70 مغترباً مشاركاً يعرضون أفكارهم للوقوف إلى جانب سورية.. في مؤتمر “فيا آراب”
تشرين- أيمن فلحوط
رغم أن العديد منهم ولد خارج الوطن، لكن جذورهم بقيت كالسنديان راسخة في حب الوطن، والبحث عما يمكن أن يقدموه حباً بالتاريخ العريق الذي حمله الأباء والأجداد، فالوطن عزيز والعودة له حاضرة في عقولهم للمساهمة في إعمار بلدهم مجدداً، بعد أن أنهكته الحرب والمتآمرون عليه من أصقاع الدنيا، ونجح بفضل صمود أبنائه البررة وبالتعاون مع الأصدقاء في التصدي لتلك الحرب البغيضة والحصار الجائر.
في اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر الاستثنائي الخمسين لاتحاد المؤسسات العربية في دول أمريكا اللاتينية (فيا آراب) المقام على مدرجات جامعة دمشق، وكانت جلسة اليوم الصباحية في قاعة رضا سعيد بدأت بترحيب من رئيس اتحاد غرف الصناعة غزوان المصري بالحضور مبيناً أهمية المؤتمر في لقاء المغتربين العرب والتبادل في الأفكار مع نظرائهم من رجال الأعمال في سورية.
في حين اعتبر نائب رئيس اتحاد غرف التجارة مازن حماد أن قدوم المغتربين بعث التفاؤل، وسورية ستنتصر لأن هناك من يقف إلى جانبها من أبناء الوطن المخلصين في بلدان الاغتراب والأصدقاء، ونمد أيدينا للتعاون ومستعدون لتقديم كل ما يساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية الممكنة بيننا وبينكم في بلدان الاغتراب.
العدو واحد في الحصار الجائر على سورية وبلدان أمريكا اللاتينية
تحترم حقوقنا
سفيرنا في الأرجنتين الدكتور سامي سلامة تحدث عن أهمية هذه اللقاءات
مبيناً أن بلدان أمريكا اللاتينية كالأرجنتين والباراغواي والأورغواي بلدان لا تعترف بالعقوبات الاقتصادية على الدول، كونها تؤثر على المستوى الحياتي للشعوب، وتالياً نحن مع دول صديقة تحترم حقوقنا، ولديها تمثيل دبلوماسي في سورية، ونتعامل معها على مختلف الصعد.
والرافعة الأساسية التي نستند إليها هي جالياتنا، وهي حاضرة في دول أمريكا اللاتينية الأرجنتين والأورغواي والباراغواي، والتي يزيد تعداد سكانها على مئة مليون، ولدينا تمثيل سوري في الأرجنتين من أصول سورية بحدود الأربعة ملايين، وهذه النسبة الكبيرة تؤثر في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف الدكتور سلامة: عملت الجالية السورية في قطاع التنمية في تلك البلدان، ونأمل الآن من خلال هذه اللقاءات، والمشاركات والقدوم إلى سورية المساهمة أيضاً في عملية التنمية والاستثمار على الأرض السورية.
وأشار سفيرنا في الأرجنتين إلى أهمية العمل على جذب تلك الاستثمارات والتنمية من خلال استقدامها لسورية، واللقاءات مع المسؤولين السوريين ليشرحوا لهم الواقع عن كثب، فلا يكونون متأثرين بوسائل الإعلام الأجنبية، بل يكونون من الرائين في أعينهم، ليقرروا وفق مشاهدتهم ورؤيتهم، بعيداً عن تلك التأثيرات المضللة لوسائل الإعلام، وبذلك نكون أمام مشاهدة عينية تختلف تماماً، عما تنشره وسائل الإعلام ذات المصلحة المختلفة، وعملياً نسقنا لقدوم 70 شخصاً لسورية، من بلدان أمريكا اللاتينية المختلفة من الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكوبا وفنزويلا وبنما وكولومبيا، وهذه الدول وجاليتنا لديها من العشق لسورية، وهم يترأسون اتحاد المؤسسات الأمريكية العربية، وهذا الوجه العروبي في أمريكا اللاتينية، ما يعني السوري واللبناني والفلسطيني، وهو التشكيل الأبرز لجالياتنا، وتالياً نحن أمام مجموعة كبيرة من المغتربين المستثمرين والعلميين والجامعيين والفنيين، وقد احتفلوا بالذكرى الأولى للمؤتمر التحضيري الذي حصل في دمشق عام 1965 ومؤتمرهم الأساسي عام 1973 واليوم يحتفلون بالذكرى 50 للتأسيس في دمشق.
الوفود المشاركة تشدد على العمل لرفع الحصار الجائر عن سورية
كسر الحصار
أكد غسان سلامة من أصل فلسطيني أنه مع سورية والقضايا العربية، وتكثيف الجهود على المستوى الوطني والأعمال التجارية لكسر الحصار بكل الأشكال، من خلال التعاون مع الصناعيين وتقديم يد المساعدة، لخروج الاقتصاد السوري من الحالة التي يعيشها بالتعاون المشترك مع رجال الأعمال في أمريكا اللاتينية، لنكون جسراً لذلك بغية تعافي الاقتصاد السوري.
وأضاف سلامة رئيس غرفة تجارة بنما: سنضع كل الإمكانات المتوافرة بين أيدينا بمتناول السوريين في كل المجالات، وتالياً إتاحة المجال لتسويق المنتجات السورية، ولدينا تجربة عملية سابقة في كسر الحصار الذي فرض على كوبا، والإمكانات لاستثمار الأموال في سورية حسب متطلبات ذلك، وفقاً لاحتياجات الدولة السورية والصناعيين، ولدينا تجار من أصل عربي في أمريكا اللاتينية من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين يتطلعون لإقامة المشاريع الاستثمارية في سورية، بعد معرفتهم بمتطلبات السوق السورية واحتياجاتها وإجراء الدراسات اللازمة لذلك.
تفعيل الاتفاقيات
بدوره رئيس منظمة فيا آراب في فنزويلا زياد الحمد تحدث عن الرابط الاغترابي بين سورية وفنزويلا، والاتفاقيات التي عقدت في السنوات الماضية وزاد عددها على 44 اتفاقية، ما بين تبادل تجاري وثقافي ومجالات أكثر، ونحرص على توطيد العلاقات بين البلدين، وخاصة التجارية في هذه الأوقات الصعبة، خلال مرحلة الحرب على سورية، وكذلك بلدنا الثاني فنزويلا نتيجة العقوبات أحادية الجانب، والتي أيضاً تعيشها سورية بالشكل ذاته، وسنعمل على دفع تلك الاتفاقيات نحو الأمام في سبيل تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، ويرافق الوفد عدد من رجال الأعمال، والذين يتطلعون للاستثمار في سورية، أو التصدير المتبادل بين البلدين، وبهذه الصورة يتم التكامل وتوطيد العلاقات التجارية.
علاقات مميزة
أمين سر المنظمة في فنزويلا من رجال الأعمال وعضو في اتحاد الأندية والمؤسسات العربية الدكتور نبيل الصفدي، أشار إلى أهمية انعقاد المؤتمر
بمناسبة الذكرى 50 لتأسيس فيا آراب في دمشق، والذي يشكل تفعيلاً للعلاقات ما بين دول أمريكا اللاتينية، مضيفاً، نحن في فنزويلا نرتبط بعلاقات مميزة كدولة صديقة ومتضامنة ومؤيدة لسورية، كوننا نعاني بنفس الوقت من العدو المشترك، وكرجال أعمال لدينا برنامج عمل ولقاءات مع الجهات المختصة في القطاعين العام والخاص، لتفعيل المعاهدات في التبادل التجاري وإحياء ما يحتاجه السوق.
وأضاف الدكتور الصفدي: نحن وسورية نتعرض لحصار غير شرعي، ووحيد الجانب من الإمبريالية والقطب الواحد، الذي سيتغير من خلال محور المقاومة، سواء كان ذلك في منطقتنا العربية هنا، أو في العالم.
ونراهن على التبادل ما بين رجال الأعمال في سورية وفنزويلا، بغية كسر الحصار المفروض على البلدين. وكان لدينا لقاءات في حلب مع رئيس غرفة الصناعة في حلب، وكذلك في دمشق، لإقامة معارض إنتاجية في كلا البلدين.
نشعر بالفخر
الدكتور الصيدلي أنطونيو سابا من مدينة بورتو لا كروس في فنزويلا بين أن لدى المدينة أكبر ناد في أمريكا اللاتينية، والجالية الحلبية هي الأكبر في المدينة، ونشعر بالفخر بقدومنا إلى المؤتمر، وهو فرصة لنتعرف على الأخوة في الجاليات الأخرى القادمة من الدول الأخرى، مشيراً إلى أهمية التعاون في المجال الصحي بين البلدين، وبالأخص في قطاع الأدوية، وقد شاهدنا معملاً جميلاً للأدوية في حلب ينتج أصنافاً جيدة.
فرص واعدة وجاذبة للاستثمار ومطالبة بتفعيل الاتفاقيات الموقعة مع بعض بلدان الاغتراب
فرص واعدة
أمين سر اتحاد غرف التجارة السورية وأمين سر غرفة تجارة دمشق وسيم قطان تحدث عن معاني المؤتمر وأهميته وفرص الاستثمار التي يمكن أن تعول على رجال الأعمال المغتربين، مؤكداً أن الموطن الأصلي يبقى في عقل وقلب كل مهاجر مهما طالت هذه الهجرة وأن نجاح المهاجرين في أوطانهم وتميزهم في التجارة والصناعة والحرف هو ما مكنهم من الوصول لقمة النجاحات في دول الاغتراب، وأن قضايا الوطن الأم الوطنية والقومية ما زالت تشغل بال أبناء البلدان الجديدة من المغتربين رغم بعد المسافات ومرور عشرات السنوات، وما نشهده من تعزيز واضح لروابط المغتربين مع وطنهم الأم والمشاريع التي يقومون بها في مدنهم وقراهم دليل على عمق هذا التفاعل.
وأضاف قطان: سورية اليوم جريحة بعد أزمة قاسية مرت بها والتآمر الدولي للنيل من صمودها ومواقفها الوطنية والقومية، وهي اليوم بحاجة لدعم سلالة الأجداد من المهاجرين لاستكمال حالة التعافي الاقتصادي والاجتماعي التي يتطلع إليها بلدنا الغالي.
وأكد قطان أن الفرص الاستثمارية الزراعية والتجارية والصناعية وحتى الخدمية أكثر من واعدة اليوم في سورية، لأن التنمية توقفت لأكثر من عقد من الزمن تراكمت خلالها الفرص المجزية، ونحن كقطاع أعمال في اتحاد غرف التجارة السورية ، نمثل 14 غرفة تجارة على كامل الجغرافيا السورية لديها الرغبة والقدرة والإرادة على بناء شراكات مع الجانب العربي المغترب في دول أمريكا اللاتينية، ويمكن من خلال هذا المؤتمر المهم وعالي المستوى أن نبحث في تفاصيلها وخاصة أن التشريعات الجاذبة للاستثمار والمناخ الاقتصادي يسير بخطوات جيدة جداً، ونتابعها كأصحاب أعمال بحماس وتفاؤل.