مازال في ذاكرتنا..!

لم تترك الحرب الكونية على بلدنا قطاعاً اقتصادياً أو خدمياً إلّا وطالته، وأرخت بثقلها عليه ودمرت معظم مكوناته, وتركت فراغاً كبيراً في المضمون الأخلاقي والإنساني قبل ما هو عليه في الحالة الاقتصادية والاجتماعية ..!
ونحن لسنا بعيدين عن هذا التأثير كمواطنين وفئات اجتماعية على اختلافها وتنوعها, لكن التأثير الأكبر كان من نصيب قطاع كبير يمتد على كامل تراب الوطن وهو ليس محصوراً في محافظة دون الأخرى مع تجاهل كبير من الجهات المسؤولة سواء بقصد أو من دونه، والذي يكمن في قطاع الحِرف الصغيرة المنتشرة في الحارات الشعبية والأحياء ضمن ظروف خارجة عن القانون بفعل الأحداث وتداعيات الأزمة الحالية..!
وبطبيعة الحال لا نريد تحميل الأزمة الأسباب والمسببات بصورة كلية , أو نجعل منها شماعة نعلِّق عليها كل الأخطاء , وتحميلها مسؤولية تراجع هذا القطاع، النظامي منه أم المخالف, بقدر ما نحمّل الجهات المعنية مسؤولية ذلك، وفي مقدمتها وزارة الإدارة المحلية والبيئة وجهاتها التابعة لها في المحافظات التي تجاهلت أهمية هذا القطاع وتركه لتجاذبات السوق وابتزاز ضعاف النفوس من أهل الرقابة ومن سار في صفهم متجاهلين العناية والدراية في حالته الاقتصادية والاجتماعية ..!
الأمر الذي أدى لخروجِ مئات الآلاف من الأيدي العاملة، وفقدانِ آلاف الأسر مصدر قوتها اليومي على مرأى ومسمع تلك الجهات، وخلقِ جوٍّ مناسب لضعاف النفوس من أهل القطاع للعمل بظروف مخالفة وطرحِ منتجاتهم المخالفة للشروط الصنعية والأخلاقية في السوق تحت حجج مختلفة أهمها ضغط الحاجة .
هذه أهم مشكلة اعترضت ومازالت تعترض العمل المؤسساتي الممنهج , ووضع الحلول المناسبة التي تسمح بتنظيم قطاع اقتصادي مازال يعيش في مخيلة الجميع, ويدغدغ أحلامهم باعتباره قوة عمل داعمة للاقتصاد الوطني , ورافداً مهماً لسوق العمل, ومصدراً مهماً لتزويد الأسواق بحالة تنوع كبير من السلع والمنتجات , من دون أن ننسى حجم العمالة التي يستوعبها ويحقق لها الاستقرار الاجتماعي والمعيشي , لذا من الضرورة في كل الأمكنة والحسابات أن يتربع هذا القطاع عرش الاهتمام الحكومي إلى جانب الاهتمام بقطاع المشروعات الصغيرة لأنه يشكل النواة الأولى لولادة هذه المشروعات بما تحمله من هوية اقتصادية، أولى خطواتها الحِرف والمهن التي غابت عن ذاكرة الجميع , وضعف الاهتمام بها رغم حالة وجودها المتناثرة بين حي وآخر..!
وبالتالي البحث عن حلٍّ لا يحتاج كثير عناء , فقط علينا البحث في ذاكرة هذا القطاع لنحقق الانطلاقة الصحيحة نحو بناء حالة اقتصادية متميزة نحن في أمسّ الحاجة لها في أيامنا هذه ..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وفد سورية برئاسة المهندس عرنوس يصل طهران للمشاركة في مراسم تنصيب بزشكيان مجلس الشعب يدين الجريمة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهالي مجدل شمس مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين 2024 ينطلق في دمشق.. نحو "اقتصاد وطني قائم على المعرفة" و استدراك مدروس للفجوات  التنموية صندوق الأمم المتحدة للسكان يعلن استعداده لدعم القطاع الصحي في الحسكة مواجهات حاسمة في ختام بطولة زهرة الجولان للشطرنج المغربي مزراوي على أعتاب مان يوناتيد رؤساء ومسؤولون دوليون يهنئون مادورو بفوزه في الانتخابات الرئاسية لفنزويلا القيادة العامة للجيش: جهات مشبوهة تنشئ حسابات وهمية بأسماء كبار الضباط على منصات التواصل الاجتماعي المنطقة تكاد تستقر على وضعية واحدة «الرد والرد المقابل» وتبريد التصريحات لا يعني تبريد الأجواء.. الكيان يعود أدراجه باتجاه «هجوم» لا يستفز الجبهة اللبنانية الرئيس الأسد يهنئ الرئيس مادورو بفوزه في الانتخابات الرئاسية ويؤكد أهمية التعاون بين الدول مستقلة القرار والإرادة