ختامها خير.. “شتوة نيسان” غيرت وجه الأرض وأنعشت المواسم والآمال

تشرين – عمار الصبح:

على مقربة من أرضه الزراعية في منطقة الصنمين بدرعا، يقف الفلاح أبو راشد / 65 / عاماً وهو يتفقد حقله المزروع بالقمح وكيف غدا بعد الأمطار الأخيرة، فيما علامات الرضا بادية على وجهه، فالأمطار كانت وافرة وجاءت في موعدها لدرجة أنها غيرت لون الأرض، على حد وصفه.

رائحة الأرض تغيرت، يقول أبو راشد وهو ينظر إلى أزهار “الفجيلة” الصفراء التي غزت سهول القمح سريعاً، ويضيف: صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يشهد فيها شهر نيسان أمطاراً ولكنها بالعادة تكون أمطاراً رعدية خفيفة أو أمطاراً ربيعية، لكن ما حدث الأسبوع الماضي كان استثنائياً بامتياز من حيث غزارة الأمطار وأيضاً من حيث برودة الطقس التي أعادتنا لأيام الشتاء.

ولأن العبرة بالخواتيم، يرى الفلاح أن ثمة خشية من أن تؤدي الرطوبة الزائدة إلى ظهور الصدأ الأصفر أو الأمراض الأخرى كحشرة السونة التي ظهرت في بعض الحقول في المحافظة وهي تحتاج إلى متابعة دائمة.

حال الرجل الستيني لا يختلف عن حال فلاحي محافظة درعا حيث لم يبقَ أحد منهم إلا وردّد في الأيام الأخيرة المثل الشائع: « شتوة نيسان بتحيي الأرض والإنسان» تعبيراً عن الفرح بوفرة الأمطار الهاطلة مؤخراً والتي جاءت في موعدها وخصوصاً لمحصولي القمح والشعير اللذين كانا في أمس الحاجة للمطر، فضلاً عن أهميتها للمحاصيل الأخرى كالحمص والفول وأيضاً المحاصيل العلفية، وليس أقل أهمية فيما يتعلق بالمراعي التي بدأ نسغ الحياة يعود إليها بعد الأمطار ما يبشر بربيع أطول هذا العام.

وأضاف فلاح آخر إن أمطار نيسان غيرت وجه الأرض تماماً، وأنعشت الآمال بتحسن المحاصيل الشتوية خصوصاً القمح البعل الذي كان مهدداً بالخروج من دائرة الإنتاج هذا الموسم، وأيضاً المحاصيل المروية، فمع هذه الأمطار الخيرة لن يكون الفلاحون مضطرين لإجراء ريات إضافية لأراضيهم كما اعتادوا في مثل هذه الأيام للحصول على إنتاج أفضل، كما أنهم باتوا مطمئنين إلى أن محاصيلهم الزراعية لن تعاني من العطش باكراً، والأهم أنها تؤمّن لهم مخزوناً إضافياً من المياه يكون عوناً لهم في فصل الصيف المقبل.

ورفعت الأمطار الأخيرة التي وصلت في بعض المناطق إلى 40 ملم، معدل الأمطار العام في المحافظة حيث اقتربت في معظمها من معدلاتها السنوية كما في منطقة نوى التي بلغت أمطار موسمها 366 ملم في حين معدلها العام 377، وفي مدينة درعا وصلت أمطار الموسم إلى 246 ملم فيما معدلها العام 280 ملم، وفي الصنمين وصلت إلى معدلها العام والبالغ 280 ملم، فيما تجاوز معدل الأمطار هذا الموسم في مدينة إزرع 348 ملم متجاوزاً المعدل العام والبالغ 288.

مديرية زراعة درعا بينت أن للأمطار الأخيرة تأثيراً إيجابياً من حيث توفير تكاليف ري القمح المروي ولها تأثير إيجابي أيضاً على القمح البعل وعلى المساحات القابلة للحصاد من محصول الشعير، حيث من المتوقع زيادة في الإنتاجية عما كان متوقعاً سابقاً بواقع  7 آلاف طن بدلاً من 5 آلاف طن،ولها تأثير إيجابي أيضاً على نمو وإزهار محصول البطاطا والبقوليات الغذائية، فيما لا يوجد تأثير سلبي واضح للأمطار على أي من المحاصيل .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
عمل جراحي نوعي في مشفى الباسل بطرطوس.. نجاح استئصال كتلة ورمية من الدماغ لفتاة بعمر ١٤ عاماً «صحة الحسكة» تتسلم شحنة جديدة من الأدوية "الزراعة" تعتمد أربعة أصناف جديدة من التفاح وتدعو للتشارك مع القطاع الخاص لإنتاج البذور رئاسة مجلس الوزراء توافق على مجموعة من توصيات اللجنة الاقتصادية المرتبطة بتقديم وتحسين واقع الخدمات في عدد من القطاعات بقيمة تجاوزت تريليون ليرة.. 28 مليون مطالبة مالية عبر منظومة الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية أميركا تعود إلى مسار «اليوم التالي» بمقايضة ابتزازية.. و«كنيست» الكيان يصوّت ضد الدولة الفلسطينية.. المنطقة مازالت نهباً لمستويات عالية المخاطر مع استمرار التصعيد شهادتا تقدير حصاد المركز الوطني للمتميزين في المسابقة العالمية للنمذجة الرياضية للفرق البطل عمر الشحادة يتوج بذهبية غرب آسيا للجودو في عمّان... وطموحه الذهب في آسيا مسؤول دولي: أكثر من ألف اعتداء إسرائيلي على المنشآت الصحية في قطاع غزة برسم وزارة التربية.. إلى متى ينتظر مدرسو خارج الملاك ليقبضوا ثمن ساعات تدريسهم.. وشهر ونصف الشهر فقط تفصلنا عن بدء عام دراسي جديد؟