لوحات حاكت الواقع المؤلم بعين طفولية بريئة.. تسعة فائزين في مسابقة «مشاعر وتجارب زلزال ٢٠٢٣»
تشرين – باسمة إسماعيل:
نال الفوز تسعة أطفال من ثمانية وأربعين طفلاً وطفلة شاركوا بالمسابقة التي أطلقتها جمعية “أرسم حلمي الفنية” عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ /٧/ شباط وحتى ٢١ آذار بعنوان ” مشاعر وتجارب زلزال ٢٠٢٣” أختيرت أعمال الفائزين من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من الفنانين علي مقوص – هشام إسماعيل – ماهر علاء الدين.
وأعلنت نتائج الفائزين بمعرض فني أقيم بمقر الجمعية في بسنادا- اللاذقية عُرض فيه /٥٣/ لوحة للمشاركين، ووزعت فيه جوائز مالية للفائزين وجوائز عينية لكل المشاركين.
فرح رغم الدمار
تجارب ذاتية عبر كل طفل من خلال لوحته عن الحدث (الزلزال) وعلى الرغم من أن اللوحات تحاكي حدثاً دمر مشاعر كبيرة داخل الكثيرين، إلا أن فرحة الأطفال الذين أتوا لمشاهدة المعرض لم تكن أقل من فرحة المشاركين بالمسابقة والفائزين.. وأكد الفائزون التسعة أن التكريم أعطاهم دافعاً إيجابياً للمتابعة بالرسم، في حين أشار المشاركون بالمسابقة حتى ولو أنهم لم يفوزوا إلا أنه تكفيهم المشاركة بالمسابقة، وأنهم عبروا عما في داخلهم بالرسم.
ذهول وتأثر وإبداع
” تشرين” التقت بعض الفائزين، الفائز علي غانم عن لوحته البناية المتهدمة وسط الأبنية التي بقيت، قال: ذهلت من المنظر للوهلة الأولى وهذا المنظر أذهل الجميع وأخافهم، فكلنا لم نعتد عليه، وقد استخدمت اللون الأسود والأبيض للدلالة على بشاعة التدمير، وشاركته الفائزة مريم حسن شعور الخوف وقد جسدته بلوحتها برسمها هروبها وأهلها إلى الحمام للاختباء والاحتماء فيه، وقالت إن هذه الجائزة المالية هي الثانية لها بمشاركتها بالمسابقات، وقد تبرعت بالأولى لمتضرري الزلزال، في حين كانت لوحة الفائز رصين حبيب مستقاة مما شاهده على التلفاز وأثر فيه كثيراً كما بين لنا، شخص يشق جداراً ليخرج من تحت الأنقاض وكانت عيناه تقول أريد أن أعيش، فيها أمل حاولت من خلال استخدام ألوان مختلفة عن اللوحة الأساسية إظهار هذا الأمل باستخدام اللون الأبيض بكثرة والأزرق وللشق الذي يريد الخروج منه الرمادي.
أعمال ناضجة تشكيلياً
وأشار الفنان علي مقوص إلى أن الأعمال تم تقييمها على أسس الوعي التشكيلي المتناسب مع الفئة العمرية، وعلى أساس مستوى الموهبة والتفكير المعرفي تجاه موضوع العمل المطروح (الزلزال).
وأضاف: جميع الأعمال مستواها جيد لكن ما تم اختياره للفوز أعمال أكثر نضجاً تشكيلياً ومعرفياً، أعمال المرحلتين العمرية الأولى والثانية من ٤ – ١١ سنة عفوية، شبه فطرية طفولية، أما المرحلة العمرية الثالية من ١٢ – ١٦ سنة فالمنظور التشكيلي أكثر وعياً في إدراك البعد الثالث.
وتابع: إنه من باب الشعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء الأطفال أبناء بيئتنا، سيكون لي تعاون مع الجمعية لاحقاً لتقديم عدة محاضرات لتنمية مهارات وقدرات الأطفال في مفهوم التطور التشكيلي (البعد الثالث) إدراك علاقة الظل والنور بدراسة الكتلة لإنجاز العمق البصري.
مبادرة بظروف صعبة
ونوه مقوص بأن فكرة المعرض والمبادرة جديرة بالاحترام، وأن الجمعية بكادرها جميعاً وعلى رأسها الفنانة هيام سلمان يعملون مع الأطفال بظروف صعبة في هذه الحرب، فمعظم الأطفال من بيئة فقيرة وظروف اجتماعية ليست مثالية والتعامل معهم يحتاج لجهود كبيرة وعالية، فقد احتوتهم من الناحية الإنسانية واحتوت طاقاتهم ومواهبهم، وتحاول الفنانة هيام وكادر الجمعية مساعدتهم لإخراج مكنوناتهم، وأنا سعيد لتعاوني معهم فقد حكمت عدة فعاليات ومهرجانات لهم، وشيء مهم أن نهتم بمواهب الأطفال ليحصلوا على تراكمات معرفية وثقافية تساعدهم على تكوين شخصيتهم.
تجربة قاسية
الفنانة هيام سلمان رئيسة جمعية “أرسم حلمي الفنية” أكدت أنه منذ اليوم الأول للزلزال اتجه فكرنا نحو أطفالنا الذين تعرضوا لهذه التجربة القاسية، وحاجتهم للتعبير عن مشاعرهم ومشاهداتهم وتجاربهم التي خاضوها خلال الزلزال وبعده، ولأن الرسم أداة للتعبير عالية المستوى أطلقنا مسابقة “مشاعر وتجارب حول زلزال ٢٠٢٣” عبر موقع الجمعية ومواقع التواصل الاجتماعي، ليعبر أكبر عدد من الأطفال من ضمن الجمعية وخارجها عبر لوحاتهم عما مر بهم.
قدرات تعبيرية
وبينت هيام أن مسؤوليتهم الاجتماعية حتمت عليهم باعتبار جمعيتهم فنية ثقافية تعنى بالأطفال، أن يتوجهوا لهذه الشريحة بالدعم النفسي عبر الفن، لذلك أطلقنا هذه المسابقة. ونوهت بأن الأطفال فاجؤونا بقدرتهم التعبيرية عن الحدث (الزلزال) فهناك من أخذت لوحاتهم جانباً إعلانياً، تأثر بصور مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم من ركز على تجربته الذاتية بالهروب أو الخوف …إلخ، ومنهم من رسم ما شاهده من العواصف – الأنقاض – سيارات الإسعاف – إنهيار أبنية..إلخ، رأينا حالات تعبيرية قوية باللوحات.
تعزيز ثقتهم
وأشارت سلمان إلى أنه يتملكها شعور السعادة لرؤية سعادة الأطفال بعرض لوحاتهم ضمن معرض فني، يعزز ثقتهم بأنفسهم ضمن مجتمعهم المحلي، وهذا من أهم الأهداف التي تسعى الجمعية لتحقيقها عبر مسيرتها لتنمية المجتمع الأهلي ثقافياً وفنياً.
وأشارت إلى أن المشاركين ال /٤٨/ تم تقسيمهم لثلاث فئات عمرية، الأولى من ٤- ٨ سنوات، الثانية من ٩-١١، الثالثة من ١٢ – ١٦، وتم اختيار ثلاثة فائزين عن كل فئة عمرية، وزعت عليهم جوائز مالية ولكل المشاركين بالمسابقة جوائز عينية، الفائزون عن الفئة العمرية الأولى علي غانم – جنى نوفل – مريم حسن، الفائزون عن الفئة العمرية الثانية جولي غانم – غدير جركس – أنجلينا العلي، الفائزون عن الفئة العمرية الثالثة رصين حبيب – ميرنا شكوحكي – أحمد ناعسة.