جهود مشتركة لتطويق أزمة النقل في درعا.. ومبادرات مجتمعية تمد يد المساعدة
تشرين – عمار الصبح:
ألقى النقص الحاصل في مادة المازوت وقلة الوارد منها بظلاله على قطاع النقل في محافظة درعا خلال الأسبوع الماضي، ما تسبب بحدوث اختناقات وازدحام للركاب الذين تقطعت بهم السبل، وهو ما دفع باتجاه تكثيف الجهود الرسمية والأهلية لتطويق الأزمة، والتقليل ما أمكن من تأثيراتها وخصوصاً على فئتي الطلاب والموظفين وهما الفئتان الأكثر تضرراً.
وشهد بداية الأسبوع الماضي دخول ثلاثة باصات للنقل الجماعي حيز العمل على عدد من الخطوط الأكثر ازدحاماً، وحسب ما بيّن عضو المكتب التنفيذي بمجلس محافظة درعا مسؤول قطاع النقل كمال العبد الله، فإن الخطوط الثلاثة هي خط درعا – الصنمين ضمن مسار الصنمين- القنية- الشيخ مسكين – ابطع – داعل- عتمان- درعا، وبتسعيرة رمزية تبلغ 850 ليرة، فيما أقلع الباص الثاني على خط نوى – درعا عن طريق الشيخ مسكين، والثالث على خط درعا – إزرع عن طريق الأوتستراد، وبتسعيرة متساوية للخطين بلغت 575 ليرة.
وعن الإجراءات المتخذة لضبط عمل وسائط النقل العامة والحيلولة دون تسربها من العمل أشار العبد الله إلى أنه تم البدء بتطبيق آلية عمل جديدة، كانت بدايتها من خط ضاحية درعا، حيث تم وضع مراقبين في بداية خط سير هذه الوسائط في كراج الانطلاق الغربي بمركز المدينة، وفي نهاية الخط عند مسجد الرحمن في حي الضاحية، ويقوم المراقبون بختم بطاقة كل آلية تقل ركاباً حصراً عن كل سفرة تقوم بها بعد التدقيق بالبطاقة ورقم لوحة الآلية، لافتاً إلى أنه تمّ إلزام كل سرفيس بتخديم الركاب لأربع سفرات يومياً على الخط المذكور بعدها يتم تزويد السرافيس بمادة المازوت.
وبالتوازي مع الجهود الرسمية، شهد الأسبوع الماضي دخول الجهود المجتمعية على خط أزمة النقل في المحافظة، فقد جرى تسجيل مبادرات من آليات الدوائر الحكومية والسيارات الخاصة لنقل الركاب القادمين إلى مركز المحافظة والعائدين منها في ساعات الذروة الصباحية والمسائية وخصوصاً للطلاب والموظفين.
ولقيت مبادرة أطلق عليها المجتمع المحلي تسمية “اطلع معي تا وصلك”، ترحيباً من الكثيرين ممن أكدوا على ضرورة مثل هذه المبادرات للتخفيف من أزمة النقل والتكاليف التي بات يتكبدها المواطن والتي تضاعفت مؤخراً، داعين إلى التوسع بمثل هذه المبادرات وتعميمها خصوصاً على المحاور التي تشهد اختناقات كبيرة ولا توجد وسائط نقل كافية لتخديمها.
تبقى الإشارة إلى أن بعض الخطوط الطويلة تحتاج ، حسب تأكيد المواطنين، إلى وسائط نقل إضافية، كخط الصنمين – درعا الذي جرى تخديمه بباص واحد للنقل الجماعي، علماً أن مسافة الخط تمتد إلى مسافة 50 كم ، ومن المفترض أن يُخدم خط سيره ركاباً لأكثر من قرية، لكن نظراً للإقبال الكبير من الركاب على استخدام الباص، فإنه ينطلق من نقطة انطلاقه الصباحية في مدينة الصنمين وهو بكامل طاقته الاستيعابية، ما يحرم ركاب القرى الأخرى، الواقعة على خط سيره، من الحصول على فرصة للركوب.