إعادة تأهيل عدة أقسام في الهيئة العامّة لمشفى القامشلي.. العاكوب: تجهيز قسم لمعالجة الحروق وموقعين لجهازي رنين مغناطيسي وطبقي محوري
تشرين – خليل اقطيني:
تتواصل في الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني في الحسكة، أعمال ترميم وإعادة تأهيل عدد من الأقسام.
وذكر المدير العام للهيئة الدكتور عمر العاكوب أنّ أعمال الترميم وإعادة التأهيل التي تجري بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية من المنحة اليابانية بإشراف وزارة الصحة، ستستمر حتى مطلع العام القادم، وتشمل جانبين اثنين، الجانب الأول: إعادة تأهيل أقسام موجودة سابقاً في المشفى، كأقسام الكلية الصناعية والإسعاف والعناية المشدّدة.
أما الجانب الثاني: فهو تجهيز مواقع لتكون إمّا أقساماً جديدةً كقسم لمعالجة الحروق، وإما أمكنة لأجهزة طبيّة جديدة وحديثة كمكان لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، ومكان آخر لجهاز جديد للتصوير الطبقي المحوري.
مبيناً في تصريح لـ”تشرين” أنّ جميع أعمال الترميم وإعادة التأهيل التي تجري حالياً في المشفى على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية، وذلك لكونها ستشكل قيمة مضافة لها، وتدفع الواقع الطّبي فيها بشقيه العلاجيّ والوقائيّ قدماً إلى الأمام، وترفع من مستوى الخدمات الصحية التي تُقدّم للسكان المُستهدفين منها.
وأوضح العاكوب أنّ اللافت في هذه الأعمال أنّ المشفى على موعدٍ مع جهازٍ جديدٍ وحديثٍ لم يكن موجوداً سابقاً ليس في الهيئة العامة لمشفى القامشلي فحسب، وإنما في جميع المؤسسات الصحية في محافظة الحسكة، وهو جهاز الرنين المغناطيسي، الذي يُعد التصوير به من الفحوص باهظة الثمن، وغير المتوافرة في كثيرٍ من المستشفيات. ما يعني أنّ وجود هذا الجهاز في المشفى يعدّ إنجازاً طبيّاً مهماً، ومكسباً يتم تحقيقه لمحافظة الحسكة، وكل المناطق التي تستفيد من خدمات الهيئة العامة لمشفى القامشلي من المحافظات المجاورة. وذلك استجابة لمطالب شعبية ورسمية مستمرة منذ عقود، حالت دون تلبيتها المؤامرة الإرهابية على سورية.
لافتاً إلى أنّ التصوير بالرنين المغناطيسي MRI (Magnetic Resonance Imaging) يقدّم صوراً عالية الدقة للجزء الداخلي من الجسم تساعد في تشخيص مجموعة من المشكلات الصحيّة. لكونه فحصاً تصويريّاً يستخدم المجال المغناطيسي وموجات الراديو المحوسبة، لإنتاج صور مفصلّة للأعضاء والأنسجة داخل الجسم، وصور ثلاثية الأبعاد يمكن استعراضها من زوايا مختلفة.
باختصار التصوير بالرنين المِغناطيسي هو وسيلة يستخدمها الأطباء لفحص الأعضاء والأنسجة والهيكل العظمي.
وقال العاكوب إنّ الأمر الآخر الجدير بالأهمية في أعمال الترميم وإعادة التأهيل الجارية، هو تجهيز مكان لجهاز جديد طبقي محوري، إضافة إلى الجهاز القديم الموجود حالياً في المشفى، وبذلك تكسب جهازاً إضافياً للتصوير الطبقي المحوري؛ يمتلك ميزات أفضل من الجهاز الحالي، لكونه جهازاً أحدث ومن الجيل الجديد، حيث تَجمَع أشعة الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT)، سلسلة من صور الأشعة السينية التي تُؤخذ من زوايا مختلفة حول الجسم، وتستخدم الحاسوب لإنشاء صور مقطعية (شرائح) للعظام والأوعية الدموية والأنسجة الرخوة داخل الجسم. الأمر الذي يوفر معلومات أكثر تفصيلًا عمّا يوفره التصوير بالأشعة السينية العادية.
وشددّ العاكوب على أنّ إحداث قسم لمعالجة الحروق في محافظة الحسكة ضمن الهيئة العامة لمشفى القامشلي يعدّ إنجازاً مهماً، لكون الحروق الجلدية من الإصابات الشائعة في المحافظة. وغالباً ما تتم معالجتها بطرق بدائية خاطئة، نتيجة لعدم وجود مركز متخصص في المحافظة من جهة، ولعدم قدرة المصاب وذويه على تحمل تكاليف السفر إلى العاصمة أو المحافظات الأخرى ونفقات العلاج من جهة ثانية. وذلك لأن المصابين بحروق شديدة يحتاجون إلى العلاج بمراكز متخصِّصة، لأنّ علاجهم قد يتضمن إجراء طعم جلدي لتغطية الجروح الكبيرة، وقد يحتاجون إلى دعمٍ عاطفي وشهورٍ من متابعة الرعاية الطبية التي تتمثَّل أهدافها في السيطرة على الألم وإزالة النسيج الميِّت، ومنع العدوى، والحدّ من خطر التندُّب، واستعادة الوظيفة.
يُشار إلى أنّ الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني باشرت عملها كمشفى في نهاية أيلول 2005. ثم تحولت إلى هيئة عامة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ترتبط بوزير الصحة، في منتصف آب 2011، بموجب المرسوم 325.
وتتحمّل الهيئة حالياً أعباءً جساماً، لكونها المشفى العام الوحيد في محافظة الحسكة ضمن السيطرة من جهة، ولأنّ خدماتها تتجاوز حدود المحافظة إلى أطراف محافظات الرقة ودير الزور وحلب القريبة من الحسكة من جهة ثانية.
ليصل عدد الذين يستفيدون من الخدمات التي تقدمها إلى نحو 3 ملايين إنسان.