الرئيس بوتين: استراتيجيتنا العسكرية لا تحتوي ضربة استباقية ولكن صواريخنا ستمحو العدو المهاجم لحظة قيامه بالاعتداء
فراس:
الرئيس بوتين: استراتيجيتنا العسكرية لا تحتوي ضربة استباقية ولكن صواريخنا ستمحو العدو المهاجم لحظة قيامه بالاعتداء
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العقيدة العسكرية الروسية لا تحتوي على أي ضربات استباقية، ولكن صواريخها ستمحو العدو المهاجم لحظة قيامه بالاعتداء.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع قادة دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في بشكيك اليوم: لا يوجد في استراتيجيتنا ضربة استباقية كما في الولايات المتحدة الأمريكية، ويوجد فقط ضربة دفاعية رداً على أي ضربات هجومية، وإذا اعتقد العدو المحتمل أن بإمكانه اللجوء إلى الضربة الاستباقية فلدينا إجراءاتنا الدفاعية.
وأضاف بوتين: أؤكد أنه بعد أن يتلقى نظام إنذار الهجوم الصاروخي المبكر إشارة التعرض للهجوم، فإن المئات من صواريخنا ستكون في الجو وسيكون من المستحيل إيقافها لكنها ستكون استجابة.. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن سقوط الرؤوس الحربية لصواريخ العدو على أراضي روسيا أمر لا مفر منه، عندئذ ستنطلق مئات من صواريخنا وسوف تسقط على أي حال على العدو ولن يبقى منه شيء لأنه من المستحيل اعتراض مئة صاروخ وهذا بالطبع أمر رادع.
وتابع بوتين: إن الاستجابة ستكون رادعاً جاداً لكن إذا اعتقد العدو حتى النهاية أنه من الممكن استخدامه لضربة وقائية، ونحن لا، فهذا يجعلنا نفكر في التهديدات التي تخلقها لنا مثل هذه الأفكار من أجل الدفاع عن دول أخرى.
وأشار بوتين إلى أن روسيا تقوم بإجراء المناورات النووية بصورة منتظمة وهي في الوقت نفسه لا تخفي أي شيء بهذا الخصوص وتقوم بإبلاغ الولايات المتحدة بها كما هو مفترض بموجب الاتفاقيات الثنائية.
وأشاد بوتين بعمل وزارة الدفاع الروسية بشفافية وموضوعية للإبلاغ عن التقدم المحرز والنجاحات في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، لافتاً إلى إنه كان على موسكو التحرك إزاء الوضع في أوكرانيا في وقت أبكر ولكن الأمل كان معقوداً على حل الوضع هناك بطريقة سلمية في إطار اتفاقيات مينسك.
وأكد بوتين أن تصريحات المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل مخيبة للآمال وتعني أننا كنا على حق في شروعنا في العملية العسكرية الخاصة وقال: تبين أن أحداً لم يكن يعتزم تنفيذ اتفاقيات مينسك وفقاً للتصريحات الألمانية الأخيرة ولتصريحات الرئيس الأوكراني السابق ومع ذلك نحن مستعدون ومنفتحون على التفاوض، لكن التصريحات تدفعنا إلى التفكير في ضمانات وإجراءات لبناء الثقة التي هي في الوقت الراهن تكاد تكون معدومة.
وأوضح بوتين أنه سيكون من الضروري في نهاية المطاف التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وتساءل: كيف يمكن التوصل إلى اتفاق؟ وهل يمكن أن نتفاهم مع أحد؟ وبأي ضمانات؟ .. من الواضح أن هذا هو بيت القصيد لكن في نهاية المطاف سيكون من الضروري التوصل إلى اتفاق، وسبق أن قلت ذلك مرات عديدة بأننا مستعدون لهذه الترتيبات ونحن منفتحون ولكنّ ذلك يرغمنا على التفكير لمعرفة مع من نتعامل.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا تشهد بالفعل تباطؤاً اقتصادياً لكن الوضع الاقتصادي في روسيا أفضل مما هو عليه في العديد من البلدان الأخرى.
وقال بوتين: عندما توقعوا لنا حدوث ركود اقتصادي بنسبة 20 بالمئة في روسيا كان هناك ركود لكن 2.9 بالمئة وبالطبع هذا فرق كبير ونحن نفهم أن أولئك الذين توقعوا مثل هذا التطور للأحداث بالنسبة لنا كانوا مخطئين إلى حد كبير فالوضع أفضل مما هو عليه في العديد من البلدان الأخرى.
ولفت بوتين إلى أن التضخم الآن في روسيا عند 12 بالمئة ويتوقع أن يكون في 2022 ككل عند 12.2 بالمئة فيما يبلغ المؤشر مستوى 17 وحتى 20 بالمئة في بعض الدول الأوروبية، مبيناً أن معدل البطالة في روسيا يبلغ 3.9 بالمئة ما يعني أن الأيدي العاملة بما في ذلك من دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي مطلوبة في روسيا.
وانتقد الرئيس الروسي إغفال الغرب للمشاكل التي تعاني منها القارة الإفريقية، مؤكداً عزم روسيا على مواصلة تعاونها مع هذه القارة وتقديم كل أشكال الدعم لها.
وقال بوتين: في إفريقيا يعرفون ما هي روسيا والدور الذي لعبته في التحرر من الاستعمار ..لن تجدوا بلداً واحداً في إفريقيا لم يحصل على دعمنا السياسي والاقتصادي وحتى العسكري وعلاقاتنا مع إفريقيا سوف تتواصل.
وحذر بوتين من تداعيات وضع سقف لسعر برميل النفط الروسي وقال: إن وضع سقف لأسعار النفط سيؤدي إلى نقص الاستثمار في الصناعة وارتفاع كارثي في الأسعار، مشدداً على أن روسيا لن تتعرض لخسائر تحت أي ظرف من الظروف بعد تطبيق السقف.
وأكد بوتين أن روسيا لن تبيع النفط إلى الدول غير الصديقة التي تضع سقفاً سعرياً، مبيناً أن أسعار الغاز في أوروبا وصلت إلى مستويات قياسية بينما تبيع روسيا الغاز لبعض شركائها بمستويات أرخص بنحو 10 مرات.
ولفت الرئيس الروسي إلى أهمية أن يعمل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في العامين المقبلين على إنشاء سوق غاز واحدة ووضع خطة عمل، مشيراً إلى أن تطوير الزراعة مستحيل من دون منتجات الصناعة الكيماوية والأسمدة.