منتخبات حققت مفاجآت مدوية في المونديالات… والمغرب كسر القاعدة
تشرين:
قبل مونديال قطر 2022 لم تحقق لقب كأس العالم سوى 8 منتخبات هي البرازيل والأرجنتين وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وإنكلترا وأوروغواي، وتقاسمت فيما بينها الألقاب الـ21 منذ بداية المنافسة عام 1930، كما أن المربع الذهبي عادة ما يشهد وجود المنتخبات نفسها أو تلك التي تنافس بقوة على اللقب، ويندر أن يصل منتخب من غير عمالقة الكرة عبر العالم إلى دور نصف النهائي.
لكن في “مونديال كل العرب” تمكن المنتخب المغربي من كسر هذه القاعدة، وضمن له مكاناً ضمن الأربعة الكبار، في واحدة من أكبر مفاجآت الحدث العالمي، غير إنه على مرّ التاريخ لم يكن “أسود الأطلس” الاستثناء الوحيد، بل شهدت النسخ السابقة مفاجآت من هذا النوع.
على مدى 92 عاماً من المنافسة التي شاركت فيها 79 دولة فازت 8 منتخبات باللقب، بينما وصلت 13 فقط إلى النهائي.
وكانت إسبانيا آخر المنضمين إلى كوكبة المنتخبات البارزة الفائزة باللقب في 2010 بعد فرنسا في 1998 والأرجنتين في 1978، ومنذ ذلك الحين كان هناك عدد قليل من “الغرباء” الذين وصلوا إلى دور الأربعة، وفشل جميعهم تقريباً في المضي قدماً في البطولة.
أميركا تتألق في مونديال “أوروغواي 1930”
في أول نسخة لها في أوروغواي خطف منتخب الولايات المتحدة الأميركية الأنظار، وتمكن من بلوغ دور نصف النهائي، في عهد شهدت فيه الكرة في البلاد تطوراً ملحوظاً، فقد انتصر منتخب أميركا على بلجيكا 3-0 ثم على الباراغواي بالنتيجة نفسها، في مباراة شهدت تسجيل أول ثلاثية في تاريخ المسابقة حملت توقيع اللاعب بيرت باتينود.
لكن مغامرة المنتخب الأميركي ستتوقف في دور النصف على يد منتخب الأرجنتين بعد أن انهزم أمامه بنتيجة عريضة 6-1، وكان المنتخب الإنكليزي يتألف حينها من لاعبين، أغلبهم من أصول إنكليزية أو أسكتلندية.
أرض تشيلي تلعب مع منتخبها في نسخة 1962
مدعومة بجماهيرها الكبيرة في النسخة التي احتضنتها عام 1962 تمكنت تشيلي من تحقيق مشاركة تاريخية في كأس العالم، في دورة شهدت تألق المهاجم ليونيل سانشيز الذي سجل 4 أهداف فيها.
وحقق منتخب تشيلي نتائج مبهرة حينها، حيث فاز على سويسرا 3-1، ثم إيطاليا 2-0، في مباراة شهيرة بنديتها غير المسبوقة بعد أن اضطرت الشرطة للتدخل في مناسبتين من أجل فض الاشتباكات بين اللاعبين.
في دور ربع النهائي فاز التشيليون على الاتحاد السوفييتي 2-1، قبل أن ينهزموا في دور النصف على يد المتوج حينها باللقب، منتخب البرازيل 4-2.
وأنهت تشيلي المنافسة في المركز الثالث بعد أن فازت على يوغسلافيا 1-0.
بلغاريا مفاجأة مونديال “أميركا 1994”
تصدر حينها منتخب بلغاريا كل العناوين، وتم عدّه مفاجأة الدورة التي أقيمت بالولايات المتحدة الأميركية بعد أن بصم على مشاركة غير مسبوقة فيها.
وقد شهدت هذه الدورة بزوغ نجم اللاعب خريستو ستويتشكوف الذي تصدر قائمة هدافيها برصيد 6 أهداف مناصفة مع اللاعب الروسي أوليغ سالينكو.
وقد فازت بلغاريا على ألمانيا في دور الربع 2-1 عبر رأسية رائعة من اللاعب شوف ليتشكوف، قبل أن تتوقف المغامرة في دور النصف على يد منتخب إيطاليا بقيادة روبرتو باجيو الذي وقع على ثنائية وانتهت المباراة بنتيجة 2-1.
ومني منتخب بلغاريا بهزيمة ثقيلة في مباراة تحديد المركز الثالث على يد منتخب السويد 0-4.
كرواتيا.. اكتشاف نسخة 1998
لم يكن يرشح أي من المتتبعين منتخب كرواتيا لبلوغ المربع الذهبي في نسخة كأس العالم في “فرنسا 1998″، لكن زملاء النجم دافور شوكر (سجل 6 أهداف) خلقوا مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن أخرجوا من دور ربع النهائي منتخب ألمانيا وبنتيجة 3-0، وقبل ذلك فاز الكروات على رومانيا في دور ثمن النهائي 1-0.
وتوقفت مغامرة الكروات في دور نصف النهائي على يد المستضيف فرنسا 1-2.
وقد أنهى الكروات المونديال في المركز الثالث إثر فوزهم على هولندا في المباراة الترتيبية 2-1.
وعاد منتخب كرواتيا لتحقيق إنجاز أكبر في النسخة الماضية في روسيا 2018 بعد أن بلغ المباراة النهائية وانهزم أمام فرنسا بنتيجة 2-4
ويحدو الكروات طموح أكبر في النسخة العربية للمونديال، والذي يتمثل في تحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخه ودخول قائمة المتوجين.
كوريا الجنوبية وتركيا تصنعان المعجزة في 2002
شهدت دورة 2002 التي نظمت في كوريا الجنوبية واليابان واحدة من أكبر المفاجآت على مستوى المربع الذهبي بعد أن صعد له منتخبا كوريا الجنوبية وتركيا، فقد أصبح حينها منتخب كوريا الجنوبية بقيادة الهولندي غوس هيدينك أول منتخب آسيوي يبلغ هذا الدور، وهو الإنجاز الذي ما زال صامداً إلى اليوم.
من جانبها، حققت تركيا مفاجأة مدوية في ثاني مشاركاتها في المونديال بعد تجاوزها الدور الأول بنجاح، فقد تجاوز الأتراك منتخب اليابان في دور الثاني 1-0، ثم السنغال في دور ربع النهائي 1-0، قبل أن تسقط بالنتيجة نفسها في دور النصف على يد منتخب البرازيل.
وحسم الأتراك المركز الثالث لصالحهم إثر انتصارهم على كوريا الجنوبية 3-2.
المغرب.. آخر “الغرباء”
في النسخة الحالية لكأس العالم بات المغرب هو الذي يرفع راية “المستضعفين” بعد أن أصبح أول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى دور الثمانية، ثم الوصول بقوة لدور الأربعة.