تحتاج إلى وضع برامج تُوقف التدهور وتحقق التنمية.. حراج الغاب فقدت مقومات الغابة بسبب القطع الجائر للأشجار 

تشرين – علي شاهر أحمد: 

وصل التدهور بالثروة الحراجية في الغاب في محافظة حماة إلى حده الأعظمي لدرجة أن الحراج فقدت صفة الغابة وذلك نتيجة القطع الجائر للأشجار الحراجية بفعل مجتمعات جوار الغابة التي تفتقد الموارد والمحروقات.

وعن وضع الثروة الحراجية في الغاب قال رئيس قسم الحراج في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس وائل عزوز: إن الثروة الحراجية في منطقة الغاب تدهورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير بسبب الحرائق والقطع الجائر للأشجار الحراجية، حيث لم تعد لدينا غابة بكل معنى الكلمة، لأن الغابة يجب أن تتوفر فيها مواصفات وهذه المواصفات غير موجودة في حراجنا في الوقت الحالي، ونحتاج إلى 30 حتى 50 سنة من العمل في مجال التنمية والحماية حتى نعيد إلى هذه الحراج صفة الغابة.

نحتاج إلى 30 حتى 50 سنة حتى نعيد إلى هذه الحراج صفة الغابة 

وأضاف عزوز: تصلنا يومياً عشرات الاتصالات تخبرنا عن دراجات محملة بالأحطاب ونحن على علم بأن المصادرات والضبوط التي تنظم بحق المخالفين لها منعكسات سلبية على الثروة الحراجية لأننا في الوقت الذي نسعى فيه إلى حماية الحراج لا نريد أن نحول السكان المحليين إلى أعداء للحراج، لأن السكان المحليين يستطيعون حماية الثروة الحراجية بفاعلية وبشكل يكمل عمل عناصر الحراج إذا توفرت لهم المصلحة بذلك، لأن مساحة الحراج الواسعة تفوق إمكانية عناصر الحراج من ناحية الانتشار والمراقبة في كل المواقع الحراجية.

وكشف عزوز أن مجتمعات جوار الغابة التي تفتقد مصادر الدخل والمحروقات للتدفئة لم يعد يهمها القوانين، ولذلك فإن ضبط المخالفين فيه الكثير من المخاطر على عناصر الحراج في الوقت الحالي، التي قد تصل إلى درجة التهديد بالاستهداف والقتل باستخدام السلاح وذلك بهدف منع عناصر الحراج من القيام بدورهم المكلفين به بضبط المخالفات، وقد حصل إطلاق نار على عناصر الحراج أكثر من مرة وفي إحدى الحوادث تم إطلاق النار بشكل مباشر على سيارة رئيس قسم الحراج السابق واخترقت الرصاصة زجاج سيارته .

وفي لقاء مع سائق دراجة نارية محملة بحطب «الوقيد» رفض الكشف عن اسمه قال: لا أملك ثمن الطعام والدواء لأسرتي، علماً أنني لم أترك مجالاً للعمل إلّا وسلكته، ولم أستطع أن أحقق الاكتفاء بالدخل، حيث أعمل الآن في عدة مجالات لتأمين لقمة العيش ولا أملك ثمن المحروقات لتأمين الدفء لأسرتي، حيث وصل سعر لتر المازوت في السوق إلى ثمانية آلاف ليرة وهذا هو سبب توجهي لتأمين حطب الوقيد من الجبال ومن مناطق بعيدة وصلت إلى الحدود الإدارية لمحافظتي اللاذقية وطرطوس لأنه لم يعد تتوفر في مناطقنا أشجار بالأحجام المقبولة.

المهندس أنس برهوم رئيس دائرة الإدارة والتنظيم في حراج الغاب قال: بعد الوصول إلى هذا التدهور الشديد في حراج الغاب يجب أن تتدخل الحكومة وتستهدف مجتمعات جوار الغابة بشكل خاص ببرامج تنموية خاصة تحقق لها دخلاً بديلاً عن موارد الغابة وتوفر لها وقود التدفئة للوصول إلى الاكتفاء من دون الحاجة إلى موارد الغابة، وبذلك نغلق الباب في وجه حجج مجتمعات جوار الغابة للاعتداء على الغابة كمصدر للدخل وعندها بإمكاننا فرض إجراءات مشددة كمنع السكان من الدخول إلى بعض المواقع الحراجية المتدهورة.

ضبط المخالفين فيه الكثير من المخاطر على حياة عناصر الحراج 

وعن إمكانية التدخل لتنمية الغابة قال برهوم: بإمكاننا أن نقسم المواقع الحراجية حسب نوعية الأشجار بحيث نحدد نطاقاً لغابة صنوبرية.. غابة بلوط، ونسميها محمية خاصة بنوع الأشجار فيها، ونطبق أقصى درجات الحماية للحفاظ على النوع والأصول الوراثية للغابة الطبيعية ويتم التدخل في مجال التجدد الطبيعي البذري كزرع أمات بذرية في المناطق المرتفعة بحيث نؤمن نشر البذور باتجاه الرياح، وبالنسبة للأنواع الخضرية تطبق الحماية والتحريج بالأنواع المناسبة لطبيعة الغابة، بالمقابل يتم التدخل البشري لمنع انجراف التربة بمصاطب أو زراعة أنواع عشبية شجرية سريعة النمو تمسك التربة من الانجراف.

لكن الواقع أن نقص الموارد والمحروقات لدى مجتمعات جوار الغابة لعب دوراً مهماً في مخالفات مجتمعات جوار الغابة للقانون وتوجهها بشراهة إلى موارد الغابة، ولذلك فإن المعنيين ملزمون اليوم بوضع برامج تنموية تستهدف مجتمعات جوار الغابة بشكل خاص تحقق لها دخلاً بديلاً عن موارد الغابة وتوفر لها وقود التدفئة للوصول إلى الاكتفاء من دون الحاجة إلى موارد الغابة، وعند ذلك يمكن تطبيق تعليمات صارمة لتحقيق التنمية والحماية للثروة الحراجية في الغاب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة