مع قرب انتصافها.. أربعينية الشتاء ليست على ما يرام حتى الآن.. أمطار دون الطموح وفلاحون يترحمون على أيام زمان

تشرين – عمار الصبح:

لم تأتِ رياح أربعينية الشتاء هذا الموسم كما اشتهت سفن فلاحي محافظة درعا، فبالرغم من قرب انتصاف “المربعانية” إلّا أنّ معدلات الأمطار الهاطلة خلالها حتى الآن لا تزال ضئيلة و تكاد لاتُذكر مقارنة مع تلك المسجلة في سنوات سابقة، ما أثار المخاوف من أن تلقي هذه الحالة بتبعات ثقيلة على المواسم الزراعية التي يشكل القمح عمادها الرئيس، وعلى المراعي التي تأخر نموها قياساً بالسنوات الماضية، هذا فضلاً عن التأثير المباشر لتأخر الأمطار على مخازين المياه الجوفية التي تشكل الأمطار رافداً رئيساً لها.
وتُظهر آخر نشرات الأمطار الصادرة عن وزارة الزراعة أن أغلب مناطق المحافظة لم ينلها سوى النزر اليسير من الهطولات المطرية التي ترافقت مع آخر منخفض جوي، حيث سجلت أعلى نسبة هطول في بلدة المسيفرة 6 ملم وفي مدينة بصرى الشام 3 ملم وفي مدينة درعا 2.5 ملم فقط، فيما سجلت بقية المناطق هطولات متفرقة لم تزد على 1 ملم فقط.
وبتتبع نشرات الوزارة يمكن ملاحظة تدني نسبة الهاطل المطري المسجل حتى الآن مع تلك المسجلة خلال الفترة نفسها من الأعوام السابقة، فقد انخفضت نسبة الهطول لغاية تاريخه مقابل المعدل السنوي إلى 15% فقط في مدينة درعا و24% في مدينة نوى و27% في الصنمين و31% في إزرع و23% في الشيخ مسكين، فيما انخفضت نسبة الهطول إلى أقل من 13% كما هو الحال في مدينة بصرى الشام.
وأثار تأخر الأمطار مخاوف الفلاحين من أن تستمر هذه الحالة فترة أطول، في وقت حمل فيه لسان حالهم عبارات “الترحم” على سنوات خلت كانت فيها أربعينية الشتاء تشكل العماد الرئيس لأمطار الموسم، وتوصف بأنها “فحل الشتاء” لكثرة ما كان يسجل فيها من أمطار تشكل ذخراً للأراضي الزراعية يمتد رصيدها لشهور، لكنْ ثمة أمور تغيرت – على حدِّ وصفهم- حتى شحت الأمطار في عزّ موسمها.
وبيّن أحد الفلاحين أن معدلات المطر الهاطلة حتى الآن لا تزال متواضعة ولا تشجع على مواصلة زراعة المحاصيل البعلية التي تحتاج إلى كميات أمطار كافية، وهذا الأمر لا ينسحب فقط على محصولي القمح والشعير بل يتعداه إلى البقوليات الغذائية والزراعات العلفية، لافتاً إلى أن الأهم من ذلك كله هو شح مياه الآبار الجوفية في عموم المحافظة والتي عادة ما تكون على موعد مع أمطار شهر كانون الثاني لزيادة مناسيبها.
بدوره يستذكر فلاح آخر سنوات خلت لم تكن تنقطع فيها الأمطار خلال أيام الشتاء إلّا نادراً وخصوصاً في أيامه الأربعين الأولى والتي كانت أمطارها تشكل ذخراً للأراضي الزراعية أو ما يطلق عليه “ريّة بحرية” أو”ريّة كانونية” كانت بمثابة الخميرة للأرض على حدّ وصفه.
وأضاف الفلاح: “صحيح أن الحديث عن الجفاف لا يزال مبكراً بعض الشيء، فالموسم لا يزال في بدايته، لكن ذلك لا ينفي الخشية لدى الكثيرين من خسارة الموسم وتحمل تبعات الجفاف التي على ما يبدو باتت سنواته تتكرر وتحل ضيفاً ثقيل الوطأة”.
ويتطلع فلاحو المحافظة بشيء من الأمل إلى ما قد تحمله الأيام القادمة من أربعينية الشتاء في نصفها الثاني من أمطار لعلّها تعوض بعضاً مما فات، وهو ما دفع البعض لزراعة محاصيلهم من القمح والشعير رغم ما قد تحمله هذه الخطوة من حسابات المغامرة.
وأعلن مدير الزراعة في درعا المهندس بسام الحشيش استكمال تنفيذ خطة زراعة محصول القمح بشقه المروي والبالغة مساحتها 10500 هكتار، وكذلك الأمر بالنسبة لمحصول الشعير الذي استكمل خطة زراعته على مساحة تقدر بـ32422 هكتاراً، مبيناً أن زراعة القمح البعل لا تزال مستمرة وبلغت المساحة المزروعة حتى الآن حوالي 68 ألف هكتار، من أصل المساحة المخططة البالغة 82887 هكتاراً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار