«حبةُ قمح تصبحُ بيدراً»…مشروع تطوعي خاص بالبيئة
تشرين – جنى طحطح:
انطلاقاً من خير هذه المقولة، مجموعة من الشبان في محافظة السويداء قرروا خلق مشروع تطوعي خاص بالبيئة، وهي منظمة “جسور خضراء” منظمة غير ربحية للعناية بالبيئة والطبيعة انطلاقاً من الضرر الذي ألمّ بالبيئة، الضرر الذي أصبح واقعاً مريراً على محبي البيئة هؤلاء… وبخططٍ مدروسة بإتقان كانت بدايتهم في “سد الروم” بمساندة أشخاص وجماعات فعّالة هبّوا لإعادة تشجيره منذ بداية الموسم، وبتنسيقٍ جماعي توزعت المهام على الأفراد المساهمة في المشروع، جهةٌ تكفّلت بحفر الأبياش، ومجموعةٌ أخرى تكفلت بتأمين النقل للناس، بالإضافة إلى تأمين المعدات المطلوبة، والفئة الأكبر تكفلت بحماية المنطقة والغراس من التخريب والرعي بعد الزراعة، وهذا ما صرّح به الشاب (ورد غرز الدين)، وهو من الأعضاء المؤسسين في المنظمة الذي يشرف على العمل ويقدم جهوده دائماً.
أما كمجموعة متكاملة تعمل على وضع خطة التنفيذ من حيث أماكن الغراس وتوزعها في حرم السد وأنواع الأشجار التي ستزرع، وفقاً لدراسات علمية واستشارات خبراء واختصاصيين في مجال الزراعة الحراجية، وهذا ما أكدته مديرية الزراعة في السويداء أنها ستقدم مجموعة من الغراس المنتجة بالمشاتل الحراجية (مشتل العين ومشتل نمرة شهبا)، بالإضافة إلى آليات الحفر والسقاية للغراس بعد الزراعة ضمن الإمكانات المتاحة.
وكما صرح المهندس الزراعي “عمر الحلبي” بأن الأشجار التي سنقوم بزراعتها سيتم التركيز على الأنواع الحراجية المتأصلة، وبنت البيئة الطبيعة والتي شارفت على الزوال من مناطقنا مثل (السنديان بأنواعه، القيقب الحرموني، السماق، اللوز المر، البطم الأطلسي، الزعرور، الميس) وذلك للحفاظ على التنوع الحيوي بالمنطقة، ولكون هذه الأشجار مرنة بيئياً لمنطقة جبل العرب ومقاومة لظروفه القاسية بالإضافة لأشجار المخروطيات التي ستتم زراعتها لمنظرها الجمالي لكل موقع، لأن الأشجار المخروطية مثل (السرو والصنوبر) توجد في أوراقها مواد قلوية تحد من انتشار الغطاء العشبي تحت هذه الأشجار وهذا ما يفسر عدم مشاهدة كثافة في الغطاء العشبي تحت الأشجار المخروطية على عكس الأشجار المنتشرة طبيعياً والتي تغني تربة الغابة بالمادة العضوية المفيدة والغنية بالمواد الغذائية نتيجة تساقط أوراقها وتحللها (الفرشة الغابية)
وهذا ما يسعى إليه مشروع جسور خضراء بأيدي شباب المستقبل لكي نستثمر كل قدراتنا في خدمة مجتمعنا لأنه بحاجة لكل عضوٍ مساهم وفعّال.
وأكثر ما يهمنا اليوم هو الاستمرار بهذه الحملات، بالإضافة إلى الدعم مادياً ومعنوياً والتشجيع دائماً لكيلا نقف فقط عند مشروع السد، لأن استعادة الغطاء النباتي المنكوب يتطلب منّا أن نعطي ونقدم المزيد والمزيد، فقد حملتنا هذه الأرض وآوتنا منذ آلاف السنين، وها نحن نرد بعضاً قليلاً مما لها علينا.