لا أحد ضدها لكن مع احتوائها في البدائل المتاحة… ظاهرة “الأكشاك” و”البسطات” تتفاقم
تشرين – وليد الزعبي:
لم يعد حال مدينة درعا مع كثرة انتشار البسطات وتفشي اتساعها وتطاولها على العديد من الأرصفة وأجزاء من الشوارع الرئيسة يسر أبداً، حيث إنها تربك حركة المشاة على الأرصفة وتدفعهم في كثير من المواقع إلى السير في عرض الشوارع، كما إنها تتسبب في تعثر وارتباك حركة سير الآليات وخاصة عند التقاطعات.
الشكاوى تتعالى
إن شكوى الجوار السكني بهذا الصدد بدأت تتصاعد من إزعاجات تواجد البسطات عند مداخل أبنيتها والتي يتطور بعضها شيئاً فشيئاً من بسطة غير ثابتة إلى هيكل من أربع زوايا خشبية أو معدنية وشادر ومن ثم إلى كولبة لتصبح أمراً واقعاً لا يتزحزح، والإزعاجات تتمثل بالصراخ والضجيج طوال عمل تلك البسطات وترك مخلفات ضارة بالصحة وتشوه المنظر العام.
استمرار نشوئها مع بقاء الفعاليات المؤقتة في الأحياء السكنية يؤجل تفعيل الوسط التجاري
الضرورة تلاشت
للعلم كانت خرجت الأسواق الرئيسة في مدينة درعا منذ بداية الحرب على سورية ونشأت تحت ضغط الحاجة أسواق مؤقتة بديلة ضمن الأحياء السكنية، منها للخضار كسوق الكاشف وحي المطار وكورنيش حي المطار، كما زاولت العمل فعاليات تجارية أخرى ضمن وجائب الأبنية السكنية، أو ضمن كولبات على أسوار الحدائق كما في حيي الكاشف والسبيل، أو على سور المديريات كما مديرية الصحة، وقد أخذ على أصحابها حين السماح لها بالعمل تعهدات عند الكاتب بالعدل بالعودة للسوق التجاري الرئيسي فور عودته إلى حيز الاستثمار، لكن وبعد أن أصبحت العودة متاحة إلى أجزاء من ذلك السوق منذ مطلع عام ٢٠١٩ ومن ثم إلى كل أجزائه في السنوات التالية لم يُفعل إلا جزء بسيط منه، والسبب امتناع أصحاب الفعاليات المؤقتة عن العودة تحت مسوغات مختلفة، ويرى كثيرون أن تلك الأكشاك والبسطات تكاد تكون أقوى من قدرة الجهات المعنية على إزالتها وإعادتها إلى السوق التجاري الرئيسي.
فوضى انتشار
خير شاهد؛ كما يشخص البعض الفوضى الحاصلة في انتشار البسطات، يبرز بشكل جلي من كورنيش حي المطار ومدخل حي الكاشف من جهة طريق المجمع الحكومي، فهي إلى توسع وتزايد يوماً بعد يوم، ويستغرب الجميع السكوت عن ذلك وخاصةً أنه يتواجد سوق الخضار الشعبي على كورنيش المطار والذي يتيح أماكن كثيرة فارغة إلى الآن لعمل البسطات مجاناً، كما أن الجزء الخلفي من سوق شارع الشهداء في الوسط التجاري الرئيسي فراغ ويتسع لانتقال العشرات من الفعاليات التجارية إليه وخاصة منها الأكشاك التي تتواجد على أسوار الحدائق، هذا ناهيك عن الأجزاء الأخرى الممكن العمل فيها ضمن شارعي هنانو والقوتلي وتفرعاتهما ضمن ذلك الوسط.
العمل على التأهيل
رئيس مجلس مدينة درعا المهندس أمين العمري، ذكر أن البسطات تشكل مصدر رزق للكثير من الأسر ضمن الظروف المعيشية الصعبة حالياً، وهناك رؤية للجهات المعنية في المحافظة أن يتم التريث للنظر بوضعها انطلاقاً من ذلك، كما أن الفعاليات التجارية المؤقتة الأخرى نشأت بحكم الحاجة لتلبية متطلبات السكان بعد خروج السوق الرئيسي من الخدمة منذ سنوات الحرب الأولى، ويتم العمل منذ فترة على إعادة تأهيل الأسواق الرئيسة في الوسط التجاري من أجل انتقال الفعاليات المختلفة من الأحياء السكنية إليها تدريجياً، على أمل أن تتحسن الظروف وتتاح الفرصة الملائمة في أقرب وقت لانتقال الفعاليات على تنوعها إلى تلك الأسواق.
التنظيم والتأهيل صنوان
بالمحصلة؛ لا أحد ضد أي مصادر رزق الناس ضمن ظروفنا الراهنة، لكن المأمول تنظيم وجود البسطات وحصرها بالأماكن المتاحة لها، ولا سيما السوق الشعبي ضمن كورنيش حي المطار، والمهم أكثر عدم التراخي في تأهيل الأسواق الرئيسة والشعبية في الوسط التجاري للمدينة وإلزام أصحاب الفعاليات التجارية على تنوعها بالانتقال إليها، لكون ذلك يحافظ على مصدر رزقهم ويحدّ من تشوه المنظر العام للمدينة ويمنع إزعاج الجوار أو إرباك الحركة المرورية للمشاة والآليات.