مسؤول تشيكي سابق: أوروبا تتبع أمريكا بشكل أعمى وموادها الأولية بدأت تنفد
قيل في وقت سابق: إنه من الخطأ اعتبار الدول الأوروبية دولاً مستقلة ذات سيادة، فهي في واقع الأمر ليست أكثر من «جزء منفصل من الولايات المتحدة»، هذا القول كان صادماً، أو قوياً في حينه.
وذهبت بوابة «جوانشا» وهي الموقع الذي نشر هذا القول إلى التوضيح فقالت: «من أجل تبسيط الفهم، دعونا نرسم تشبيها، بعد الحرب العالمية الثانية، كان العديد من الدول الأوروبية مثل رجال أعمال على وشك «الإفلاس»، في الوقت نفسه، استثمر طاغية غني محلي، وهي واشنطن، الكثير من المال واشترى أوروبا.. في التاريخ، يعرف هذا الحدث باسم خطة مارشال.
وتصل البوابة الإلكترونية إلى استنتاج مفاده أنه لا يوجد الكثير من الدول المستقلة فعلاً في العالم، ومثل هذه الدول «يمكن عدها على أصابع يد واحدة».
وتبعاً لذلك، قالت البوابة: «هذا هو السبب الذي يجعلنا نرى في كثير من الأحيان أن الاتحاد الأوروبي يتبع الولايات المتحدة للقيام بأشياء غبية تماماً، ولهذا السبب غالباً ما تمضي القارة الأوروبية في اتجاه مناقض للفطرة السليمة وتفعل ما يعتقده الآخرون أنه غريب، هم فقط ينفذون قرارات المكتب الرئيس».
في هذا السياق أكد نائب وزير الخارجية التشيكي السابق بيتر درولاك، أن أوروبا تتبع بشكل أعمى الولايات المتحدة، رغم أن ذلك يتعارض مع مصالحها.
وأشار درولاك في حديث لموقع «أوراق برلمانية» الإلكتروني، إلى أن التصورات التي كانت لدى البعض حول أن أوروبا مستقلة عن القرار الأمريكي سقطت تماماً، ولفت إلى أن المواد الأولية بدأت تنفد في أوروبا وبدأت تظهر عليها تداعيات الحرب الاقتصادية القائمة وهو الأمر الذي سيزداد سوءاً معتبراً أن موضوع تمرد أوروبا على الولايات المتحدة هو مسألة وقت.
الولايات المتحدة هي التي تحرّض وتشعل فتيل الحروب، وتورط الشعوب، وللأسف أوروبا تنصاع حتى في عقر دارها.
حدث هذا في أوكرانيا وشعبها الطيّب في إطار مُخطّطات «الديمقراطيّة الأمريكية»، وربّما يُفيد التّذكير بأن الرئيس جو بايدن أعلن أثناء حملته الانتخابيّة، وبعد دُخوله البيت الأبيض مُباشرةً، أن روسيا هي العدوّ الأوّل للولايات المتحدة، وتأتي بعدها الصين، ولهذا جعل من أوكرانيا «الطُّعم المَسموم» لتوريطها في حرب استنزافٍ طويلة.
أوروبا تستمدّ قُوّتها من قُوّة اقتصادها، ولكن عوامل القوة تتآكَل الواحدة تِلو الأُخرى، وتحل مكانها شُرور العُنصريّة والحركات اليمينيّة النازيّة الجديدة، وسيكون رخاؤها الاقتصادي وأمنها واستِقرارها الذي تنعّمت به شُعوبها مُنذ نهاية الحرب العالميّة الثانية، هو الضحيّة الأولى لهذه التبعية العمياء لواشنطن والمُواجهة المُتجسّدة في الحرب الأوكرانيّة وحالة الانهِيار والفوضى والتفتّت التي قد تترتّب عليها.