بعد حصولهم على شارة العضوية المميزة في البرمجة… طلاب سوريون يطمحون للجائزة العالمية في مسابقة (من يتحدى طلابنا برمجياً)

تشرين – سراب علي:
لاتزال إرادة الوجود وإثبات الذات حاضرة في نفوس أبناء سورية الصغار منهم قبل الكبار، هذا ما أكده كلٌّ من الطلاب علي العنيد وفرح حسن من الصف الثامن ويوسف حسن من الصف السادس من محافظة اللاذقية، عبر اشتراكهم في مسابقة البرمجة عبر موقع الساعة البرمجية برعاية المجلس الأعلى للإبداع والتميز الفلسطيني ومصر بعنوان (من يتحدى طلابنا برمجياً)، حيث استطاع الطلاب الثلاثة الحصول على شارة العضوية المميزة في البرمجة طامحين للحصول على الجائزة.
جزء من حياتي
ويقول الطالب علي العنيد في حديثه لـ(تشرين): التكنولوجيا والبرمجة تعنيان لي الكثير، ودخلت عدة مسابقات رغبة مني وبتشجيع من أهلي، كما خضعت لعدة دورات في مجال البرمجة في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والأمانة السورية للتنمية، واستطعت أن أنظم بين دراستي في المدرسة وبين حضور تلك الدورات.
وأضاف علي: أصبح الحاسوب وتطبيقاته البرمجية جزءاً مهماً من حياتي، كما أنني حققت العديد من المراكز في المسابقات التي شاركت فيها على مستوى القطر والوطن العربي، ومن خلال حصولي على شارة العضوية المميزة في المسابقة أطمح للدخول في المنافسة العالمية لجائزة البرمجة العالمية لهذا العام.
وبعد أن لمست الرغبة والإصرار لدى ابنها واظبت السيدة مهد سلوم والدة علي على تشجيعه للدخول في مجال البرمجة والتكنولوجيا، ولم تبخل عليه بأي دورة أو ورشة أقيمت في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية أو الأمانة السورية للتنمية، كما تم توجيهه من قبل المعنيين للمجال الذي يرغب فيه وتنمية مهاراته، وبيّنت والدته أنه تعلم في نادي البرمجة الكثير من المهارات واستطاع بإصراره أن يشارك في مسابقة البرمجة العالمية.
ضعف النت
وأشارت إلى أن أصعب ما واجه علي هو ضعف النت وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ناهيك ببعد مراكز التدريب عن مكان السكن، وتابعت: لكن ثقة علي بنفسه ورغبته في المتابعة والمشاركة في المسابقات البرمجية تغلبت على الصعوبات، وأنا فخورة لما وصل إليه في هذه المسابقة.
سنؤكد تواجدنا
وأشار الشقيقان يوسف وفرح حسن إلى أن التكنولوجيا والبرمجة عالم كبير وواسع وفيه وجدا ميولهما واهتمامهما، وأضاف يوسف: تابعت جميع الكورسات الخاصة بالبرمجة، وتعمقت فيها بتشجيع من والديّ وأختي فرح، وشاركت في مسابقة النمذجة على مستوى سورية، ولم أجد أي صعوبة رغم ضغط الدراسة، فالأمر كان ممتعاً و مسلياً، كما شاركت في مسابقة البرمجة الأخيرة بإشراف المدربة بدرية، وحصلت على شارة العضوية المميزة من بين المئات من الطلاب المشاركين من مختلف الدول العربية والغربية، وحتى إذا لم أحصل على مركز أو جائزة فالخبرة تكفيني كما علمني والداي.
موجودون وقادرون
وتقول فرح: مجال البرمجة ممتع دخلت هذا المجال رغبة مني وشجعني والداي على المشاركة في المسابقات ودعمونا أنا وأخي كثيراً، ومشاركتنا وبقية الطلاب من سورية في أي مسابقة عربية أو عالمية هو إثبات أننا موجودون وقادرون، فالكل قادر ولا نفترق نحن الطلاب السوريون عنهم، بل سنؤكد تواجدنا في أي مسابقة ونحن حاضرون رغم الظروف، فقط يجب أن تكون لدينا الإرادة والتصميم والإصرار والعزيمة والثقة بما نعمل كي نصل لما نريد.
وأضافت: مشاركتي بمسابقة (من يتحدى طلابنا برمجياً) تعني لي الكثير وتضعني أمام مسؤوليات كثيرة.
حرية الخيار
وتضيف السيدة سمية عساف والدة فرح و يوسف: تركنا أنا وزوجي لولديَّ حرية اختيار النشاطات والهوايات التي يرغبانها، لأكتشف أن البرمجة والموسيقا هما ما يميلان إليهما، وبملء إرادتهما وصلا إلى هذه المراكز التي أثلجت قلوبنا، مضيفة: أرادا أن يكونا حاضرين في عدة مسابقات منها مسابقة البرمجة وماراثون النمذجة على مستوى سورية والوطن العربي.
وشاركا في عدة نشاطات في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ومن خلالها تم طرح فكرة الأسبوع العربي للبرمجة، ورغم الظروف الصعبة من سوء الكهرباء والإنترنت وضغط الدراسة في المدرسة و التدريب إلّا أنهما قررا أن يشاركا.
وتابعت: نشجعهما باستمرار ونقول لهما: لا تفكرا بالجائزة بل فكرا ماذا تستفيدان وخذا الخبرة، وكانت مساعدة والدهما هي تنزيل التطبيقات ودعمهما، كما أن رغبتهما وحب الاطلاع لديهما دفعهما للاطلاع على عدة مواقع وروابط تهم البرمجة وقد أبهرانا بإمكاناتهما.

الفائزون في المراكز العشرة الأوائل على مستوى العالم يتم منحهم لقب سفير البرمجة العالمية

مشاركات عربية وعالمية

هذا وبيّنت المنسق الدولي للمسابقة في سورية الآنسة بدرية التعمرية أن الجائزة البرمجية العالمية حدث مميز، يتم فيه تحديد المراكز العشرة الأوائل على مستوى العالم، من حيث عدد المستويات البرمجية التي يصل إليها الطلاب، كما يتم منحهم لقب سفير البرمجة العالمية، والطلاب الذين يحققون ألف مستوى برمجي على الأقل يحصلون على شارة العضوية المميزة، والتي تعدّ شرطاً للدخول إلى المنافسة العالمية والتحدي السنوي.
وخلال هذا الموسم الرابع لجائزة البرمجة العالمية استطاع ثلاثة طلاب مميزون من سورية الوصول إلى شارة العضوية المميزة في البرمجة.
وأضافت تعمرية: نأمل أن نحقق المزيد من المراكز في هذا التحدي الكبير، ونتمنى الفوز لجميع طلابنا، لافتةً إلى أن معظم الدول العربية مشاركة في هذه الجائزة وبعض الدول الأجنبية منها إسبانيا، المكسيك، الهند، البرازيل، ماليزيا، اندونيسيا، تركيا، وفييتنام، وسيتم إعلان النتائج خلال مؤتمر البرمجة ٢٠٢٣ برعاية مصر وكل الداعمين والمنسقين، علماً أن جائزة البرمجة العالمية عبر موقع الساعة البرمجية برعاية المجلس الأعلى للإبداع والتميز الفلسطيني ومصر ومن ابتكار المعلم العالمي إياد السوقي من فلسطين وبدأت موسمها الأول ٢٠١٩-٢٠٢٠.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار