اختراق في علاج سرطان الدماغ

تشرين:

يعد سرطان الدماغ أحد أكثر أشكال المرض فتكاً، لأن العلاجات الحالية ليست موجهة بما يكفي لمهاجمة الورم من دون قتل الخلايا العصبية السليمة، كما يواجه العلاج الكيميائي أيضاً صعوبة في اختراق الدماغ بسبب نظام الدفاع الطبيعي، المعروف باسم الحاجز الدموي الدماغي.
وفي اختراق محتمل، طوّر فريق من العلماء في جامعة كولومبيا غرسة دماغية، وهي جهاز يمكنه تقديم العلاج الكيميائي مباشرة لأورام الدماغ من دون آثار جانبية.
وتم اختبار الجهاز على خمسة مرضى يعانون الورم الأرومي الدبقي، وهو أحد أكثر أشكال سرطان الدماغ فتكاً، ولم يعانِ المشاركون أي آثار جانبية، ولم يتمكنوا من معرفة متى كانت المضخة تطلق الدواء، ومتى تم إيقاف تشغيلها؟.
وقال الدكتور جيفري بروس، طبيب الأعصاب في جامعة كولومبيا الذي قاد الدراسة: هذا النهج الجديد لديه القدرة على تغيير العلاج لمرضى سرطان الدماغ، حيث تظل توقعات البقاء على قيد الحياة سيئة جداً، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الاختبارات على المرضى، الذين يعانون أوراماً في مرحلة مبكرة، ومع أنواع مختلفة من العلاج الكيميائي، لافتاً إلى أن توصيل الدواء بهذه الطريقة جعله أقوى 1000 مرة من العلاجات الكيميائية التقليدية.
وعمل العلماء على تطوير جهاز سرطان قابل للزرع منذ سنوات، وقال الدكتور بروس: إن فريقه طوّر سابقاً مضخة يمكن توصيلها بالورم من خلال الجمجمة من خارج الجسم، ونظراً لأن المضخة تحتوي على أجزاء خارجية، فغالباً ما يعاني المرضى من عدوى في غضون أيام، ويحتاجون إلى دخول المستشفى في أثناء تلقي الدواء.
وبدلاً من ذلك، عمل الفريق على تطوير غرسة بأجزاء داخلية بالكامل لا تحتاج إلى استبدال.
والجهاز الذي تم تطويره حديثاً، وهو بحجم بطاقة الائتمان، يتم وضعه في البطن، ثم يتم توصيله بقسطرة تحت الجلد تربطه مباشرة بأنسجة ورم الدماغ، ويتم وضع نهاية القسطرة بين الورم والشق الذي يقوم به الجراح للمساعدة في إزالته لاحقاً، ثم يقوم ببطء بإيصال الدواء مباشرة إلى الورم.
وأوضح الدكتور بروس أنه إذا قمت بضخ الدواء ببطء شديد، حرفياً عدة قطرات في الساعة، فإنه يخترق أنسجة المخ، حيث إن تركيز الدواء الذي ينتهي به المطاف في الدماغ أكبر 1000 مرة من أي شيء يحتمل أن تحصل عليه عن طريق الحقن الوريدي أو عن طريق الفم.
وتم اختبار الجهاز لأول مرة على الحيوانات، قبل الحصول على الضوء الأخضر للتجارب البشرية، ثم أجريت الاختبارات على خمسة مرضى للتجربة الأولى، تراوحت أعمار أربعة منهم بين 51 و61 عاماً، كان أحدهم يبلغ من العمر 34 عاماَ، وكان على كل منهم اجتياز اختبار لتحديد أن حالة السرطان لديهم مستقرة.
وتم زرع المضخة المملوءة بالتوبوتيكان داخل أدمغة جميع المرضى، وأشار بروس إلى أنه يمكن للمضخة أن تبقى في مكانها فترة طويلة من الزمن، لذلك يمكننا إعطاء جرعات أعلى من العلاج الكيميائي مباشرة إلى الدماغ من دون التسبب في الآثار الجانبية، التي نتعرض لها من خلال العلاج الكيميائي عن طريق الفم أو الوريد.
وتلقى كل مريض العلاج لمدة أربعة أسابيع، ولمدة يومين تم وضع 200 ميكروليتر مباشرة على الورم، ثم كانت هناك خمسة أيام بينهما من دون دواء، وبعد شهر تمت إزالة الجهاز من المرضى، واستخرج الباحثون عينة من أنسجة الورم، ووجدوا أن تكاثر الخلايا السرطانية انخفض بشكل كبير عند كل مريض.
كما أدى العلاج إلى تشبع الأورام بالأدوية، ما يدل على فاعلية العلاج، ولم يعانِ المرضى من أي آثار جانبية سلبية كبيرة من المضخة نفسها، ما يمنح الباحثين الأمل بأنها آمنة للاستخدام.
ويخطط الفريق بالفعل لإجراء دراسات مستقبلية للتحقق مما إذا كان بإمكانه تحسين بقاء مرضى الورم الأرومي الدبقي على قيد الحياة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية وروسيا تحييان الذكرى الثمانين لإقامة علاقتهما الديبلوماسية في أمسية موسيقية بدار الأسد بدمشق الرئيس الأمريكي جو بايدن يتنحى عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة تستهدف ٢٧٣٦٦٤ طفلاً.. انطلاق الحملة الوطنية الشاملة للقاح الأطفال في حماة سورية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالآثار القانونية الناشئة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الجلسة الختامية للبرلمان العربي للطفل… الأمين العام يقدم الدروع التذكارية وبطاقة شكر للوفد السوري المشارك مادورو: انتخابات الرئاسة المقبلة ستحدد مستقبل فنزويلا قضية الإعاقة جزء من السياسة الوطنية للدولة تجاه المواطنين.. الوزير المنجد: المرسوم رقم 19يطور البيئة المؤسساتية المسؤولة عن ملف الإعاقة  135 ألف طفل مستهدف بالجولة الثانية لحملة اللقاح في حمص الوزير ابراهيم يبحث مع القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السودانية بدمشق علاقات التعاون العلمي والبحثي إذا كبر ابنك "خاويه" وإن كبر أبوك عليك أن ترعاه