ياس خضر.. وداعاً صوت الأرض.. وداعاً يا بنفسج
تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
وداعاً يا قديس الشجن العراقي، يا معراج الأنين وناي الحزن، وحدك مشيت (للمكيّر) وتشيعك الدموع، سنبقى نبكي جفنك مثل الفراشة على الغصن، لأننا (أعزاز عندك) يا ليلة من ليل البنفسج.. وداعاً أبا مازن يا نحيب العراق والعرب، (يا ريل صيح بقهر) (صيحة حزن يا ريل).
لقد ترجّل فارس الأغنية الطويلة، صوت الأرض، ترجّل صاحب البنفسج عن صهوة جواده.. ستبقى أغانيه (إعزار، تايبين، مجروحین، هم رجع قلبي يحن، مسافرين، يا حسافة، آه الليل، يا حمد، رحلة عمر، تسحرني عينك، حنّ وانه حنّ، ولو تزعل، کبرنا، جناب، راحلين.. وغيرها من المقامات والأبوذية).. هذا الفنان الذي أمتع الملايين في الوطن العربي بأجمل وأرق الألحان الخالدة في الوجدان وفي فضاء الثقافة العربية، سوف تبقى أغانيه في ذاكرة الفن العربي.
من الجدير بالذكر أن الفنان ياس خضر لحّن له في التسعينيات (طالب القره غولي) أغنية (البنفسج) من كلمات الشاعر (مظفر النواب)، واستمر التعاون مع (القره غولي)، ثم أتت أغنية (مرينا بيكم حمد) للشاعر (النواب) أيضاً، وبعدها أغنية (إعزاز) للشاعر المبدع (زامل سعيد فتاح) صاحب الوصف الكبير عندما يقول:
إعزاز عدنا ومنهو ينكر رمش عينه
ويا هو أكرب من جفن للعين لينه
ويظل الفنان ياس خضر يتنقل من ملحن الى آخر في حياته الفنية ليكون أداء حنجرته فيقدّم أغنية (ولو تزعل) لحنها الموسيقار (نامق أديب) التي انتشرت سريعاً لتصبح على لسان كل مواطن عربي، ثم يعود بعدها لأحضان (القره غولي) الموسيقية في أغنية (جذاب)، ويمضي مشوار ياس خضر مع رحلاته وصولاً إلى بقاع بعيدة عن العراق، حيث وجود الجاليات العربية في لندن وأمريكا وأستراليا بعد أن صار له جمهور كبير ومحبون في كل دول الخليج العربي، حيث قدم أجمل أغانيه مما أطرب الجمهور العربي.
هكذا تحوّل ياس خضر إلى نجم للغناء العراقي والعربي، وأحد سفراء الأغنية العراقية المعتمدين في الوطن العربي والعالم، حتى بات علامة مضيئة في سماء العراق.