المونديال ميدان للمنافسة وكسر الروتين.. واختصاصية نفسية تنصح بالابتعاد عن التعصب والمشاجرة اللفظية والمشاحنة الجسدية

تشرين- أيمن فلحوط:
تربط الاختصاصية النفسية الدكتورة غنى نجاتي، الدافع لحضور المباريات في “الكافتريا” بالسيكولوجيا لكون الإنسان في طابعه كائن اجتماعي يشعر بالسعادة، حين ينتمي للمشجعين لهذا الفريق أو ذاك، فتزداد لديه الروابط الاجتماعية والإنسانية، التي كان يبادلها شعور النقص لديه في هذا الجانب.
منافسة رياضية
وتخلق لديه منافسة كأنه المعني في هذا الميدان من المنافسة الرياضية، فالتشجيع الرياضي في المونديال قد يصل لمرحلة الخصومة والمنافسة الشديدة وهو ما نخشاه، نتيجة اختلاف المشجعين على المنتخبات التي يحبونها، مع إن كل واحد منهم ذهب لذاك المكان، ودفع الأموال لمشاهدة المباريات، إما لأنه لم يتمكن من مشاهدة محطة البث التي تنقل المباريات، أو لغياب الكهرباء، ويعدّون تلك المناسبات من الأحداث المهمة في حياتهم، إما تقليداً أو عادة في المتابعة توارثوها، أو عن طريق الاكتساب والتعلم من البيئة الأسرية أو البيئة الاجتماعية من الأصدقاء والأقران والزملاء في العمل.

المونديال يخلق حافزاً لهواية رياضية للمرء من أجل ذاته وصحته

وبرأي د. نجاتي أن المتابعة والتشجيع الرياضي هما كسٌر للروتين الذي يعيشه المرء، وتخلق لديه حافزاً لأن يكون لديه هواية رياضية يعمل عليها من أجل ذاته وصحته.
أحبة لهم
وشخصياً أشجع الناس لممارسة الرياضة أكثر، من اقتصارها للمرء على المشاهدة فقط، وهو جالس ويأكل ويتفرج على غيره كيف يركض، فلمونديال كرة القدم تحديداً أهمية سيكولوجية عند كثير من الأشخاص، ويذكرهم بأحبة لهم، فأحدهم قال لي: “كنت أتابع المونديال مع أخي الذي استشهد في الحرب على سورية مدافعاً عن الوطن، ولذلك أحرص على متابعة كل مونديال”، لأنه يريد استذكار الطقوس التي كان يعملها مع شقيقه أثناء المونديال، فيطلب من أولاده إطفاء الموبايل وأكل البوشار، وإطفاء الأضواء ليشعر كأنه يعيش في أجواء الملعب الطبيعية، وتعلو الأصوات كما كانا يفعلان خلال متابعتهم مباريات المونديال.
ارتباط عاطفي وروحي
وتجد د. نجاتي في ذلك ارتباطاً عاطفياً وروحياً، لكون الحدث الرياضي يذكرهم بأشخاص كانوا يعيشون معهم عن قرب، ولديهم الهواية والشغف في حب الكرة.
كما تعرض الاختصاصية النفسية لقصة صديق لها تعرض لإصابة عضوية وهو بطل رياضي كيف رد على إصابته بالقول: “أنا بدال ما ألعب معن.. بكفي إني عم شجعن وبحس حالي أنا اللي عم بلعب معهن”.
وتبين أن ذلك يعود لحاجات نفسية معينة يقوم بها لإشباعها خلال فترة متابعة المباريات في المونديال، مضيفة: ابنتي عمرها تسع سنوات شاهدت رفيقاتها في الصف يتحدثن ويشجعن، ومن أجل معرفة معنى التشجيع طلبت مني مشاهدة المباريات، من أجل أن تتعرف ماذا يحصل في البلد المستضيف للمونديال، وتسأل من سيلعب غداً ومع مَن، لتؤكد أن الإنسان في طبعه متابعاً للحدث ومواكباً له.

البروتوكول الإنساني في التشجيع والمتابعة يزيد من الترابط الاجتماعي

والإحساس بالإنتماء

الانتماء للجيل
وقد يكون المرء غير مغرم كبقية المشجعين، وهو ما تعلمته من ابنتي لدى سؤالها: “ماما كيف بعرف شو عما يحكوا” مثل المتعلقين بمنتخبات البرازيل أو الأرجنتين أو الهولندي، لكنه يشجع ليشعر في داخله أنه ليس بعيداً عن تلك الأجواء الحماسية السيكولوجية الاجتماعية التي تحدث، وليشعر أنه ينتمي لهذا الجيل، وتالياً يتعرف على الأشياء التي تحصل حوله.

لا للتعصب
تضيف د. نجاتي: كمتخصصة في الصحة النفسية: أشجع على ممارسة الرياضة ومتابعة المباريات في أوقات الفراغ، لكنني أطالب ألّا يصل التشجيع لمرحلة التعصب والمشاجرة اللفظية والمشاحنة الجسدية، كما يحصل أحياناً بتراشق الكراسي في بعض الأماكن، حين يحصل خطأ على لاعب، أو يتم تسجيل هدف لهذا الفريق أو ذاك الفريق، أو لهذا المنتخب وربما غيره، ولذلك تأثيرات سلبية عديدة، بعكس الحالة الطبيعية التي تسود وفق البروتوكول الإنساني في التشجيع والمتابعة، لكونها تزيد من الترابط الاجتماعي، والإحساس بالانتماء للمجتمع المحلي الذي نعيشه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
خطاب الدجل والاستعراض بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والتحالف العالمي للقاحات بنسبة 5%.. تخفيض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية هذا العام الطيران المروحي يشارك في إخماد حريق بين الحصن والحواش بريف حمص الغربي مصادر خاصة: اللقاء بين الرئيسين الأسد وبوتين حمل توافقاً تاماً حيال توصيف المخاطر والتوقعات والاحتمالات المقبلة وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 لكل من الأديبة كوليت خوري والفنان أسعد فضة والكاتب عطية مسوح الإبداع البشري ليس له حدود.. دراسة تكشف أن الإبداع يبدأ في المهد تضافر جهود الوحدات الشرطية في محافظة حماة يسهم في تأمين وسائط النقل للطلاب وإيصالهم إلى مراكز امتحاناتهم الرئيس الأسد يجري زيارة عمل إلى روسيا ويلتقي الرئيس بوتين بايدن - هاريس - ترامب على صف انتخابي واحد دعماً للكيان الإسرائيلي.. نتنياهو «يُعاين» وضعه أميركياً.. الحرب على غزة مستمرة و«عودة الرهائن» مازالت ضمن الوقت المستقطع