العيد بلمّة الأهل والأحباب والإبقاء على فرحة أولادنا ما استطعنا

اللاذقية – باسمة اسماعيل:

كسوة العيد رمز من رموز بهجة وفرحة الأطفال والكبار، التي باتت تخبو عاماً بعد عام لسوء الحالة الاقتصادية لأغلب العوائل في محافظة اللاذقية، ” تشرين” ولأكثر من أسبوع تجول في أسواق المحافظة الشعبية وما بين أغلب محال الحارات لتستطلع الآراء، فكان لسان حالها عيد بأية حال عدت يا عيد وأكملها مَن التقيناهم: لا عيد ولا تعيد بمعناه الحقيقي، فالعيد أصبح لدى الكثيرين حالياً لمّة الأهل والأحباب من بعد سلسلة المصائب التي ألمت ببلدنا، أصبحت الفرحة والبهجة باهتة ونسعى للإبقاء على فرحة أولادنا ما استطعنا، أسعار كسوة العيد غالية مقارنة مع دخلنا المحدود، وكاوية يحتاج المواطن لأدوية مسكنة تسكن حرقة ألمه حيال عجزه عن مجاراتها وإسعاد أفراد أسرته.

الأسعار كاوية والمواطن عاجز عن مجاراتها

من المنسيات

وأضاف آخرون أن هناك عادات كثيرة باتت من المنسيات، سابقاً كانت نزلة السوق من العادات التي تقوم بها العائلة قبل قدوم العيد لشراء كسوة العيد لكل أفراد العائلة، الآن مَن ليس مضطراً لشراء قطعة لباس أو حذاء لأولاده لا يفكر حتى بالاقتراب من السوق لمعرفته مسبقاً بعدم قدرته على الشراء، فكيف لأصحاب الدخل المحدود والأعمال الحرة مجاراة هذا الغلاء، فسعر قطعة لباس واحدة أو حذاء يعادل ثلث راتبه ويومية العامل، والجودة متوسطة وقد لا تبقى للعام القادم، فسعر الحذاء الولادي ما بين ٣٥ – ٧٠ ألفاً، والبلوزة أو القميص أو التيشرت الولادي ما بين ٤٠ – ٦٥ ألفاً، البنطال الولادي ٥٠ – ٧٠ ألفاً، الفستان البناتي ٤٠ – ١٠٠ ألف، أما الأحذية فهي بين ٤٠ – ١٠٠ ألف، البنطال الرجالي والنسواني ٧٥ – ١٢٠ ألفاً، البلوزة أو القميص أو التيشرت الرجالي والنسواني ما بين ٤٠ – ١٥٠ ألفاً.

وأشار آخرون بأنه لولا الحوالات المالية الخارجية والمنحة لما استطعنا تأمين بعض حاجيات أولادنا الضرورية لعدم القدرة على تدويرها، وللإبقاء على بهجة العيد.

علاقة تناسبية

ولسان حال أصحاب المحال ليس بأفضل حال من المواطنين، لأن العلاقة تناسبية كما ذكروا لنا، فعندما تكون هناك كتلة مالية بيد المواطن تتحرك الأسواق وبذلك تتحرك تجارتهم.

العلاقة تناسبية ما بين الكتلة المالية لدى المواطن وحركة السوق

وأشاروا إلى أن المنحة والحوالات المالية الخارجية لأغلب العائلات حرّكت حالة الركود التي مّروا بها منذ الزلزال إلى الآن، والإقبال مقبول من ناحية مقارنة الأسعار مع القوة الاقتصادية، لكنه ضعيف من ناحية الجمود والركود الذي أصاب حركة المبيع من شباط إلى الآن.

تناقص الكميات للنصف

وأكد أغلب أصحاب المحال أن العيد العام الماضي أفضل بمئة مرة من هذا العام، فالأسعار تضاعفت ثلاثة أضعاف لغلاء المادة الأولية للتصنيع والمحروقات والأيدي العاملة وأجور النقل، ما أدى لعدم قدرة الكثيرين تجاراً وأصحاب محال و مواطنين على مجاراة هذا الغلاء، وما زاد الأمر سوءاً استهلاك أغلب المواطنين مدخراتهم بسبب الزلزال، كل ذلك أثر في حركة البيع والشراء.

وأضافوا: حتى نحن كنا سابقاً نشتري بضاعة بكميات كبيرة وبأصناف وأنواع متنوعة، الآن تناقصت الكميات والأنواع للنصف، لأن البيع والربح قليلان، والأسعار غير ثابتة ما أثر في رأس المال وبالتالي على قدرتنا على مجاراة الارتفاع المستمر، فالشراء من قبل المواطن بالقطعة الواحدة وبأحسن الأحوال ثلاث قطع لا يحرك رأس المال، وأشاروا إلى أن أغلب القطع المبيعة للأطفال ونسبة ضئيلة للألبسة والأحذية للكبار، فأغلبهم ييسر أموره بما لديه من العام الماصي، ونأمل من الله أن تتحسن الأمور الاقتصادية في الأيام القادمة.

دوريات ورقابة

من جانبه ذكر رئيس دائرة حماية المستهلك في اللاذقية رائد عجيب أنه منذ منتصف شهر رمضان، تم توجيه دوريات لسحب عينات نسيجية وسعرية، العينات النسيجية لمطابقة المواد المصنعة منها، العينة مع المواصفات الموجودة في بيانات التكلفة.

المنحة والحوالات المالية الخارجية حرّكت حالة الركود

وأضاف: لقد تم تنظيم /٢٤٨/ ضبطاً بالألبسة والأحذية منذ بداية شهر رمضان حتى تاريخه، لمخالفة عدم الإعلان عن الأسعار والبيع بسعر زائد، وهناك ضبوط عينات ما زالت قيد الدراسة في دائرة الأسعار والمخبر.

تباين الأسعار

وأشار عجيب إلى أن تباين الأسعار ما بين الغالي والمتوسط نتيجة سعر المادة الداخلة في التصنيع، وجميع المنتجين ملزمون بإعداد وتقديم بيان تكلفة لدائرة الأسعار في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية، وقد تمت زيارة جميع الورشات والمعامل في محافظة اللاذقية من قبل دائرة حماية المستهلك للتأكد من بيانات الكلفة.

ونوه بأنه في حال الشك بسعر سلعة من خارج المحافظة، يتم سحب العينة ومخاطبة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للمحافظة، التي أنتجت فيها السلعة لبيان التكلفة للتحقق إن كانت الأسعار ضمن التكلفة أم هناك زيادة بالسعر.

تباين الأسعار ما بين الغالي والمتوسط نتيجة سعر المادة الداخلة في التصنيع

وأكد أن الرقابة مستمرة على الأسواق، وقد تم تعميم أرقام رؤساء القطاعات على صفحة المديرية وصفحة المحافظة، وفي حال وجود أي شكوى إرسالها إلى هذه الأرقام، وسيتم توجيه دورية مباشرة، ودورياتنا مستمرة على مدار الساعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار