التغيير الإداري مرض قاتل في رياضة حلب
تشرين – عبد القادر كويفاتيه:
استشرت في رياضة حلب كما غيرها ظاهرة تغيير إدارات الأندية، الأمر الذي تركها تقع في مطبات سلبية دون شك، في طليعتها تردي نتائج فرق الأندية، وصرف مبالغ طائلة أثقلت كاهل صناديقها المادية بكم هائل من الديون، “تشرين” أعدت ملفاً حول هذه الظاهرة مع عدد من أصحاب الشأن الرياضي في حلب.
خياطة: يجب تعزيز الاستقرار بالمال الذي هو العصب والمحرك الأساس لتحقيق النتائج والبطولات المرجوة
الاستقرار أهم عوامل النجاح
بداية أوضح الدكتور ماهر خياطة عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب المختص أن أهم عوامل نجاح المؤسسات الرياضية هو الاستقرار والانسجام والتكامل بين أعضاء مجلس الإدارة، معتبراً أن “الإدارة ناجحة عندما تستطيع تنفيذ خططها وإستراتيجيتها للوصول لأهدافها من خلال التطوير والتحسين، وهذا الأمر يتطلب منح أي إدارة مساحة كافية من الوقت، والأهم الثقة مع الأخذ بعين الاعتبار الاختيار المتوازن للأعضاء لتحقيق عملية التوافق بين الجميع”.
وأضاف : يبقى ما سردناه سابقاً دون أهمية وفائدة، ما لم يتعزز بالمال الذي هو العصب والمحرك الأساس لتحقيق النتائج والبطولات المرجوة، والتي من دونها تسقط كل الاعتبارات الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة البحث عن مصادر تمويل ذاتية من واردات الأندية الاستثمارية، مع دعم ومساندة أبناء النادي ومحبيه، ولا ننسى أن النتائج في أغلب الأحيان تلعب دورا رئيساً يجنب الإدارة الإرباك والضغوطات الجماهيرية وتجعل البعض يبتعد عن العمل تجنباً للإساءة الشخصية وغيرها..
بابي: لا يوجد أشخاص أكفياء يرغبون بالعمل في أنديتهم ويتهربون من تحمل المسؤولية
ولفت خياطة إلى أن كثرة تغيير الإدارات ليست في مصلحة الأندية لأنها تربك العمل وتشعر القائمين عليها أنهم تحت مطرقة النتائج وسندان التغيير السريع، الأمر الذي يؤدي إلى التوتر والشحن، خاصة لدى اتخاذ الإجراءات والقرارات وهكذا يستمر التخبط واتخاذ القرارات الخاطئة في بعض الأحيان، فضلاً عن إحساس أي عضو بصعوبة وحراجة العمل، فينسحب الكفؤ لتضيق دائرة البحث ولنصل إلى ناتج بعيد عن الطموح.
عدم القدرة على النهوض
فيما رأى فوزي بابي رئيس مكتب التنظيم في تنفيذية حلب أن عدم قدرة الإدارات الحالية على النهوض برياضة الأندية يعود لأسباب عدة منها، ضعف الموارد المادية لتمكين الأندية من تغطية النشاطات الرياضية، والأهم تلبية متطلبات الاحتراف الرياضي الذي اتضح أنه لم يكن مدروساً ومبنياً على اجتهادات خاطئة، مشيراً في الوقت نفسه إلى عدم قدرة هذه الإدارات على وضع إستراتيجية واضحة والبحث عن طرق لجلب أموال تخدم النشاطات الرياضية، وكذلك الأمر عدم وجود أشخاص أكفياء يرغبون بالعمل في أنديتهم ويتهربون من تحمل المسؤولية .
واقترح هنا ضرورة تأهيل كوادر في مجال الإدارة الرياضية من عنصر الشباب بهدف النهوض بالرياضة..
حزام: السبب الحقيقي للتغيير هو المصالح الشخصية
أضرار كبيرة
ووجد المحامي أيمن حزام عضو إدارة سابق أن الاستقرار الإداري مطلوب والتغييرات المستمرة تلحق أضراراً كبيرة بالأندية والفرق، خاصة من الناحية الفنية، ويبدو أن السبب الحقيقي للتغيير هو المصالح الشخصية وغيرها من الأسباب، كدخول أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد ولا يجيدون التعامل مع خصوصية الرياضة، وهدفهم فقط هو حب الظهور و” السوشال ميديا ” التي تدمر الرياضة .
عنبرة: الاحتراف لم تحدد له أي ضوابط
التبديل المستمر يدل على الخلل
بدوره الدكتور أنطوان عتة رئيس إدارة نادي الجلاء السابق أكد أن كل ناد له ظروفه، وهناك أندية شهدت تغييرات كثيرة في فترة زمنية قصيرة بسبب المشاكل وسواها ولعل الأكثر ثباتاً كان نادي الجلاء وهذا يدل على ثبات واستقرار وضع النادي الداخلي، وأضاف: تبديل الإدارات يدل على خلل موجود داخل الأندية ويمكن أن يكون هناك عدم رضا من الاتحادات الرياضية أو حتى من المكتب التنفيذي عن عمل هذه الإدارة أو تلك .
الاستقرار مطلوب
أخيراً أكد المهندس محمود عنبر عضو إدارة نادي أهلي حلب أن إدارات الأندية يجب أن تكون مستقرة، وذلك لقطف ثمار الإستراتيجية التي تبني عليها الإدارات الموجودة، ولفت إلى أنه من الأفضل وضع ضوابط معينة أهمها تحديد مدة زمنية لكل إدارة منتخبة .
وكشف أن العمل الإداري تحكمه أمور عدة، أهمها الموضوع المادي، خصوصاً بعد تطبيق الاحتراف والذي لم تحدد له أي ضوابط، بمعنى مبسط أن تكون الأرقام المتفق عليها أثناء توقيع العقود منطقية وملائمة للواقع .