بالأرقام أسعار النفط  بين ( أوبك ونوبك ) والحرب الجديدة  !

تتعرض أسواق النفط العالمية حالياً لهزات كبيرة وتسيطر عليها حالة عدم اليقين، وترتسم معالم  صراع اقتصادي كبير بين الدول الصناعية وخاصة (أمريكا) من جهة و الدول المنتجة والدول المستهلكة من جهة أخرى، وتذكرت وأنا أتابع التحركات السعرية الحالية لبرميل النفط كلمة قالها الفيلسوف والمؤرخ البريطاني برت راند راسل والذي توفي سنة /1970/:  (تسود رائحة النفط في كل مكان )،  كما أكد هذا  أيضاً وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر بقوله (سيطروا على النفط تسيطروا على الأمم) ، وحالياً نشهد صراعاً عالمياً كبيراً بعد قرار دول منظمة ( أوبك بلاس + ) بتخفيض إنتاجها من النفط وهذا مقدمة لارتفاع أسعار النفط الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وخاصة أن منظمة أوبك بلاس والتي تضم دول منظمة (أوبك) التي  تأسست سنة /1960/ وتضم ّ كلاً من: السعودية – الكويت – الإمارات العربية المتحدة-   الجزائر – أنغولا – غينيا الإستوائية- الغابون – إيران – العراق – الكويت – ليبيا – نيجيريا – جمهورية الكونغو، وفنزويلا وتنتج يومياً بحدود /26/ مليون برميل، ومن ثم انضمت إليها سنة /2016/ دول أخرى منتجة للنفط وهي: روسيا – أذربيجان – البحرين – بروناي – كازاخستان- ماليزيا –  المكسيك – سلطنة عُمان – السودان – جنوب السودان، وهذه الدول تنتج بحدود / 17/ مليون برميل يومياً، أي أن دول أوبك بلاس تنتج بحدود /43/ مليون برميل يومياً تشكل من احتياجات السوق الدولية البالغة/101/ مليون برميل نسبة /43%/، ولذلك فهي مؤثرة بشكل كبير في سوق النفط العالمية، وقد اتفقت منظمة أوبك بلاس على تخفيض إنتاجها من النفط بكمية /1.5/ مليون برميل يومياً بدءاً من 1/7/2023 وحتى نهاية سنة /2023  ، وترجم هذا عملياً في اجتماعها بتاريخ 2/4/2023 بتخفيض بعض الدول لإنتاجها كما يلي: روسيا /500/ – السعودية/  500 / – العراق/211/  الإمارات /144/ –  الكويت/ 128 / – كازاخستان /78/ – الجزائر/ 48 / – سلطنة  عُمان/ 40 / – الغابون /8/، أي بحدود /1،657/ مليون برميل أي أكثر من المتفق عليه في اجتماع أوبك بلاس؟.
وتؤكد المعلومات على أن باقي الدول ستلتزم بقرار التخفيض، وستعيد المنظمة النظر في قرارها هذا في اجتماعها القادم /49/ للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج في شهر  أيلول سنة /2023 /،  وهذا التخفيض سيؤدي  إلى إحداث فجوة بين ( الطلب الكلي والعرض الإجمالي) على  سلعة النفط، وسيكون الطلب أكبر من العرض وبالتالي ستزداد الأسعار بشكل مباشر وبما يتناسب مع هذه الفجوة التسويقية، وهذا سيؤثر على الدول المستوردة بشكل كبير وخاصة على معدل النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم والدورة الإنتاجية ما قد يؤدي إلى الوقوع في مطب الركود بل الركود التضخمي العالمي، وهنا بدا موقف الإدارة الأمريكية محيراً للكثير من الاقتصاديين ولا سيما إدانتها لقرار مجموعة ( أوبك بلاس + ) وخاصة أن أمريكا هي أكبر دولة في العالم تنتج النفط نحو / 13/ مليون برميل، لكنها تستهلك  بحدود /20/ مليون برميل أي بحدود /23%/ من استهلاك العالم لسنة /2022/ ، ويتبين لنا أن لدى أمريكا  فجوة تسويقية بمقدار /7/ ملايين برميل يومياً، وهذا يفسر موقف الإدارة الأمريكية من تخفيض كمية الإنتاج وارتفاع الأسعار ، ويفسر أيضاً موقف الإدارة الأمريكية بتفعيل قانون ( نوبك أي اختصار لعبارة  No Oil Producing and Exporting Cartels) الصادر سنة /2007/ ويناقش حالياً في الكونغرس الأمريكي، وفي حال استصدار هذا القرار أو القانون سيؤثر على أمريكا سلباً وخاصة من خلال علاقتها  مع دول (أوبك بلاس) وأكثر هذه الدول تربطهم علاقة سياسية جيدة مع أمريكا كما سيؤثر على شركات إنتاج النفط الأمريكية، ولكن يبقى هدف (نوبك NOPEC) هو الضغط على دول ( أوبك OPEC) فمن سينتصر مستقبلاً ؟. وتستخد أمريكا قانون ( نوبك ) لتضمن السيطرة على سوق النفط العالمية والتقليل من عمل دول أوبك بلاس وزيادة الضغوط المالية على روسيا، ولا سيما أن هذا القانون يسمح للإدارة الأمريكية برفع دعاوى قضائية ضد مجموعة منتجي النفط، ولهذا وجه وزراء النفط في أوبك بلاس تحذيرات للإدارة الامريكية من إصدار هذا القانون، أما روسيا وبعد عقوبات الدول الغربية قامت بتوجيه صادراتها النفطية بحدود /2/ مليون برميل يومياً نحو الدول الشرقية وخاصة ( الصين والهند) وغيرهما، وأمام هذه الوقائع نؤكد بأن أسعار برميل النفط ستتجاوز /100/ دولار وأكثر، وأخيراً نؤكد أن رائحة النفط موجودة في كل مكان!، ومن يرد أن يسيطر على العالم يجب أن يسيطر على النفط والغاز أيضاً، فهل سنشهد معالم أزمة عالمية جديدة وعندها تصدق نبوءة (جورج بنيامين كليمنصو ) رئيس الحكومة الفرنسية  خلال وبعد الحرب العالمية الأولى حيث قال: “إن كل قطرة نفط تعادل قطرة دم”، أم سيرافق هذا اشتداد  الحرب التجارية وليست العسكرية بين الدول الكبرى بسبب توازن الرعب لكن نتوقع زيادة بؤر التوتر في أطراف العالم أو دول الأطراف والحرب الاقتصادية. 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان أين وصلت عمليات الترميم والتأهيل لمتحف معرة النعمان وماذا عن متحف حماة وقلعتها؟ بسبب العاصفة.. أضرار مختلفة في الشبكة الكهربائية باللاذقية الرئيس الأسد يصدر قانوناً يشدد الغرامات والعقوبات على كل أفعال التخريب أو سوء استخدام شبكة الاتصالات وبنيتها «وثيقة وطن» تشارك في أسبوع التأريخ الشفوي العاشر بالصين