شفيق .. والكلاب الشاردة!؟

بعد مراجعتي للقانون المالي للوحدات الإدارية رقم ٣٧ / ١٢ لعام ٢٠٢١ خاصة المادة ٢١ منه .. يمكننا أن نعدّ أن كل الكلاب ( الصديقة ) التي نشاهدها يومياً على الكورنيش البحري ويجرّها أصحابها – أو صاحباتها بالغندرة والبهورة .. أو في السيارات، وهي تخالف قانون السير .. خاصة تلك الكلاب أو الكلبات التي يجلسونها في المقعد الأمامي من دون حزام الأمان .. ويخرج نصفها تقريباً من نافذة السيارة، هي كلاب شاردة، ويحق للبلدية حجزها في حديقة الحيوانات بعد دفع ( ترسيمها ) وتكلفة إقامتها في الحديقة من طعام ونظافة وفحوص طبية .. لكن لا يوجد مثل هذه الحدائق في طرطوس .. تنص الفقرة ٢١ من القانون المذكور على أن يقوم أصحاب هذه الكلاب بتسجيلها في مديريات الشؤون الصحية في مجالس المدن والبلديات وتسديد مبلغ ١٥٠٠٠ ليرة سنوياً، إضافة إلى ( بطاقة تعريف ) بلاستيكية تعلق في رقبة هذا الكلب، ويكتب عليها لون الكلب واسم مالكه ونوعه ورقمه .. لكن لم يتم تأكيد تسجيل طول الشعر في السجل التعريفي للكلب .. أي إن كان ( طويل التيلة أو قصير التيلة ) لأن أصحابه يعدّونه أهم من القطن .
في مشوارنا اليومي نشاهد مئات الكلاب المخالفة – أو بتوصيف القانون – الشاردة.
بمنطق الأرقام يمكننا أن ( نقرش كل كلب ) على أنه ١٥٠٠٠ ليرة زائداً عليها ٥٠٠٠ ليرة قيمة البطاقة البلاستيكة التي تعلق في رقبة الكلب حتى لا يعدّ شارداً ويصادر أو يحجز أو يرمى بالرصاص، كما كان يفعل شفيق الموظف في دائرة الشؤون الصحية في محافظة دمشق مع فرقة لقتل الكلاب الشاردة .. وشفيق هذا كان يحدثنا يومياً عن شراسة الكلاب التي يتعاملون معها وخطرها على حياة الناس خاصة الأطفال والعجائز.
لا نقصد هنا مدينة طرطوس أو المحافظة بشكل عام ، بل إن كل المحافظات تقريباً قصّرت في هذا المجال باستثناء مدينة دمشق التي بادرت إلى تطبيقه في الشهر الخامس من عام ٢٠٢٢ .. ولا نعلم إن كانت قد تمكنت من تسجيل جميع الكلاب ( الصديقة ) أو أن بعضها استغل نفوذ صاحبه وتهرب من دفع الرسوم .
على الكورنيش البحري في طرطوس يمكننا أن نشاهد قطارين للنزهة، يحملان مئات الأشخاص يومياً مع أغاني آل السواس وغيرها من الصرعات التي تسبب تلوثاً سمعياً هائلاً .. ومئات الكلاب ( الأنيقة ) التي قام أصحابها بالتهرب من ( ترسيمها ) وتأمينها .. يمكن لأي بلدية أن تقوم يومياً بتحصيل ملايين الليرات بكل بساطة إذا أرادت أن تطبق القانون، وتحصل على موارد لصندوقها .. فقط عليها أن تتفحص رقاب الكلاب وتتأكد إن كانت ( محوطة ) ببطاقة بلاستيكة تعريفية ذات قيمة .. !؟
أصحاب هذه الكلاب يتكفلون يومياً بصرف آلاف الليرات على تأمين طعام خاص لهذه الكلاب وطبابتها وحبوب ( النفس ) والحمام والتزيين والأمراس الأنيقة .. لكنهم ( يغصّون ) في دفع رسومها ( بالقروش ) التي ستنعكس حكماً على ( البني آدمين ) الفقراء الذين تقوم الحكومة بفتح دورتين كل عام لتوزيع المققنات الغذائية المدعومة وإيصالها الى مستحقيها الفعليين .. !؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار