بريكس بلاس وتأجيل عضوية الجزائر وليس رفضها وسورية؟.

تؤكد المعلومات أنه بعد توسع مجموعة (بريكس) في قمتها الخامسة عشرة خلال الفترة من 22-24/8/2023 ولمدة /3/ أيام في جنوب إفريقيا وانضمام ست دول  إليها، ستمارس عملها من تاريخ 1/1/2024 وأصبح عدد الدول إحدى عشرة دولة وقد لمحّ السيد سيرغي لافروف بإشارة رمزية عن ذلك عندما قال إن عدد الدول أصبح كعدد لاعبي فريق كرة القدم، وأعتقد أن قصده من ذلك توحيد الهدف بتسجيل فوز على المنافسين ووفقاً لخطة متفق عليها ومعتمدة من الجميع، وبعد الانضمام واستكمالا لمقالتي السابقة في صحيفة تشرين بتاريخ 26/8/2023 وبعنوان “سورية وقمتا «بريكس» الحالية و« بريكس بلاس» القادمة؟!”، فإن القمة القادمة للمجموعة ستضم الدول الأعضاء بعد توسعها أي (بريكس بلاس +) والدول هي: الدول المؤسسة (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا + الأعضاء الجدد وهم: إيران والسعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإثيوبيا، وهذا يعني زيادة قوة البريكس سواء من خلال التوسع الأفقي أو التكامل العمودي، وهذا النجاح الكبير للبريكس والذي يراكم نجاحاتها السابقة خلال /14/ عاماً من تأسيسها أي من سنة/2014/ بدأ يقابل بغضب غربي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وعبر كبار القادة الأمريكيين، واعتبروا أن إقدام أغلب دول العالم على الانضمام إلى المجموعة يهدد المصالح الغربية وخاصة في القارة الإفريقية وهو تعبير عن عدم رضا هذه الدول عن السياسات الاقتصادية الغربية وإملاءاتها السياسية المشروطة وخاصة تحويل الدولار من وسيلة تبادل اقتصادية إلى وسيلة ضغط وقهر ضد الدول التي لا تخضع للغرب المتغطرس، ولا سيما بعد أن تفوقت مجموعة البريكس ولأول مرة على الدول السبع الصناعية G7 وهي: أمريكا وإنكلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، حيث شكل إنتاج البريكس  سنة /2022 / نسبة /31،5%/ من الناتج العالمي أما الدول السبع الصناعية فشكل ناتجها نسبة /30،7%/.ومع انضمام الدول الست الجديدة ستزداد مساهمة (بريكس بلاس) في الناتج الإجمالي وفي باقي المؤشرات الاقتصادية وحتى الاجتماعية والسياسية والأمنية وغيرها ، ووجدت الدول الغربية وبعض الاقتصاديين التابعين لها العمل لتضخيم عدم قبول الجزائر الشقيقية كعضو في المجموعة، وبدأت تنشر الإشاعات والمعلومات والاستنتاجات لعرقلة توسع المجموعة من خلال زرع الفتنة بين الدول وعلى قاعدة

(فرق تسد) كعادة الغرب الاستعماري، وبدأت الأبواق الغربية تثير سؤالاً وهو لماذا رفض طلب الجزائر بالانضمام إلى المجموعة ؟!، ولكن بقراءة اقتصادية متأنية موضوعية محايدة نقول إن طلب الجزائر لم يرفض بل تم تأجيله فقط بدليل تصريحات القادة الجزائريين وفي مقدمتهم السيد الرئيس عبد المجيد تبون، ولا سيما بعد زيارته لكل من (الصين وروسيا) ومعه وفد اقتصادي وتجاري وسياسي كبير خلال سنة /2023/، وإن الجزائر الشقيقة حققت أغلب المعايير المطلوبة للانضمام إلى البريكس ومن أهمها: الاستقرار السياسي – القدرة على النمو السريع –  توافر موقع استراتيجي للتجارة الدولية- علاقات ثنائية مع دول تجمع بريكس-  أن يكون اقتصاد الدولة اقتصاداً رئيساً في منطقته، ولكن تأجيل طلب انضمام الجزائر كان لأسباب إجرائية لوجستية، وإن الجزائر هي (الحاضر الغائب) في دول المجموعة، وحتى إنها شاركت  في بنك (البريكس التنموي) وهي ليست عضواً، وأودعت أموالاً به قدرها البعض بحوالي /1،5/ مليار دولار، وأوفدت وزير تجارتها إلى القمة، وتمتلك كل بل أغلب عوامل الانضمام فهي أكبر بلد إفريقي وعربي من حيث المساحة وأكبر مُصدر للغاز الطبيعي في إفريقيا، ورابع أكبر اقتصاد في القارة السمراء، وديونها الخارجية شبه معدومة وهذا يمنحها استقلالية أكبر في صناعة القرار…إلخ ]، كما أكد السيد الرئيس عبد المجيد تبون أن بلاده ستنضم إلى المجموعة في نهاية سنة /2023/ وأضاف أن هذا يتطلب تحقيق مجموعة متطلبات ستسعى الجزائر لتحقيقها ومنها مثلاً ( زيادة ناتجها الإجمالي عن /200/ مليار دولار وزيادة الصادرات من السلع غير النفطية والغاز وهي دولة مهمة في أوبك بلاس، وسيتحقق لها الانضمام في القمة القادمة وبما ينسجم مع متطلبات العضوية وهي:

1. أن تتقدم الدولة الراغبة في الانضمام بطلب رسمي يسجل في الجهات المعنية لإدارة البريكس وترشح من قبل أحد الأعضاء.

2. أن يحظى ترشيح هذه الدولة بموافقة كل الدول بالإجماع 100% ويراعي التوازن بين قارات العالم بشكل نسبي.

3. ما حصل خلال قمة البريكس الأخيرة أن الكثير من المعلومات أكدت أن كل دولة من الدول المؤسسة ترشح دولة واحدة ما عدا الدول المضيفة ترشح دولتين، وما حصل هو أن جنوب إفريقيا المضيفة رشحت كل من (إثيوبيا ومصر) وتفادت ترشيح الجزائر حتى لا تثير أزمة مع (المغرب وإيطاليا وفرنسا) لوجود خلافات كبيرة مع الجزائر، وأن روسيا رشحت إيران والصين رشحت السعودية التي بدأت تسوق نفطها باليوان الصيني والبرازيل رشحت الأرجنتين من قارتها لتزداد قوة والهند رشحت الإمارات لعلاقتها الاقتصادية القوية معها وتحاشت ترشيح الجزائر كي لا تقع في إشكالية مع المملكة المغربية التي تربطها بها علاقات اقتصادية قوية وتستورد منها كميات كبيرة وخاصة من الأسمدة وعلاقتها متميزة مع الإمارات ] ، وبالتالي فإن هذه الدول لم تقف ضد الجزائر بل اعتمدت ترتيب الأولويات الجيوسياسية، وخاصة أن مجموعة البريكس لا تريد الدخول في خلافات مع أي دولة أخرى، وتخطط لاستيعاب دول (المغرب العربي) بأكمله مستقبلاً، وحل المشاكل بين (الجزائر والمغرب) وعدم تأجيجها كعادة التحالفات الغربية. وبالتالي نتوقع أنه في القمة القادمة ستحصل الجزائر على العضوية الكاملة، وكم نتمنى أن نستعجل الخطا للانضمام والاستفادة من التجربة الجزائرية، وخاصة أن الحكومة السورية ممثلة بالسيد وزير المالية كنان ياغي وفي تصريح له مع قناة (سبوتنيك) الروسية في 15/6/2023 على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي أكد أن سورية تعتزم التقدم بطلب الانضمام إلى “بريكس” ومنظمة “شنغهاي” وأنه من المخطط افتتاح بنك “سبيربنك” في سورية، وانضمامنا لهذه المجموعة الكبيرة يساعدنا في مواجهة الأعداء من قوى احتلالية وعصابات إرهابية تكفيرية وميليشيات انفصالية، وهذا سيساعدنا في تعجيل وتفعيل الدورة الاقتصادية والاستثمار الأمثل لمواردنا ما يساعدنا في تجاوز ( إدارة النقصان ) التي نعاني منها حالياً، فأن نأتي متأخرين خير من أن لا نأتي.

 

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار