كانت ملء الإذاعات يوماً ما.. لماذا غابت أغنيةُ الأسرة؟!

د.رحيم هادي الشمخي

ما بال أغنية الأسرة التي كانت تملأ الأسماع في خمسينيات وستينيات القرن الماضي قد اندثرت تماماً، فما سبب ذلك، أهي أزمة موسيقا أم أزمة كلمات، أم أزمة أداء، أم أزمة تمويل؟.

والحقيقة يمكن أن نقولها بصراحة: إن هناك عوامل عدة ساعدت على نهضة الأغنية الأسرية وانتشارها، فمن ناحية كان المجتمع العربي أكثر استقراراً مما هو عليه الآن، كان الصبية يرجعون إلى منازلهم فيجدون أباهم وأمهم في انتظارهم، كانوا يحتضن بعضهم بعضاً، الصغار يبذلون التوقير، والكبار يبذلون الرفق، ومشاربهم فيها متقاربة والتزاور بين أفراد العائلة يحدث دفئاً معنوياً، كانت الأسرة مترابطة أشد الترابط، وفي مناخ كهذا يصبح لهذا النوع من الأغاني ما يبرره.

أما الآن، فقد تفرقت السبل، وتشعبت مشكلات الحياة، وأصبح كل فرد قانعاً بأن ينغلق على ذاته بما فيها من أفراح وأتراح، كما أن التلفزيون ساعد على تفتيت الأسرة، نظراً لتقديمه المسرحيات والأفلام المغناة، لكن الإذاعات العربية استطاعت أن تموّن أغنيات الأسرة في الكلمات والتلحين، وقد برزت أغان كثيرة في مجال الأسرة أشهرها «ست الحبايب» التي غنّتها فايزة أحمد، وأغنية «أكثر ثلاثة بحبهم، ابني وبنتى وأمهم» لـ اسماعيل شبانه، وأغنية «وحياة ابنك وحياة ابني ارجع وإن شاء الله تعذبني» للفنانة نجاة، و«يا حبيب قلبي يا ابني يا ضنايا» للفنانة شريفة فاضل، وأغنية «يا ابنى الدهر هدني» للفنان سعدي الحلمي، وأغنية «أسعد ومحمد وحسين وبشرى وعدوية» للفنانة العراقية مائدة نزهت، وغيرها من أغاني الأسرة العربية.

في الآونة الأخيرة يرى المستمع والمشاهد العربي أن دور أغنية الأسرة قد تقلّص بسبب هجرة بعض كتّاب هذه الأغنية الأسرية وعدم اهتمام الدولة في العالم العربي بهذا النوع من الفن الأصيل، ما جعل الشوق إلى هذه الأغاني يتذكّره كل المحبين لها، ومن هنا يجب وضع حلول فنية بدعوة أكثر كتّاب أغنية الأسرة في البلدان العربية وتقديم الدعم غير المحدود لهم مادياً ومعنوياً، وقيام مؤسسات الدولة بتوفير أماكن خاصة في كل مؤسسة بإجراء مسابقة لكتابة أغنية الأسرة التي تهدف إلى زرع روح المحبة والتعاون والألفة والمحبة، ونبذ الكراهية التي زرعتها بؤر الشعبوية الوافدة لتخريب المجتمعات العربية، وشد أزر الأسرة العربية وربط ماضيها بالحاضر، لكي تسعد الأطفال، وتسير بهم نحو مستقبل أفضل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية وروسيا تحييان الذكرى الثمانين لإقامة علاقتهما الديبلوماسية في أمسية موسيقية بدار الأسد بدمشق الرئيس الأمريكي جو بايدن يتنحى عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة تستهدف ٢٧٣٦٦٤ طفلاً.. انطلاق الحملة الوطنية الشاملة للقاح الأطفال في حماة سورية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالآثار القانونية الناشئة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الجلسة الختامية للبرلمان العربي للطفل… الأمين العام يقدم الدروع التذكارية وبطاقة شكر للوفد السوري المشارك مادورو: انتخابات الرئاسة المقبلة ستحدد مستقبل فنزويلا قضية الإعاقة جزء من السياسة الوطنية للدولة تجاه المواطنين.. الوزير المنجد: المرسوم رقم 19يطور البيئة المؤسساتية المسؤولة عن ملف الإعاقة  135 ألف طفل مستهدف بالجولة الثانية لحملة اللقاح في حمص الوزير ابراهيم يبحث مع القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السودانية بدمشق علاقات التعاون العلمي والبحثي إذا كبر ابنك "خاويه" وإن كبر أبوك عليك أن ترعاه