في أربعاء الكاتب السوريّ.. ناديا خوست أنارت الحوارَ بجمهورها المتابع

تشرين- ابتسام المغربي:
توّج اتحاد الكتاب العرب أربعاءه الأسبوعي، بتكريم قامة أدبية هي الدكتورة ناديا خوست التي قال عنها رئيس الاتحاد الدكتور محمد الحوراني: لاتستطيع إلا أن تحبّها وتحب أعمالها، ولو اختلفت معها أحياناً، والحديث عنها يتجلل بالهيبة والمحبة.
لقاء الأربعاء الماضي كان مزدحماً بالحضور والنقاش والإلفة والمحبة، فهذا الجمهور الذي عبرعن متابعته ولهفته هو جمهور قارىء وبامتياز، فبرغم القهر وصعوبة النقل ازدحم المكان، وكانت لبعض الحضور لفتة جميلة كالتي قام بها الياس بريمو شقيق الراحل الكبير حسام بريمو بتقديم الشموع للدكتورة ناديا.
كان الحوار دافئاً ومتدفقاً عكس متابعة القراء لأعمال الكاتبة بتفاصيلها واختلاف عناوينها، وإن كانت العناوين الأبرز الحاضرة هي المقاومة وفلسطين ومناهضة الاستبداد والحروب ودمشق القديمة والدفاع عن غوطتها وبساتينها.
جردةُ حسابٍ
تحدثت خوست مع جمهورها، فقالت في اللقاء كنت في امتحان، فالمهنة التي اخترناها لا تفترض فقط أن نعبّر عن العواطف والعلاقات الإنسانية التي تمتع القارئ، وهو يقلّب الشهادات على الزمن، بل أن نكون «العرضحلج» الذي يصوغ شكاوى الناس اليومية، وطلباتهم من السلطة السياسية والتنفيذية.
لكن نهج اللقاء أمس، جعله مثل جرد الحساب الذي تعتمده المؤسسات في آخر السنة لتتبيّن ما وفّرته وما أنفقته، أو ما حققته وما عجزت عنه، وكأنه وضعني أمام لحظةٍ يواجه فيها الإنسان المسافة بين مشروعه والواقع، لكن سهّل علي ذلك مدير اللقاء، الإعلامي ملهم الصالح، لأنه تجول في ماض خُيّل إلي أنه أصبح بعيداً، وكوّم بعض كتبي المنشورة قربه، ونظّم التفاتات الباحثين والحاضرين إليها.
كان اتفاقنا أن نبحث كتابي «موسكو، أطياف ذكريات»، لأنه يتصل بواقع حيّ، ويلمس اتصال الصراع المركزي في منطقتنا، منذ بدايته، بوضع مراكز القوى في الاتحاد السوفييتي.. لكن، كما تُعدّ لنا المفاجآت بباقة ورد في ذكرى نسيناها، أُعدّ ذلك اللقاء الأدبي بمناسبة 45 سنة على عضويتي في اتحاد الكتاب، أرعشني الرقم، كما يرعش أن يفاجئك ضوء القمر في ليلة أرق.. لولا أن هذا ليس فقط للحفاوة، بل أيضاً لجرد الحساب.
الدأبُ والمتابعة والثبات
تتحدث خوست عن البحث في المذكرات التاريخية والدراسات والدوريات القديمة في مكتبة الأسد، عن جذور الصراع المركزي في منطقتنا، والتجول في أحداث بلاد الشام، ومتابعة الطليعة الوطنية في أجيال القرن العشرين وعرضها بروايات، نشرت خلالها مجموعات قصصية وأبحاثاً ومقالات كاستراحات قصيرة.. كانت الحرب على سورية منعطفاً في حياتنا العامة، كانت قاسية موجعة، فتقول: تعودنا نحن السوريين، أن نسند الموجوعين ونستقبل اللاجئين، لا أن نلجأ ونطلب العون. آمنّا بأننا قلب العروبة النابض، ولم يخطر لنا أن تستخدم الحرب عليناً عرباً ومسلمين، ويسدد تكلفتها مال عربي.. كانت الحرب، لي أيضاً، منعطفاً أثمر كتاب «أوراق من سنوات الحرب على سورية» الذي نشر سنة 2014. وقد فرضت الظروف أداءه الفني. فعرضُ المعلومات عن تلك الحرب وعرض أوجاع السوريين، والانحطاط حتى التجارة بأعضائهم البشرية ونسائهم وآثارهم، لا يؤديها غير المسرحيات. ورأيت نشر تلك الكتب من دون مساعدة مؤسسات، كي أؤكد أن الدفاع عن الدولة السورية ليس تنفيذ طلب، بل هو اختياري. وكان ذلك في تلك اللحظة ضرورة.. وكتاب «الحرب المفتوحة» صيغ في ظروف أخرى، ونشرته الهيئة العامة السورية للكتاب، لأن قيادة اتحاد الكتاب وقتذاك كانت تجري في نهج آخر، فرفضت نشره.
تؤكد الكاتبة أصالتها فتقول: تتصل روايتي «في الحرب والسلام»، التي يفترض أنها الآن في مطابع الهيئة العامة للكتاب، بهذا المسار، وتوجز حياة جيل سوري عاش أنواع الحروب الخفية والعلنية على الوطن. وتؤكد أنها، سددت بعض دين اتحاد الكتاب، المنظمة العزيزة التي عرفتها منذ كانت صغيرة وفقيرة حتى أصبحت وارفة وغنية. فخلال الدورات التي كانت فيها عضواً في المجلس، شاركت في المهمات التي يحملها الكتاب.. مكانة المنظمة في الدفاع عن الهوية المعمارية واستنقاذ المدينة القديمة وبعض المناطق الخضراء، واختراق حصار العراق، وزيارة الجنوب اللبناني حفاوة بالتحرير، والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتأكيد النهج السوري في رفض توطين الفلسطينيين، وحماية حق العودة.
شارك في قراءة نقدية لأدب ناديا خوست كل من الدكتور راتب سكر، والكاتبة مريم خيربك، والدكتورة ريما دياب، والإعلامية ميساء نعامة، وبعدها جرى حوار مفتوح مع الأديبة خوست بحضور حشد من الكتاب والأدباء والشعراء والإعلاميين، استعرض خلاله تنوع الثقافات في أدب ناديا خوست ومؤلفاتها من كتب وروايات، وما شكّلته الحرب الظالمة على سورية من منعطف في المنجز الثقافي والفكري.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص (وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه سورية تترأس اجتماع الدورة السادسة للمجلس العربي للسكان والتنمية في القاهرة الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان