أين بات مفعول علامة السلوك في مدارسنا؟.. مديرة الإشراف التربوي تضعها في عهدة معلم الصف.. مرسّبة أحياناً

تشرين – دينا عبد:
لا يمكننا بأي حال من الأحوال نكران أن المدرسة تلعب دوراً محورياً وأساسياً في تقويم سلوك الطلاب وتصحيحه، فهي تشارك بدور فعال في تنشئة الأجيال القادرة على الإبداع والتميز لبناء مجتمع فاعل ومؤثر في شتى المجالات.
فالمدارس جميعها لا تخلو من وجود طلبة يتمتعون بأخلاق وسلوك جيد، وفي الوقت نفسه نجد أن هناك طلاباً يفتقدون تلك الصفات، لذلك فإن للمدرسة دوراً كبيراً وفعالاً في تقويم سلوك طلابها، حيث تقع على عاتقها مسؤوليات جسام في الإطار التربوي والحيوي.
في الاتجاه الصحيح
الطالبات والطلاب الذين التقيناهم أبدوا رضاهم عن تفعيل علامة السلوك في المدارس، وخاصة أن هناك طلاباً لا يردعهم أي عقاب، ولا يهابون المدير أو الموجّه، معتقدين أنهم أكبر من القوانين، وفي هذا السياق ترى يارا بدر (ثالث ثانوي علمي) أن هذه الخطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح لتسوية سلوك الطلبة في المدارس، وجعلهم يشعرون بمسؤولية أكبر لأداء واجباتهم وبشكل أكبر، من أجل تقيدهم بالقوانين، كالدخول والخروج من المدرسة وعدم الهروب منها، وعدم تكرار حالات الغياب، وحل الواجبات اليومية، وتحضير الطالب بشكل جيد لدروسه، ففي كل مدرسة ضوابط يتم من خلالها ضبط الطالب، ومثل هذه الأنظمة تساعد كثيراً في اهتمام الأهالي بشكل أكبر لمتابعة أولادهم في دروسهم.
الحل الأمثل
أما الموجهة بشرى فبينت أنه في ظل منع المدرس من ضرب الطالب، فإن علامة السلوك تعدّ الحل الأمثل لمعاقبة الطالب على تصرفه السيئ، ما يشكل إحساساً بالمسؤولية لدى الكثير من الطلاب، ويجعلهم يحترمون معلميهم وزملاءهم في المدرسة وخارجها.
مشيرة إلى أن سلوك الطالب نابع من البيئة التي نشأ فيها، وعلامة السلوك تكون رادعة، ولكن ليس بشكل مثالي، وذلك لأن تربية الأسرة هي المحور الأساس في تنشئة الطفل منذ صغره، فهو يقضي وقتاً أطول مع أسرته وليس في المدرسة كما يعتقد البعض، ما يعني أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأسرة في تربية أبنائها.
فيما ترى آلاء (معلمة مصادر) أن هناك من لا يهتم بعلامة السلوك، وبالتالي يبقى الطالب بسلوك سيئ، فعدم اهتمام الأسرة بسلوك أبنائها وانشغالها في أمور الحياة سينعكس سلباً على سلوكه وتحصيله الدراسي.
علامة مرسبة
مديرة الإشراف التربوي في وزارة التربية إناس ميه بينت أن من يضع علامة السلوك هو معلم الصف في الحلقة الأولى والثانية، وفي مرحلة التعليم الثانوي توضع من خلال متوسط يقدرها الموجه الإداري، وكل مدرس يقوم بتدريس الطالب في مختلف المواد، وتكون المحصلة النهائية لدرجة السلوك متوسط الدرجة للفصلين معاً، مشيرة إلى أن علامة السلوك تلعب دوراً في نجاح ورسوب الطلاب، لأن الرسوب في مادة السلوك هو رسوب في العام الدراسي بالكامل.
وفي حال رسوبه يعرض وضعه على مجلس المدرسين لدراسته واقتراح المناسب بالأغلبية، فإذا كان قرار مجلس المدرسين تثبيت درجة السلوك والرسوب فيها، يعد قرار مجلس المدرسين نافذاً بعد تصديقه من مدير التربية.
وعن الفرق بينها وبين درجة أعمال الطالب بينت مديرة الإشراف أن درجة أعمال الطالب هي مجموع درجات الشفهي والوظائف وأوراق العمل، والنشاطات والمبادرات ومذاكرة الفصل، أما درجة السلوك فهي تقيس مدى التزام التلميذ أو الطالب بالأنظمة والقوانين في المدرسة.
هذا وكانت وزارة التربية قد أصدرت تعميماً يقضي بتفعيل علامات السلوك لضبط بعض السلوكيات السلبية، بعد مشكلات شهدتها بعض المدارس في الآونة الأخيرة.
تعليمات الوزارة
فقد طلبت الوزارة في تعميمها من المدارس التابعة لمديرياتها في مختلف المحافظات التقيد بالآتي:
اتباع الأساليب التربوية المناسبة في التعامل مع المتعلمين، وتطبيق النظام الداخلي لناحية تفعيل علامة السلوك لضبط بعض السلوكيات السلبية.
والحرص على استخدام ألفاظ تربوية مناسبة من قبل الأطر الإدارية والتدريسية، وذلك لأنهم يشكلون القدوة والمثل الأعلى للأبناء المتعلمين.
إضافة للتأكيد على نشر ثقافة الحفاظ على المبنى المدرسي والأثاث والنظافة العامة وتحويلها إلى سلوك، وعدم مطالبتهم بالقيام بأعمال التنظيف في المدرسة.
والتشديد على الموجهين التربويين والاختصاصيين وإدارات المدارس بعدم توجيه التنبيه للمعلمين أو المدرسين أمام المتعلمين، حرصاً على صورة المعلم القدوة والمثل الأعلى.
تفعيل الأنشطة المدرسية الفعالة لتكوين شخصية المتعلّم وجعله في موقف المشارك الإيجابي، وتعويده على التفكير والاكتشاف وتشجيعه على المناقشة، والحوار الهادف والتفاعل الإيجابي مع زملائه ومعلميه.
وأخيراً: تفعيل علامة السلوك أدى لخلق حالة من التفاعل مع أولياء الأمور الذين بادروا للتواصل مع الإدارة والمدرسين للمساعدة في ضبط أبنائهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
المنجد يبحث مع فارغاس يوسا علاقات التعاون في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك السفير علي أحمد: «لجنة التحقيق المعنية بسورية» منفصلة عن الواقع.. ومزاعم الحرص على حقوق الإنسان لا يمكن أن تتسق مع استمرار الاستغلال الفاضح لقضايا نبيلة لتهديد مصائر شعوب بأكملها قانون إعلام جديد يلبي طموحات الإعلاميين في سورية... وزير الإعلام يعلن من اللاذقية أفقاً رحباً للشراكات البناءة السفير آلا: تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية لتأمين عودة النازحين الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الصين تجدد مطالبة الولايات المتحدة بوقف نهب موارد سورية وإنهاء وجودها العسكري فيها «ناتو» والعناوين المستترة في قمته المقبلة.. ظل ترامب يُخيم.. غزة ولبنان يتقدمان.. وأوكرانيا حاضر غائب الصحة العالمية: تأثير سلبي يشمل فرص التعليم والعمل..العزلة الاجتماعية تزيد خطر الوفاة 32% "التجارة الداخلية" تشكّل  لجنة لإعادة دراسة تكاليف المواد والسلع الأساسية على أرض الواقع مجموعة سفن حربية روسية تصل إلى سواحل فنزويلا في مهمة سلام