نهجٌ ثابتٌ وإيمانٌ لا يتزعزع بالنصر.. حفلٌ تأبينيٌ للمفكر والأديب الراحل صفوان القدسي
تشرين – ميسون شباني:
فارس آخر ترجل وترك بصمات لاتنسى، وأضحى ذاكرة حاضرة بتاريخ وطن لم يغادره، ولم يغدر بمن أولاه ثقته..أربعون يوماً مضت على رحيل الكاتب والمفكر والأديب والسياسي صفوان القدسي الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي، وتحية لروحه أقامت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية بالتعاون مع المؤتمر العام للأحزاب وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي واتحاد الكتاب العرب حفلاً تأبينياً في مكتبة الأسد بحضور المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، واللواء محمد الشعار نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية.
بدأ التأبين بالوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح الشهداء، ومن ثم عزفت موسيقى النشيد العربي السوري وتلا الشيخ القارئ أحمد غزال آيات من الذكر الحكيم، بعدها عرض فيلم تسجيلي وثائقي يبرز أهم المحطات التي شغلها الراحل منذ بداية السبعينيات، هي أمين تحرير مجلة المعرفة عام 1972، ثم رئيس تحريرها، ورئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي عام 1980.ثم انتخب عضواً في مجلس الشعب عن حزبه عام 1977، وتسلّم حقيبة وزارية بين عامي 1978 و1980.
واستعرض التقرير أهم مؤلفاته وهي السياسة المسلحة، دراسات في الفكر السياسي المعاصر، والشجاعة العاقلة والحكمة الجسورة تأملات في مدرسة حافظ الأسد الفكرية والسياسية، والوجه والقناع، دراسات سياسية في الواقع والممكن والبطل والتاريخ، قراءة في فكر حافظ الأسد.
وتقلدت بعدها د. بارعة القدسي عقيلة الراحل درع النضال العربي من المؤتمر العام للأحزاب العربية.
صيغة متقدمة
واشار اللواء محمد الشعار أن الراحل أغنى الجبهة بفكره وميثاقه السياسي وامتد نشاطه إلى الوطن العربي، و أمثاله لم يعيشوا من أجل أنفسهم بل عاشوا من أجل قضيتهم وفق مبادئ الحزب على مدى أربع عقود التي ظل وفياً لها حتى وفاته.
ونوه اللواء بالدور البارز للراحل في حقول الأدب والسياسة كأحد أبرز المفكرين وأهم ماقدمه من إنجازات عبر عمله الجاد في معظم المجالات التي جال فيها.
قامة قومية كبيرة
وتحدث الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العريية قاسم صالح عن الثوابت والمبادئ التي نهجها الراحل عبر مسيرته والتي لم يحد عنها، وكيف لم يبرح دمشق رغم كل الضغوطات والحرب التي عاشتها سورية، واستهدفت فيها قلب العروبة النابض دمشق، ونوه بأن وصية الراحل كانت الالتزام بخيار المقاومة والصمود وأن إيمانه بالنصر جسده فعلاً وفكراً وأدباً حتى رحيله.
نهج ناصري
واستعاد عضو المكنب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي عبد الرحمن عيسى النهج والمبادئ التي التزم بها الراحل خلال ترؤسه أمانة الحزب لأكثر من أربعين عاماً، ودوره في ترسيخ هذه المبادئ والتي أثمرت بترؤسه أمانة المؤتمرات العربية .
مسكون بقضايا أمته
بدوره أكد د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب ان دمشق التي أنجبت الراحل وأعطته الكثير رد لها الجميل بالجميل في انتمائه وعروبته وقوميته وحربه ضد الفكر المتطرف وله فعل ثقافي بارز ومسيرة إبداعية خطها أبداعاً في مؤلفاته، ومثلت تطلعات جيل الرواد العربي، وشدد الحوراني على ضرورة السير على نهج الراحل.
شغوف بقضايا عروبته
فيما أشار عضو المكتب السياسي في حزب الله ومسؤول العلاقات العربية والدولية عمار الموسوي أن الراحل مناضل لم تهدأ روحه وكان مؤمناً بقضايا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وملتزماً بفكر ومبادئ القائد الخالد حافظ الأسد وشغوفاً بوحدة الأمة وحاضناً لعروبته فيها، وبقي ملتزماً بفكر العروبة والنهج الناصري حتى وفاته.
المثابرة وعدم الاستسلام
وأكدت ابنة الراحل دانيا القدسي أن والدها كان الموجه الأول والمدرسة الأولى التي تخرجت منها إلى الحياة، وأن الراحل سطّر صفحة نضالية عبر مسيرة حياته وثقها بحبه لوطنه وإيمانه بالنصر ضد الفكر الإرهابي الذي حاربه بمبادئه وقلمه.