم، مقترحاً في الوقت نفسه إحداث محافظتين لدمشق، الأولى محافظة دمشق القديمة لوقف التمدد السرطاني للمقاصف وغيرها على المناطق الأثرية والتاريخية، والمحافظة الثانية دمشق الجديدة وهذا سينعكس على واقع الخدمات.
دعم المشاريع الصغيرة
وطالب مشاركون بضرورة دعم المشاريع التنموية الصغيرة والمشاريع الأسرية، وضرورة وجود ثقة متبادلة مابين مجالس الادارات المحلية ومابين المواطنين، واقترح مشاركون بأن يتم اختيار المخاتير ورؤساء الوحدات الإدارية عبر تصويت المواطنين.
عدم تعديل المخططات التنظيمية
ودعا نقيب المهندسين بدمشق غياث قطيني إلى ضرورة اعتماد المخططات التنظيمية في مدينة دمشق وعدم تعديلها، فأي تعديل سيشوه المخطط ويشجع لنمو مخالفات البناء، مشيراً إلى أن معظم الأبنية التي تأثرت بزلزال ٦ شباط ٨٠ بالمئة منها أبنية مخالفة، وأن جزءاً من الأبنية النظامية التي تأثرت بالزلزال أنشئ عليها مخالفات.