رشيد عساف لـ”تشرين”: الكاتبُ السوريُّ حقه مهضومٌ ويجب دعمُه
تشرين -نور قاسم:
يعاني كتّاب الدراما السورية من الأجور التي لا ترتقي إلى مستوى الفن الأدبي الدرامي، وتالياً انخفاض الحماسة لدى بعض الكتّاب نظراً لعدم إعطائهم حقوقهم ناهيك بالتغيير في مجرى أحداث نصوصهم من دون الرجوع إليهم في بعض الأحيان .
النجم السوري رشيد عساف قال في تصريح خاص لصحيفة «تشرين» إن الكاتب السوري حقه مهضوم، ويجب دعمه، ولاسيما الجدد منهم الذين يتمتعون بالحس الكتابي الرائع، فينبغي الحرص على وجودهم من خلال رفع أجورهم على نحوٍ يليق بهم وبمهنتهم .
وأشار عساف إلى أن أجر النص الجيد يجب أن يكون مختلفاً عن سواه من النصوص لتشجيع الكاتب ذي الموهبة الخلاقة على الإنتاج أكثر .
ولفت عساف إلى أن اشتراك أكثر من كاتب في العمل يمكن أن يُغني ويثري الأحداث في العمل من خلال الرؤية الدرامية الخاصة بكل مؤلف منهم، وأيضاً بأجور جيدة لكل شخص من هؤلاء الكتّاب.
وأوضح عساف أن المشكلة أحياناً أن بعض الكتّاب يضعون خلاصة نتاجهم في عمل أو عملين، ومن ثم يمكن أن تضمحل المخيلة نوعاً ما، ولكن عند وجود ورشة للكتابة لعمل معين تصبح الأفكار أغنى وأوفر أثناء نقاش مجموعة من الكتّاب بعضهم مع بعض .
ووصف الكاتب بالمبدع ، فكما الممثل لديه إبداعه، أيضاً الكاتب له إبداعه الخاص الذي يضيف إلى الممثل إبداعاً إضافياً.
ورداً على سؤال «تشرين» عن لجوء بعض الفنانين أو المخرجين للتغيير في النص قال الفنان عساف إن على المخرج التحاور مع الكاتب في وجهة نظره للتعديل ببعض الخطوط لرؤية وجهة نظر الكاتب، فإذا أقنع أحدهما الآخر يتم اعتماد التعديل أو الوصول إلى صيغة مشتركة بتعديل خط معين في أحد الأحداث.
وأشار عساف إلى أنه ضد انعدام التواصل مع الكاتب والتغيير في أي شيء من دون علمه، ففي النهاية اسم مؤلف العمل سيُطرَح على الشاشة، ولن يتم وضع العمل من إعداد سيناريو المخرج، وإذا عبّر الجمهور عن امتعاضه من سير الأحداث فسيلوم كاتب العمل، وليس مخرجه في نهاية المطاف، فحينها سيصرح الكاتب أن المخرج هو مَن غيّر في الأحداث، وليست كما كان من المفترَض أن تكون، وتالياً نشوب الخلافات بينهما.
وبيّن عساف أنه أحياناً يتواصل بنفسه مع كاتب العمل لسؤاله عن إمكانية التغيير بشيءٍ معين في أحد المشاهد تقديراً لجهوده.
وأشار عساف إلى أنه يمكن أن يضيف بعض الأمور البسيطة التي تخلق نوعاً من الحياة للشخصية فقط، ولكن ليس العبث بالحوار.
أما الفنان جوان خضر فقال لـ«تشرين» «إن النص الورقي لا يكفيني، فكلما قرأت أي نص أشعر بأنني أريد إضافة شيء ما على الشخصية، فإلى الآن لم أعمل في أي شخصية إلا وتدخلت فيها، ويتم هذا الأمر بالشراكة مع مخرج العمل».. وعدّ خضر أنه ما دام النص أصبح في يد شركة الإنتاج، تصبح صلاحيات الكاتب أقل.. وأشار إلى أن التغيير في النص أو القص منه ليس من صلاحيات الممثل، فالممثل لا يستطيع التغيير في الأحداث لأن الحكاية مرتبط بعضها ببعض، فإذا غير الممثل حدثاً لديه فسيؤثر في بقية الشخصيات بالضرورة، وهكذا تتم كتابة المسلسل مرة أُخرى، وهذا غير وارد حسب قوله، ولكن يمكن إضافة بعض الإكسسوارات إلى الشخصية لإغنائها، وطرح مثالاً على ذلك أنه افتراضاً في إحدى المرات لعب شخصية وصفها المؤلف بالكرم ، فيمكن أن تكون الإضافة أن هذا الشخص كل يوم جمعة يوزع الطعام والنقود على عدد من الناس على سبيل المثال .
وأوضح خضر أن الشخصيات التي تُكتَب على الورق دائماً تكون أُحادية الجانب، أي إذا كانت قاسية فإنها تتسم طول الوقت بالقسوة، ولكن عندما يأتي ممثل ولديه بعد نظر فيعطي رأيه في أن الحياة لا توجد فيها شخصيات قاسية فقط، فيقترح أن يكون قاسياً ولكنه حنون مع زوجته أو قاسياً وكريماً، وبهذا يتم إغناء الشخصية أكثر مما كانت عليه حسب تعبيره.