مستشفى دير عطية يعاني نقص الأطباء وتعثراً في صيانة التجهيزات الطبية
تشرين- علام العبد:
مستشفى الباسل في دير عطية ثاني أكبر مستشفيات وزارة الصحة في المنطقة بعد مستشفى النبك، من حيث استقبال المرضى والمراجعين, وفق ما أكدّه مدير المستشفى الدكتور عبد الحليم شرف لـ”تشرين” ، موضحاً أنّ المستشفى المشهود له بالنظافة والأناقة والرتابة الممتازة سعته القصوى 125 سريراً، يستقبل يومياً مئات المراجعين في مختلف العيادات، وهذا يفوق قدرة المستشفى الاستيعابية، وخاصة أنّه يتوضع في منطقة إستراتيجية على الطريق الدولي حمص – دمشق التي تكثر فيها الحوادث المرورية، بالإضافة إلى الأجنحة التي يضمها الداخلية والنسائية الجراحة العامة والعناية المشددة والكلية والمعالجة الفيزيائية والجراحة الفكية .
وعن مضي فترة زمنية على تعطل جهاز التصوير الطبقي في المستشفى والحاجة الماسة له وعدم إصلاحه يربك المرضى المراجعين ويحمّلهم أعباءً كبيرة لاضطرارهم للتوجه إلى المستشفيات الخاصة، الأمر الذي يرتب عليهم الكثير من الأعباء المالية، بيّن الدكتور شرف أنّ وزارة الصحة قامت مؤخراً بالتعاقد مع شركة متخصصة لصيانة وإصلاح كل أجهزة الطبقي المحوري في المستشفيات الحكومية، وأشار إلى أنّ الأجهزة الطبية في مستشفى دير عطية تحتاج إلى صيانة وبالسرعة القصوى، ومنها جهاز التعقيم والطبقي المحوري وجهاز التحليل، وهناك بعض الأجهزة القديمة التي تحتاج إلى تجديد، وجميع هذه الأجهزة ترفع مستوى الخدمات المقدمة للمراجعين.
تعطل جهاز التصوير الطبقي في المستشفى وعدم إصلاحه يربك المرضى المراجعين ويحمّلهم أعباءً كبيرة لاضطرارهم للتوجه إلى المستشفيات الخاصة
لافتاً إلى أنّ المستشفى مثله مثل بقية المشافي الحكومية يعاني مشكلة التقاعس في صيانة الأجهزة الطبية، فالصيانة محصورة بالشركات الموردة التي تتحكم في الكثير من القضايا المتعلقة بصيانة الأجهزة .
وأوضح شرف أنّ المستشفى يعاني نقصاً في الكوادر الطبية من أطباء ذوي اختصاص وممرضين في ظل هجرة الآلاف منهم للعمل في الخارج، وقلة الأطباء في هذا المستشفى سجلته تصريحات متطابقة من عدد من المرضى وعائلاتهم، لكن هذا العامل ليس الوحيد الذي يثير تذمر المرضى والمرافقين لهم، ولكنهم يشتكون من غياب بعض التجهيزات الطبية، وهو الأمر الذي يدفع كثيرين إلى اللجوء لخدمات مستشفيات أخرى في المنطقة أو الذهاب إلى العاصمة.
وحول الشكاوى المتعلقة بالعمل في قسم الأشعة ذكر الدكتور شرف أن هذا القسم يعمل بأقصى طاقته، مشيراً إلى أطباء الأشعة والعظمية، إضافة إلى عدد من الفنيين يلبون احتياجات أكثر من مئة ألف نسمة هم سكان المنطقة، إضافة للقرى المحيطة بها.
وفي ظل ما يعانيه مراجعو مستشفى دير عطية من عدم توفر خدمة المصعد بسبب تعطله الأمر الذي يرهق مرافقي المرضى وعمال الخدمات، أكدت المهندسة غادة شنينة رئيسة قسم الصيانة في المستشفى أن ارتفاع تكاليف الإصلاح سبب مباشر في التأخر في إصلاحه الذي بات ضرورة ملحة وخاصة أنه يستخدم للعمليات وخدمة المرضى والتصوير الطبقي ونقل حالات الولادة، وتعطل خدمة المصعد في المستشفى أثار حفيظة المراجعين والمرضى، واعترفت شنينة أنها ليست المرة الأولى والأسباب تعود إلى عدم جدوى الاتفاقيات التي يبرمها المستشفى مع شركات الصيانة فإنّ المتعهد غير ملتزم ببنود الاتفاقية، وأنّ العقود المبرمة للصيانة هي عقود مركزية مسؤولة عنها الوزارة مباشرة .
وعن ضرورة توفير كل ما يلزم مستشفى دير عطية من إمكانات صرح رئيس اللجنة الصحية وعضو المكتب التنفيذي في مجلس مدينة دير عطية الدكتور نسيب القليح أن القطاع الطبي في مستشفى دير عطية يمر بأزمة تشعرنا بالقلق في ظل الظروف الاقتصادية التي تعانيها سورية بسبب العقوبات الدولية وقانون قيصر، فهناك مشاكل عدة تراكمت خلال الفترة الماضية تحتاج إيجاد علاج وحلول لوقف المعاناة.
مؤكداً ضرورة إيلاء المستشفى أهمية خاصة لكونه يقع في منطقة جغرافية مهمة، مناشداً المجتمع المحلي وأصحاب الأيادي البيضاء للمساهمة في إيجاد سبل ووسائل لدعمه والعمل على تأمين احتياجاته للقيام بدوره الصحي في خدمة المرضى و المراجعين واعتباره أولوية وطنية.
فيما شدد عضو مجلس مدينة دير عطية السيد نسيب التوم على تضافر جميع الجهود وتشابك الأيادي البيضاء كمجتمع محلي لتقديم الدعم لاستمرارية توفر الخدمات الصحية في المشافي العامة لجميع فئات الشعب، وخاصة في ظل هذه الظروف الراهنة من ارتفاع تكاليف المشافي الخاصة التي باتت ترهق الغني والفقير على حدٍّ سواء.
من جانبه دفع مدير مكتب الخدمات في مجلس مدينة دير عطية محمود حسن خلال بجملة من المشاكل التي يعانيها المستشفى، ومنها التأخر في إصلاح المصعد وصيانة الأجهزة الطبية المتعطلة التي تؤثر في نوعية الخدمات المقدمة، مناشداً المجتمع المحلي وأصحاب الخير في مدينة دير عطية للوقوف إلى جانب إدارة المستشفى من خلال توفير الدعم اللازم باعتبار قطاع المستشفيات من القطاعات الحيوية التي تحتاج إلى دعم ومؤازرة، بعدما خسر الكثير بسبب الحرب والظروف المعيشية من كوادره ومن الكفاءات والخبرات العالية التي تهاجر للخارج لتلقيها عروضاً مادية أفضل.
وأوضح حسن أنّ كلف صيانة الأجهزة الكبرى في المستشفى باتت باهظة فمعظم الشركات الموردة ترفع أجور عقود الصيانة السنوية، وليس أمام إدارة المستشفى إلّا الموافقة لأن استمرار هذه الأجهزة في العمل أمر في غاية الأهمية، فضلاً عن أنّ عدداً كبيراً من الأجهزة يحتاج إلى تطوير لمواكبة المستجدات العالمية.