«الصليب المكسور».. جرائم أصحاب الرايات السود في إدلب

تشرين- لمى بدران:
لا تغيب عن ذاكرتنا أبداً المجازر والجرائم الرهيبة التي حدثت في إدلب من قبل العصابات التكفيرية خلال الحرب على سورية، إلّا أن ما خفي كان أعظم، فالملفات والوثائق تحمل الخفايا والأسرار المتعلّقة باستهداف مسيحيّي المشرق من خلال تهجيرهم بما يُشبه حرب الإبادة، وبما يعيد للأذهان جرائم مشغليهم في مجازر الأرمن قبل أكثر من مئة سنة.. هذا الجرائم التي تقوم بها اليوم عصابة ما يسمى “الحزب الإسلامي التركستاني” المتواطئ مع الخارجية الأمريكية، التي كُشِفَت جميعها من خلال الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان “الصليب المكسور”، والكسر المقصود هنا هو رمز للآلام التي عاشها مسيحيّو المنطقة في مدن الموت المنسية من المجتمع الدولي..
طُبِّقَ بإدلب الخضراء بزيتونها وخيرها وأجراسها ومآذنها “شعار الصدمة والرعب” ضد السوريين الذي بدوره اقتلع نحو خمسين ألف مسيحي يمتلكون أسمى درجات الوطنيّة من أرضهم، وهذه إحدى الأفكار التي يضيء عليها الفيلم لتنوير الرأي العام بها.

لم يعتمد صاحب فكرة الفيلم وهو الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور محمد كمال جفا حسب ما ذكر لـ”تشرين” على أي شيء من وسائل التواصل الاجتماعي، بل على صوت حي وصورة حقيقية ومندوبين ينقلون له ما يحدث بدقّة في تلك المنطقة، ووجد أن هناك نافذة مظلمة تخص مسيحيي المشرق لم يتطرّق إليها أحد منذ بداية الحرب على سورية.. لذلك أقدم على هذا العمل، كما أفصح لنا أن لديه أكثر من (٣٥٠ ) فيلماً من داخل غرف عمليات المجموعات المسلّحة لم يأتِ الوقت المناسب لعرضها بعد، لكنه ربما سيأتي يوم ويصنعون منها أفلاماً أو مسلسلات أو أعمالاً معيّنة توثّق يوميات الحرب على سورية.
وفي إجابة لنا عن أهداف الفيلم والنتائج المرجوّة منه ذَكَرَ المشرف العام للعمل المخرج نجدة أنزور أنهم يهدفون إلى إطْلاع الناس على حقيقة ما يحدث وليس لديهم أي هدف تجاري أو ربحي خصوصاً في توقيت الأبواع والأبواق التي تظهر في أشكال مختلفة على حدّ تعبيره، ودعا كل زملائه الفنانين إلى أن يقدّموا من دون تردّد ما يستطيعون من أعمال تساهم في مواجهة المشكلات وتلامس معاناة الشعوب، كما لفت إلى أن الجَمْع الموجود هنا في دار الأوبرا لحضور الفيلم من شخصيات دينيّة ودبلوماسيّة واجتماعيّة يشكّل إرادة نحو تغيير مجريات المنطقة، ويتوقّع أن يعطي الفيلم نتائج مهمّة بعد عرضه في دول أخرى كبلجيكا وألمانيا وكندا وأيضاً أمريكا خصوصاً بعد أن لمسنا ردوداً إيجابية إثر عرضه في هولندا برعاية اللجنة الوطنية للمغتربين السوريين.
أما الضيف اللبناني الإعلامي غسان الشامي الذي ألقى كلمة قبل عرض الفيلم ذكر فيها أن التاريخ الذي جعل خشبة الصليب تقهر اليهود والرومان معاً والتي باتت رمزاً لثلاثة مليارات مسيحي في العالم ستقهر مخطّطات إفراغ إدلب من مسيحيّيها، وأوجز عن جذور الكنائس والأصول المسيحيّة الشامخة في القرى الخمس بإدلب وقال لـ«تشرين»: إن ما حصل لمكّون مهم من مكونات الشعب السوري هو أمر مهم يخصّ كل شخص في المنطقة، ودعا إلى التمسّك بالأرض التي لن يستطيع أي غريب وحشي أن يأخذها عندما لا نتخلّى عنها.
نصف ساعة من عرض الشواهد الكافية لتحريك ضمير المجتمع الدولي من أجل إيقاف الجرائم في إدلب ممن يدّعون نصرة الإسلام وإقامة إمارة إسلامية من خلال تكفير الآخرين واقتلاعهم من جذورهم ولتنوير الرأي العام بالحقائق كما هي على أرض الواقع.
بقي أن نشير إلى أن الفيلم من إخراج يزن أنزور نجل المخرج والمنتج السينمائي نجدة أنزور والنص للكاتب محمود عبد الكريم، ونختم هنا كما ختم الفيلم النهاية بأصوات تغني في الكنيسة وتقول:
المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام.. وفي الناس المسرّة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص (وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه سورية تترأس اجتماع الدورة السادسة للمجلس العربي للسكان والتنمية في القاهرة الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان