حلم.. صعب المنال!

لا نريد الحديث عن الأزمة الحالية وانعكاساتها السلبية على الواقع بأبعاده المختلفة, ولا حتى ما فعلته حرب السنوات السابقة , بقدر ما نريد التذكير بمفاهيم جديدة أدخلتها لمجتمعنا شكّلت في حالتها الكلية مجموعة الضغوط النفسية والاجتماعية على المواطن والدولة معاً , والخلاص منها أمر محتوم لابدّ أنه آتٍ.. وهذه حقيقة من المسلّمات , لكن حتى يكون ذلك ثمة قضايا مهمة ينبغي التعامل معها بجدية , وخاصة لما تحمله أسواقنا المحلية من مشكلات خطيرة , مصدرها بعض التجار الفاسدين, ومن لفّ لفّهم من أهل الرقابة المتعيشين على استمرارية هذا الواقع , وخاصة أن أسواقنا (حبلى) بها منذ عقود , لم تستطع الولادة ولا حتى الخلاص منها, وخاصة ما يتعلق بمشكلات سلامة الغذاء وما يحدث في ميدانه من عمليات غش وتدليس وسرقة، وغير ذلك أكثر بكثير !
وما قلناه ليس بالجديد , فهو معروف بقدمه وثقافته الموروثة , لكن ما حدث خلال السنوات العشر الماضية ومازال يحدث أمر فاق كل التوقعات, و خاصة لجهة ما يحدث من تجاوزات ومخالفات وتعدٍّ على قوت المواطن بصورة يومية, لا بل على مدار الساعة ، لا يمكن تصديقه, وبالتالي خلو الأسواق من عمليات الغش أمر خطير جداً وغير منطقي عند أصحاب الفن وأهل الخبرة والاحتراف في السرقة وممارسة أفعال الغش والابتزاز..!
وأخطر ما في الأمر أن هذه الأمور أصبحت عادة و(ثقافة خاصة ) لدى الكثيرين من التجار وحرامية السوق، لا بل يحاولون إقناع الآخرين بأفعالهم من خلال نشر ثقافة مكونها الأساس مبررات ضغط الحاجة ومقومات المعيشة الصعبة, وتفادي سلبيات الحرب والعقوبات والحصار الاقتصادي, وكأنهم “حرامية السوق” هم وحدهم من يعاني والمواطن وحده من يعيش في بحبوحة حتى نبرر سرقته وغشه في مأكله وملبسه..؟!
وبالتالي؛ كل ما يحدث في أسواقنا اليوم من عمليات غش وسرقة يندرج ضمن ثقافة تبرير أفعال الكثير من التجار, ومن يقدم لهم الدعم من قبل ضعاف النفوس من الجهاز الرقابي أياً كان نوعه..!
وهنا لا أريد أن أتجاهل عمل الرقابة في ممارسة دورها في قمع المظاهر المخالفة بصورة يومية, ولكن ما تفعله هو القليل تجاه ما يحدث من أفعال وحالات غش وسرقة , فتضبط واحدة هنا , وهناك المئات بالجهات المقابلة, وهذه الحالة تفرض الكثير من الأسئلة تدور حول ماهية هؤلاء والرقابة التي تتعامل معهم بشكل يومي من دون إجراءات رادعة تقمع ثقافتهم وتبريراتهم في سرقة الدولة والمواطن ..؟!
لكن السؤال الأهم الذي يراود كل مواطن ويعيش لأجله: هل أصبح حلمنا في رؤية أسواقنا نظيفة من التجار الفاسدين والمتآمرين معهم من أهل الوظيفة صعب المنال ..؟! هذا ما ستكشفه قادمات الأيام..!
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
تسهل على الأطباء الكثير من العمليات.. تقنية للتحكم بعقل الإنسان عن بُعد طالب بتكثيف التواصل مع المواطنين المتضررين جراء الزلزال.. مجلس الوزراء يناقش مشروع الصك التشريعي حول إلغاء العمل بالبطاقة الأسرية والاستعاضة عنها بالبيان الأسري خلال لقائه لاكروا.. المقداد: ضرورة تدخل الأمم المتحدة لوقف ممارسات الاحتلال بحق أهلنا في الجولان المحتل قرن من العلاقات الاستراتيجية بين دمشق وموسكو مجلس عزاء بالسويداء على أرواح شهداء قرية مجدل شمس المرسوم رقم 19 ألزم الجهات العامة بدعم مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة السياسية على قدم المساواة مع الآخرين تحسباً لفوز ترامب.. بروكسل تعد استراتيجية بديلة للتجارة مع واشنطن الرئيس الأسد يهنئ الرئيس مادورو بفوزه في الانتخابات الرئاسية ويؤكد أهمية التعاون بين الدول مستقلة القرار والإرادة فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى كوادر ألعاب القوة تجتمع في نادي الشعلة.. والمسالمة يعد بتقديم الدعم