“ثمن علكة”… 500 ليرة لإطعام الحدث ليوم كامل في معاهد الأحداث.. معاهدنا الإصلاحية بحاجة إلى إصلاح
تشرين- دينا عبد:
قامت معاهد الأحداث عبر تاريخها الطويل الذي يتجاوز 70 عاماً من إحداث أول معهد (معهد الغزالي) في بداية الخمسينيات من القرن الماضي بدور كبير في إصلاح الأحداث وتدريبهم وإبعادهم عن السجون العامة.
إلا أن الأزمة التي عصفت بالبلاد، أثرت على أداء معاهد الأحداث كما أثرت على كل تفاصيل الحياة والقطاعات الفاعلة في البلد.
نداء استغاثة
وبشيء من الصراحة وبدون تردد، يلفت عبد الرحمن محمود مدير معهد الغزالي الإصلاحي، في حديثه لـ ” تشرين”.. إلى أن موضوع التدريب المهني، كغاية أساسية في أداء المعهد، فتأثر بالأزمة في ظل نقص الموارد والإمكانيات وخاصة موضوع الطاقة من كهرباء ومحروقات والتي ” نعاني في سبيل تأمينها الأمرين”، وما يترتب على ذلك من عدم القدرة على تفعيل التدريب المهني إلا بالحدود الدنيا.
ويؤكّد محمود أن الأولوية باتت اليوم لتأمين الحاجات الأساسية من غذاء ودواء وماء وطاقة بأنواعها (كهرباء – غاز للطبخ- مازوت للتدفئة ولتشغيل المولدة وغيرها)، مؤكداً ” هذا ما يأخذ الحيز الأكبر من وقتنا”، ويتحدث عن موضوع الجعالة ” المبلغ المخصص لإطعام الحدث النزيل” حيث مازال المبلغ المخصص للنزيل يومياً / 500/ ليرة سورية فقط والذي يعتبر مبلغاً زهيداً جداً ولا يغطي النذر اليسير من حاجة النزلاء، والمقصود مخصص له باليوم 500 ليرة إطعام والتي كانت قيمتها 125 ليرة، تم رفعها في عام 2021 إلى 500 ليرة، لكن مع التضخم وغلاء الأسعار لم يعد لها قيمة تذكر؛ وتتم تغطية حاجة النزلاء من الطعام عن طريق الجمعيات الشريكة وغيرها من الجمعيات أو المنظمات أو المتبرعين علماً أننا طالبنا مراراً برفع قيمة الجعالة ومازال الموضوع قيد الدراسة حالياً و نأمل ألا تتأخر الدراسة.
معهد الغزالي لتدريب الأحداث يقدم أكثر من (٢٢٣) جلسة إرشاد اجتماعي ويعالج نفسياً (٤٤٥) طفلاً
ويشير مدير المعهد إلى أن الفئة العمرية المستهدفة في معهد الغزالي لإصلاح الأحداث الجانحين من عمر 10 سنوات إلى 15 سنة؛ ومنذ ذلك الوقت كان يتوافرعدة أنواع من التدريب المهني من حرفة حدادة والنجارة والحلاقة والكهرباء والتمديدات الصحية وغيرها.
جمعيات داعمة
وفي عام 2009 اتجهت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للشراكة مع الجمعيات لتقوم بدور فاعل وداعم في إطار تحسين جودة الخدمة المقدمة للنزلاء حيث كان نصيب معهد الغزالي الشراكة مع جمعية حقوق الطفل هذه الشراكة التي أغنت المعهد حيث تتم متابعة شؤون النزلاء ودراستهم من الناحية الاجتماعية والنفسية ويتم فتح دورات محو الأمية التي زادت نسبتها بشكل كبير في ظل الأزمة التي عصفت بالبلاد.
بدوره رئيس مجلس إدارة جمعية حقوق الطفل هيثم سلطجي بين لـ”تشرين” أن الجمعية تسعى لتحقيق رسالتها المتمثلة بحماية الطفل من سوء المعاملة بجميع أشكالها وتأمين حقوقه وتعريفه بواجباته تجاه المجتمع، وعليه فقد قامت الجمعية بالإشراف على معهد إصلاحية الغزالي للأحداث الجانحين منذ شهر أيار 2010 وحتى يومنا هذا، وذلك من خلال الاتفاقية المبرمة ما بين جمعية حقوق الطفل ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
إرشاد
ومنذ ٢٠٢٣/١/١ ولغاية ٢٠٢٣/٦/٣٠، قامت الجمعية باستقبال (529) طفلاً جديداً، ومتابعة المقيمين وعددهم (328).
وقدمت خدمات الرعاية النفسية المتمثلة بتقديم (223) جلسة إرشاد اجتماعي للأهل والأطفال وتقديم خدمة علاج نفسي لـ (445) طفلاً، كما تم إجراء (1008) مكالمات هاتفية ما بين الأطفال وأهاليهم، وتم التواصل من قبل الجمعية ٣٦ مع أهالي النزلاء الذين انقطع الاتصال معهم من قبل أبنائهم .
خدمات طبية
وذكر سلطجي أن هناك خدمات طبية تجرى للنزيل من أهمها إجراء فحص طبي لـ(٥٢٩) طفلاً ممن دخلوا المعهد في الفترة الأخيرة؛ إضافة إلى إسعاف (٢٣) حالة خارج المعهد مع شراء دواء لـ (16) طفلاً، وتقديم عدد جيد من الوجبات الغذائية، كما تمت متابعة دورات محو الأمية بمعدل (٣٥٠) طفلاً في المستوى الأول، و(٢٤٥) طفلاً في المستوى الثاني.
إضافة إلى تقديم خدمة الرياضة البدنية لـ (١٨٦) طفلاً وصرف مبالغ للأطفال الذين ليس لديهم أهل (١٦٨) طفلاً.