غزارة الإنتاج لم تكبح ارتفاع الأسعار.. مؤونة الشتاء ضيف ثقيل والأسر تشد الأحزمة!

درعا – عمار الصبح:

قدّر رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة بدرعا المهندس وائل الأحمد، إنتاجية محصول الباذنجان في المحافظة بحوالي 27900 طن، حيث بلغت المساحة المزروعة منه لهذا الموسم 370 هكتاراً، بينما الفليفلة 11250 طناً على مساحة مزروعة بلغت 250 هكتاراً.. وهاتان المادتان تتصدران اهتمامات المستهلك اليوم مع بداية موسم الإعداد لمونة الشتاء، وبيّن الأحمد أن هذه المحاصيل يتم طرحها في أسواق الهال بدرعا ودمشق بدءاً من شهر حزيران، حيث تتركز الزراعة في كل مناطق المحافظة ولاسيما المنطقة الغربية..

إلّا أن تدفق الإنتاج وكثافته لم تكبح جماح أسعار المادتين الآخذه بالارتفاع، إذ لا حديث هذه الأيام يعلو فوق حديث الارتفاعات المتتالية في أسعار السلع والمواد في الأسواق، بالتزامن مع بدء موسم المؤونة، الذي يبدو أنه سيحل ضيفاً ثقيلاً على كثير من الأسر هذا العام، وسط مؤشرات تشي بأن مؤونة الشتاء هذا العام من “المكدوس” وغيره من المواد ستكون على نطاق محدود وبكميات قليلة، مع تزامن موسم المؤونة مع مواسم إنفاق أخرى متتالية ليست أقل وطأة كموسم المدارس وفاتورة المحروقات القادمة.

وتشهد أسواق محافظة درعا هذه الأيام نشاطاً ملحوظاً على شراء مادتي الباذنجان والفليفلة لتجهيز “المكدوس” الذي يتربع على عرش أصناف المؤونة في المحافظة، ورغم ارتفاع تكاليفه هذا الموسم ظل “المكدوس” يحتفظ بمكانته لدى معظم الأسر باعتباره صمام أمان وقت الحاجة لا يمكن الاستغناء عنه.

إحدى السيدات أكدت في حديثها لـ”تشرين” أن تكاليف إعداد “المكدوس” ارتفعت أضعافاً عما كانت عليه في سنوات سابقة، ما دفع كثيرين إلى التحايل على الوضع من خلال تخفيض الكمية، لافتة إلى أنها في هذا الموسم تنوي شراء 25 كيلوغراماً من الباذنجان فقط في حين أن حاجتها الفعلية تزيد على 50 كيلوغراماً وهي الكمية التي اعتادت تجهيزها في مواسم سابقة.

بينما أشارت سيدة أخرى إلى أن ثمة طرقاً يمكن من خلالها التحايل على الأمر بعض الشيء بغية توفير النفقات من خلال تخفيض كميات الجوز المخصصة، أو الاستعاضة بزيت الذرة أو الصويا عن زيت الزيتون غالي الثمن للتخفيف ما أمكن من فاتورة التكاليف.

في حين حافظت أسعار الباذنجان والفليفلة على أسعارها قريبة من أسعار الموسم الماضي (كيلو الباذنجان 1000 ليرة، والفليفلة بـ2000) شهدت أسعار المواد الأخرى ارتفاعاً قياسياً فقد وصل سعر كيلو الجوز إلى 50 ألف ليرة، وليتر الزيت النباتي 14000 ليرة، والثوم 4000 ليرة.

وبحسبة بسيطة فإن كمية الـ25 كيلو التي تحدثت عنها السيدة تصل تكاليف تجهيزها إلى ما يزيد على 200 ألف ليرة، بتكلفة 8000 ليرة لكل كيلو من الباذنجان.

ولا يقتصر حديث شد الأحزمة في “المؤونة” هذا العام على “المكدوس” فقط، بل انسحب أيضاً على أصناف عديدة كالبرغل والبامياء والفول ورب البندورة والكشكة والملوخية وغيرها الكثير من الأصناف التي سجلت هذا الموسم ارتفاعاً في الأسعار جعلت من المتعذر على كثير من الأسر تحملها في ظل ظروف معيشية صعبة وتدني مستوى الدخل، ما دفعها للتصرف بما تبقى لديها من موارد لقاء تأمين وتجهيز «المونة»، إضافة إلى لجوء البعض لاتباع أسلوب الترشيد وضغط النفقات.

ويعد محصولا الباذنجان والفليفلة من المحاصيل الرئيسة التي بات مزارعو درعا يحرصون على زراعتها كل موسم وبكميات وفيرة تفيض عن حاجة المحافظة، حيث يتم توريد الفائض إلى سوق الهال المركزي بدمشق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار