“تمز الزيتون”.. بديل عن الحطب يزداد انتشاره

تشرين- دينا عبد:
بين ليلة وضحاها، حول أبو أحمد مدفأة المازوت الموجودة في منزله إلى واحدة أخرى تعمل على الحطب وجفت الزيتون مع إجراء تعديل عليها.
يقول في حسرة: بعد أن حصلت على ٥٠ لتر مازوت (مباشر) لم يعد في مقدوري شراء الحر من المادة لأن سعر الـ٢٠ ليتراً منها تخطى الـ٢٠٠ ألف ليرة والمبلغ يرتفع كأننا في مزاد علني بسبب شح المادة.
وهناك مادة أخرى يستعملها أبو درويش من أجل التدفئة وهي (جفت الزيتون) وكما يشرح هي مادة تتكون من بقايا عصر الزيتون، وهو الموسم الذي يبدأ في الخريف وينتهي مع دخول فصل الشتاء؛ ويتابع: بعد الانتهاء من استخراج الزيت من الثمار، تتكون مادة تفرزها معاصر الزيتون من البذور وبقايا الثمرة ذاتها؛ تلجأ من خلالها المعاصر إلى عجن تلك البقايا وكبسها، وتكوين أحجام محددة ومختلفة منها، لاستخدامها في إشعال المدافئ بطريقة آمنة بيئياً واقتصادياً.
في حديثنا مع نادر حمدان صاحب معصرة بيّن أن مادة الجفت يتم شراؤها من الأماكن التي تزرع وتعصر الزيتون، وغالباً المناطق الساحلية، حيث يتم التعاون والاتفاق مع المعاصر الموجودة لشراء كميات كبيرة من المادة.
فهناك بعض الأسر تخزّنها للشتاء للاستفادة منها في التدفئة؛ وتعدّ هذه المادة أساسية لدى العديد من الأشخاص الذين يتهافتون لتخزينها، لأن سعرها يصبح مرتفعاً إذا زاد الطلب عليها في فصل الشتاء؛ والمعاصر تحول جفت الزيتون إلى حطب للتدفئة، عن طريق آلة تعمل على الضغط وتحوله إلى قوالب يسهل وضعها في المدافىء بعد أن يتم تنشيفه من أصحاب المعاصر؛ حيث يحفظ في أكياس صغيرة من الورق ثم يضغط عن طريق آلة ضغط تحتاج إلى ما لا يقل عن خمسة عمال نظراً لثقل وزنها؛ ليقوم العمال بتحويله إلى قوالب جاهزة للتدفئة، وهذه العملية تمر بعدة مراحل تبدأ مع نهاية موسم عصر الزيتون، حيث يقوم أصحاب المعاصر بتجميع الجفت وتخزينه حتى الصيف، بعدها يقوم العمال برشه بالماء ووضعه في آلة الضغط ليخرج من الناحية الأخرى على شكل قوالب، بأشكال وأحجام يصل طولها إلى حوالي٢٠- ٣٠ سم كي يسهل إدخالها للمدفأة؛ يتم تجفيفها لعدة أيام تحت أشعة الشمس، لتكون جاهزة لبيعها إلى المواطن؛ ويؤكد أنها طريقة سهلة وبسيطة، لكن فوائدها كبيرة تعود على المستهلك ومزارع الزيتون وأصحاب المعاصر والبيئة بالفائدة لأنها تحد من قطع أشجار الغابات التي تتضاءل مساحاتها عاماً بعد عام.
يذكر أن القاطنين في المناطق الجبلية هم من يستخدمون هذه المادة للتدفئة نظراً لتوفر المادة ومعاصر الزيتون.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
(وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان أين وصلت عمليات الترميم والتأهيل لمتحف معرة النعمان وماذا عن متحف حماة وقلعتها؟ بسبب العاصفة.. أضرار مختلفة في الشبكة الكهربائية باللاذقية