سلوكيات لا نرضاها!

لا يعقل أن يصبح طبيعياً أو مألوفاً في محيطنا استمرار السكوت عن رؤية مشاهد تتكرر هنا وهناك لأطفال بسلوكيات غير مقبولة تنم عن انحدار في مستوى التربية وعدم التحلي بأي ضوابط اجتماعية.
جرى منذ فترة تركيب سلال صفراء لها شكل حضاري جميل ضمن أرصفة ملاصقة لحدائق ومدارس وطرقات رئيسة في مدينة درعا، تتيح للمارة رمي ما بحوزتهم من مخلفات ضمنها وذلك للإسهام في تحسين نظافة المدينة، لكن الغريب بعد فترة وجيزة ملاحظة بعضها وقد تم تخريبه أو انتزاعه من مكانه.
الأكثر إيلاماً أنه أثناء مرورنا عند المساء من جوار إحدى المدارس، رأينا ثلاثة أولاد يحاولون خلع ونزع إحدى تلك السلال فاندفع أحد الأصدقاء لمنعهم، لكن ما كان منهم إلّا إطلاق وابل من الشتائم تجاهه حتى تدخلنا جميعاً بالأمر وتمكنا بصعوبة من صرفهم عن ذلك.
الموقف يتكرر في الحدائق العامة، حيث يشاهد بعض الأولاد وهم يحاولون العبث بموجوداتها من مقاعد وألعاب ومرج أو قيامهم برمي مصابيح إنارتها بالحجارة وكأنهم في تنافس على من يسبق لكسرها، وعند تدخل أحد الغيورين تجد أولئك الأولاد ينتفضون ويردون بطريقة غير لائقة وخالية من أي اعتبار لكبر سن محدثهم.
وكثيراً ما تطرق أسماعنا ألفاظ نابية منافية للحشمة في بعض الأماكن العامة بين أولاد يتشاجرون أو يتمازحون، وبعضهم يطلقها وهو يتباهى غير آبه بأن بين المارة نساء وفتيات بل منهم من يتقصد التلفظ بها على مسامعهن بوقاحة غير معهودة.
وفي المدرسة هناك حالات طالما تحدثنا عنها توصف عدوانية مفرطة لدى بعض التلاميذ أو الطلاب تجاه أقرانهم، وكثيراً ما ترد شكاوى من الأهل تجاه اعتداء أولئك المتنمرين على أبنائهم.
لا شك في أن سنوات الحرب العجاف التي مررنا بها خلّفت الكثير من السلوكيات السلبية لدى الأبناء، حيث غدا بعضهم لا يقيم اعتباراً أو احتراماً للآخرين حتى لو كانوا كباراً في السن، ولا يعير اهتماماً لتوجيهاتهم ،ولم يعد بتفكيرهم شيء اسمه عيب أو حرام، وخاصة في ظل تراجع دور الأهل بتقويمهم بل تشجيع بعضهم الأبناء على العدوانية وحساب ذلك على باب الشطارة أو البطولة.
إن اجتثاث المفاهيم الخاطئة والنزعة العدوانية التي اكتسبها بعض الأبناء خلال سنوات الحرب، يحتاج صحوة مسؤولة من الأهل وإدراك كبر حجم المشكلة والعمل بالتنسيق الوثيق مع المدرسة على نبذها، وتكريس القيم السليمة من تسامح واحترام وفعل الخير بعيداً عن الإيذاء والتخريب، لما فيه مصلحة أبنائهم ومصلحة المجتمع كلل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار