تحسن وضع الكهرباء مرتبط بتحسن كميات الفيول والغاز الواردة.. مدير عام «كهرباء سورية» يشرح تفاصيل مايسأل عنه المواطن
تشرين – زهير المحمد:
مع بداية فصل الشتاء وكلما اشتدت درجات البرد تبدأ معاناة القاطنين في عدد من أحياء مدينة دمشق ولاسيما أحياء السكن العشوائي من انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي خلال فترة التغذية، علماً أن النسبة العظمى من هذه الانقطاعات ناجمة عن أعطال لا تندرج في خانة ما يسميه العاملون في الكهرباء بالانقطاعات الترددية التي تكون مهمتها حماية الشبكة العامة من الانهيار، ولسان حال المواطنين يسأل: أين استعدادات «الكهرباء» لهذا الفصل الذي يزداد فيه الطلب على الطاقة الكهربائية، وهل يعقل ألّا تستجيب الطوارئ لنداءات المواطنين حينما تحصل أعطال تغيب الكهرباء عنهم أياماً عدة..؟!
عدد من القاطنين في حي المزة 86 يقولون في شكوى لهم أرسلوها عبر صحيفة «تشرين»: ما إن تنتهي فترة تقنين الكهرباء ونزود بالتغذية حتى تبدأ معاناتنا مع الانقطاعات الكثيرة للتيار وفي أحسن الأحوال لا نستفيد من فترة التغذية سوى نصف ساعة وهي غير كافية لشحن بطاريات المنازل وتلبية المتطلبات الأخرى من «غسيل وحمام وتعبئة خزان المياه…»، معتبرين أن الأعطال الكبيرة التي تصيب الشبكة سببها أن حلول طوارئ الكهرباء تكون في مجملها سريعة وغير مجدية، وبالعين المجردة يمكن ملاحظة أن نسبة كبيرة من أشرطة الكهرباء يتم بعد إصلاحها وصلها بأدوات بدائية بـ«اللزيق»، مضيفين : يوم أمس غابت الكهرباء بشكل كامل عن عدد كبير من القاطنين في الحي، و أي محاولة للتواصل مع رقم طوارئ الكهرباء تكون نتيجتها عدم الاستجابة.
بدوره أوضح مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء المهندس هيثم ميلع لـ«تشرين» أن سبب الانقطاعات الكبيرة للتيار الكهربائي في حي المزة 86 هو حدوث أحمال كبيرة على الشبكة الكهربائية، وتالياً حدوث أعطال، مضيفاً: خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة الاستجرار الكبير للطاقة الكهربائية الذي يشهده الحي تم استبدال نحو 27 مركز تحويل للكهرباء وهو عدد كبير جداً، مؤكداً أن ورش الكهرباء تبذل جهوداً كبيرة في صيانة أي عطل.
وأكد ميلع أن أعطال الكهرباء في المناطق المنظمة تكاد لا تذكر حين مقارنتها مع المناطق العشوائية، مضيفاً: لاتقتصر الأعطال الكهربائية الكثيرة على حي المزة 86 وإنما تشهدها معظم مناطق السكن العشوائي نتيجة زيادة الأحمال الكهربائية، نافياً أن تكون حلول طوارئ الكهرباء «ترقيعية» أو تستخدم أدوات بدائية لصيانة الأعطال.
وأجاب ميلع على سؤال طرحناه عليه، مفاده: هل يتم تعويض مشتركي الكهرباء بالتيار الكهربائي في حال غيابها عنهم خلال فترة التغذية الكهربائية نتيجة حدوث أعطال؟ بأنه حسب العطل، إن كان العطل على المخرج المتوسط يتم تعويض فترة الكهرباء التي غابت عن المشتركين، أما إن كان العطل فردياً فلا نستطيع تعويض المشتركين.
ونوه ميلع بأن تحسن وضع الكهرباء مرتبط بتحسن كميات الفيول والغاز الواردة، علماً أن الكميات المتاحة حالياً من الطاقة الكهربائية هي مابين 1800 إلى 2000 ميغاواط، وكشف ميلع عن وجود عقود جديدة لتوريد مراكز تحويل جديدة للكهرباء، علماً أن تلك المراكز لا تؤدي إلى زيادة ساعات التغذية الكهربائية، «فالتغذية تتعلق بكميات الفيول والغاز» ودور المراكز يكون في تخفيف الأحمال الكهربائية على المراكز القائمة ودعم وثوقية الشبكة الكهربائية.