خلافاً للظنون والهواجس.. الصناعيون السوريون متأهبون لـ”الانفتاح الجديد”.. تعويل على التكامل حيث القلق من التماثل “والروزنامات الصناعية” ستحسم

تشرين – رشا عيسى:
يستبشر الصناعيون خيراً بالانفتاح على المحيط العربي، مشرعين الأبواب أمام الاستعداد لعودة الطريق سالكاً مع دول المنطقة والذي يدفع في اتجاه تحقيقه تحسن المناخ السياسي جنباً إلى جنب مع رغبة القطاع الصناعي لعودة قوية كما في السابق إلى الأسواق العربية متسلحين بخبرتهم الصناعية، وجودة صناعتهم، وقدرتهم على المنافسة التي تأثرت خلال سنوات الحرب وبعدها بفعل العقوبات والخضات التي سببتها والتداعيات النقدية والتكاليف المرتفعة للطاقة، وارتفاع أسعار الشحن وصعوبات التصدير.
لا يخشى الصناعيون من (السقوط ) -إن صح التعبير- أمام الاستثمارات العربية المرتقبة بل على العكس تماماً، ترى الأوساط الصناعية أن الانفتاح المأمول خطوة جديدة لإعادة الألق للصناعة السورية التي تعتمد بشكل أساسي على عراقة عملها والسمعة الطيبة والخبرة القديمة التي تمتد لسنوات طويلة جداً في العمل الصناعي.

إخوان: العودة المرتقبة للعلاقات العربية عموماً والخليجية خصوصاً لها الأثر المهم لناحية أن ما لدينا من صناعات لا توجد لديهم

تجهيز بيئة العمل الداخلية لاستقبال الاستثمارات العربية المقبلة بات أمراً ملحاً جداً مع وجود قانون الاستثمار رقم 18 لعام 2021 الذي يعد مشجعاً جداً لناحية جذب المستثمرين، ليبقى الصناعي الوطني المؤشر الأكثر قوة للاستثمار، مع ضرورة رفدهم بالمزيد من الدعم والاستثناءات للصناعي الحقيقي في مصنعه، بينما التجار ممن ينتحلون صفة الصناعي لا يتمتعون بديمومة أعمالهم كما يؤكد الصناعيون الذين حاورتهم «تشرين».

تجارب قديمة وعريقة
يرى رئيس غرفة صناعة حمص لبيب إخوان أن الصناعة السورية تنتظر بفارغ الصبر رأب الصدع في العلاقات العربية – العربية وهذا ما يعول عليه لارتقاء الحياة الاقتصادية ككل، حيث إن العودة المرتقبة للعلاقات العربية عموماً والخليجية خصوصاً لها الأثر المهم لناحية أن ما لدينا من صناعات لا توجد لديهم والعكس صحيح، في دول الخليج العربي تشكل الصناعات البتروكيميائية ما نسبته حوالي 70%، بينما الغذائية تشكل ما نسبته 30%, ونحن نمتلك متممات الصناعات التحويلية والنسيجية التي لا توجد لديهم وبالتالي تحسن العلاقات السياسية هو مؤشر مهم وبمجرد ارتفاعه ستتلقفه الأسواق ورجال الأعمال والناس عموماً.
إن الاستثمارات الكبيرة الموجودة في دول الخليج ممكن أن تبدأ بالبحث عن فرص استثمارية في منطقة كبلدنا والتي تحتوي على العقول والقيم المضافة واليد العاملة والرواتب المقبولة والشعب المستعد للعمل، كما يوضح إخوان الذي أكد أن الصناعات الوطنية جاهزة، ولا يمكن أن تسقط أمام الاستثمارات العربية وتجاربنا قديمة وليست بقليلة.
تفاؤل بالانفراج المرتقب
ويؤكد خازن غرفة صناعة حلب المهندس مجد الدين ششمان أن التفاؤل يتسيد الموقف بالنظر إلى الانفراج في العلاقات مع الدول العربية، لافتاً إلى أن الحاجة ماسة لتهيئة الجو للاستثمارات القادمة من ناحية بيئة العمل لتكون جاهزة لاستقبال هذه الاستثمارات. وأوضح ششمان أن البيئة الحالية تكتنفها المشاكل والعراقيل وتحتاج إلى المزيد من العمل حيث تتطلب تأهيل البنى التحتية من حيث تزويد المناطق والمدن الصناعية بالكهرباء من دون انقطاع وتأمين المحروقات أيضاً.

ششمان: الحاجة ماسة لتهيئة الجو للاستثمارات القادمة من ناحية بيئة العمل لتكون جاهزة لاستقبالها

ويرى ششمان أن المستثمر الداخلي، أي الصناعي الموجود على الأرض هو مؤشر للاستثمار، وإذا كان الصناعي مرتاحاً تكون المؤشرات مرتفعة جداً، ومتى تم تأمين هذه البيئة بشكل مناسب نكون جاهزين لاستقبال الاستثمارات المرتقبة.
وبين أنه حتى لو كانت الأبواب مفتوحة لاستقبال كل المستثمرين حيث إن قانون الاستثمار مشجع جداً، لكن الإجراءات المرتبطة بالاستيراد والتصدير، و تأمين القطع الأجنبي لعملية الاستيراد وتأمينه أمور تعرقل العمل.
ولا تزال الصناعة تعاني من مشاكل كبيرة منها المنافسة الخارجية ، فضلا عن تكلفة الشحن التي تسبب عبئاً كبيراً على كاهل الصناعيين، وفقاً لششمان الذي أضاف: نحن كصناعيين صمدنا خلال فترة الحرب ومعاملنا ومصانعنا ما زالت تعمل ونفتقد الكهرباء والمحروقات، ولو كانت الأمور أفضل و الأسواق التصديرية أكبر لكان إنتاجنا وقدرتنا على المنافسة أعلى بكثير.
السمعة الطيبة

ويجد لصناعي طريف النابلسي أن مرحلة الانفتاح العربية المقبلة مصدر تفاؤل للقطاع الصناعي السوري الذي يحافظ على سمعة طيبة عربياً وعالمياً بفضل جودته، نافياً أن يكون هناك أي تخوف من الاستثمارات العربية المقبلة لأن المنتجات الأكثر جودة التي تحمل المواصفات العالية ستكون موجودة وتحظى بالاستمرارية، مطالباً بالتدقيق على قائمة التصدير وخاصة للمنتجات الغذائية بالنسبة لموضوع الجودة.

النابلسي: نحتاج إلى قوانين جديدة توفر المزيد من الدعم والحماية للصناعي

وحسب النابلسي فإن الصناعة السورية متميزة ولها خصوصيتها، واغتنام فرصة عودة الانفتاح العربي لتعود الصناعة إلى ألقها وتكون المنتجات السورية في معظم الأسواق العالمية وخاصة المنتجات الغذائية التي تتميز بها الصناعة الوطنية، وعليه فإن الانفتاح أمر مهم جداً، ومن يحافظ على جودة منتجه يكون له الأثر الكبير والاستمرارية للأفضل والأجود سواء بالمضمون أم المحتوى، ونحن مستبشرون بمستقبل أفضل للصناعة السورية من حيث الانتشار والمحافظة على أعلى درجات الجودة والقدرة على المنافسة من حيث السعر والمواصفات، مطالباً بقوانين جديدة توفر المزيد من الدعم والحماية للصناعي.
وعن صيغة الدعم التي يحتاجها الصناعي ركز نابلسي على موضوع المواد الأولية التي رأى أنه من الأفضل أن تعفى من الرسوم الجمركية ليتم تقديم منتج بجودة عالية ومنافسة قوية في الأسواق الخارجية .

التوسع في السوق التصديرية
من جانبه نائب رئيس غرفة صناعة حلب مصطفى كواية لفت إلى استعداد القطاع الصناعي وبكل القطاعات لموضوع الانفتاح العربي الذي من المأمول أن يحقق توسعاً في السوق التصديرية وأيضاً تكون الفرصة أكبر لتطوير المعامل وبالتالي زيادة الإنتاج وإيجاد خطوط تصديرية جديدة .
و لا يجد كواية أي تخوف من أي انفتاح مستقبلي، ولا يمكن حدوث سقوط أمام الاستثمارات العربية لأن الصناعي السوري موجود وعاصر فترة الانفتاح قبل الحرب على بلدنا حيث كان هناك العديد من المستثمرين العرب والأجانب يعملون على أرضنا، ولايزال المنتج الصناعي السوري على درجة عالية من الحضور سواء من ناحية الجودة أم القدرة على المنافسة.

تجار بهيئة صناعيين !
وعند سؤال «تشرين» الصناعيين عن وجود تجار يعملون بهيئة صناعيين ربما للاستفادة من بعض مزايا الدعم والاستثناءات كانت أجوبتهم متقاربة لجهة تأكيد أن وجودهم مجرد حالة مؤقتة لا يمكن أن تستمر .

كواية: لا يزال المنتج الصناعي السوري على درجة عالية من الحضور سواء من ناحية الجودة أو القدرة على المنافسة

إخوان أكد أن هذه الحالة موجودة، لذلك من الضروري إعطاء المزايا والدعم لمن ينتج ولو بنسب معينة. نحن بالمفهوم الاقتصادي الدارج بلد زراعي وصناعة زراعية ثم بلد صناعي أي الصناعة التي توجد فيها قيم مضافة واضحة وهذا ما يحتاج إلى حماية ودعم .
أما نابلسي فأكد ضرورة أن يتميز الصناعي بمميزات خاصة لا تكون بمتناول التاجر الذي يشتري ولا يصنع، ورأى أن الصناعي مهتم بأن يصل منتجه للمستهلك سواء الداخلي أم الخارجي، وبالتالي هو الأقدر على المحافظة على سمعة منتجه وهذا العنصر غير متوفر لدى التاجر، بينما رأى كواية أن هذا العمل لا يتمتع بالاستمرارية لأنه مؤقت وسينكشفون سريعاً، حيث من الممكن أن يستفيدوا من مخصصات الاستيراد، لكن لفترة وجيزة، حيث إن نسبتهم قليلة جداً.
حجر أساس
الباحث الاقتصادي الدكتور معن ديوب وصف الصناعيين بأنهم حجر أساس لعمليات التأسيس لإعادة إقلاع الاقتصاد الوطني بطريقة صحيحة وهذا الأمر يستوجب تأمين كل الدعم والتسهيلات المناسبة لهم .

ديوب: العمل الاقتصادي ومن ضمنه الصناعي يحتاج إلى الحرية للقيام بكل الأعمال من دون عوائق

ورغم التفاؤل الذي أبداه ديوب إلا أنه وجد أن الانفتاح المرتقب لم يأخذ أبعاده بعد والذي يحتاج إلى المزيد من النضوج رغم أن الأجواء السياسية تتجه نحو المزيد من الانفراج.
العمل الاقتصادي ومن ضمنه الصناعي يحتاج إلى الحرية للقيام بكل الأعمال من دون عوائق، وعندما تكون الحرية منقوصة يُعرقل العمل، بمعنى الحرية في العمل والضرائب والحصول على المواد الأولية، ومن يقدم قيمة مضافة للجميع من المفروض أن يحصل على المزيد من الدعم والتسهيلات سواء تسهيلات قانونية أم لوجستية أو ضريبية وفقاً لديوب.
و يرى أن انخفاض قيمة الليرة يشكل عائقاً بالنسبة للعمل الصناعي، لذلك عندما يقومون بالعملية الإنتاجية يحسبون حساباً للمستقبل والأسعار التي يطلبون لمنتجاتهم هي ( أسعار تحوطية) أي فيها احتياط لانخفاض قيمة الليرة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مسؤول دولي: أكثر من ألف اعتداء إسرائيلي على المنشآت الصحية في قطاع غزة برسم وزارة التربية.. إلى متى ينتظر مدرسو خارج الملاك ليقبضوا ثمن ساعات تدريسهم.. وشهر ونصف الشهر فقط تفصلنا عن بدء عام دراسي جديد؟ اللجنة القضائية العليا للانتخابات تعلن في مؤتمر صحفي نتائج انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع السفير الروسي في لبنان: لا يمكن لأي بنية مدنية أن تكون هدفًا لنزاع مسلح وروسيا التزمت بذلك ما الغاية والهدف من إقامة معسكر تطوير مهارات كرة السلة للمواهب الواعدة ؟ "لوثة" تنعش سوق الاستطباب الخفي في سورية.. اضطراب تشوه صورة الجسد حالة نفسية تلاحق الجنسين..والنتائج غير حميدة ترامب ومؤيدو بيتكوين.. العملات الرقمية مخزن للقيمة وأداة للتحوط ضد الاضطرابات السياسية لتاريخه.. بعض الفلاحين لم يقبضوا ثمن محصول القمح في منطقة الغاب!.. والمصرف يبيّن: الفلاحون يأملون إعفاءهم من ديونهم السابقة المنازل الخشبية " تريند" فيسبوكي يبحث عن بوّابة للنفاذ إلى البيئة السورية..حلّ رشيق لأزمة السكن بانتظار الدراسة الجادّة رغم أن الموسم ليس معاوماً .. "زراعة اللاذقية" تقدّر إنتاج الزيتون بنحو 48 ألف طن