ويبقى الحلم أجمل ..!؟

منذ عقود مضت، وبالتحديد مع بداية الفترة التي مارستُ فيها العمل الصحفي, وأنا أسمع , وأكتب عن الاهتمام الحكومي بالواقع العمالي, وتطوير القطاع العام, ومعالجة المعوقات وتقديم المبادرات وغير ذلك من قضايا كانت ومازالت تثير اهتمامي لأنها تتعلق بأمرين اثنين كلاهما أغلى من بعض (العمال, والقطاع العام) لما لهما من أهمية روحية وإنسانية واقتصادية لدى الجميع, والأزمة التي مرت بها بلدنا من حرب كونية, ومؤامرات وحصار اقتصادية وعقوبات ظالمة لتهديم كل مكونات الدولة بما فيها العمال وقطاعهم العام اللذان حملا عبء الأزمة, ومازالا.!

لكن حتى هذا التاريخ لم ألمس نتائجَ معقولة ترضي جبهتنا العمالية , ولا حتى معالجةً لمشكلات ترقى بأهميتها على مستوى وطن, ولا تغييرات في الواقع الإنتاجي تحمل اسم تغيير, أو تعديل ينهي مطالب هي أكثر من محقة تتكرر في كل اجتماع وعلى مدار عقود مضت من دون جدوى ..!؟

واليوم في قمة الهرم العمالي تعقد ورشة عمل تحمل درجة كبيرة من الأهمية الاقتصادية والإنسانية, وعنواناً يحمل أبعاداً أكثر من هامة على مستوى بلد يريد الخروج من أزمات فرضتها سنوات الحرب وتداعيات سلبية لها, تأثرت بها كل المكونات وخاصة الاجتماعية والاقتصادية منها, وعنوان الورشة اليوم يحمل حافزاً مهماً يعزز فرضيات جدية البحث عن الحلول ومعالجة السلبية, وتعزيز فرص الإيجابيات وخاصة ما يتعلق بتنظيم سوق العمل, والبحث في المحددات الجديدة, والتحديات التي تواجهه ..!

والسؤال الذي يطرح نفسه على بساط هذه الورشة, وهو على لسان كل عامل منتج وموظف إداري, ومواطن وغير ذلك: ما الجديد في هذه الورشة، فهي تحمل موضوعات متكررة , وعناوين عرضت في كثير من الورش السابقة من دون الوصول إلى نتائج مرضية ..!؟

لكنها في المجمل تحمل أهمية المتابعة, والإصرار على المعالجة رغم الظروف, والتذكير بما يجب فعله قياساً بالإمكانات المتوافرة , والبحث أيضاً في اختلالات سوق العمل, وتطوير البيئة التشريعية والقانونية بما يتماشى مع الجديد في عالم العمل, ومعالجة استغلال الأطفال في العمل, وتعزيز دور الحماية الاجتماعية وتأمين الاستقرار الوظيفي , والأهم البحث في كيفية تحسين المستوى المعيشي للعمالة على كافة جبهاتها والتي سقطت كل مداخيلها في حسابات ارتفاع الأسعار الوهمي, وحالة التضخم المفتعلة إلى حدٍّ ما ..!

والأهم أن عناوين الورشة في غاية الأهمية, لكن مخرجاتها هل تلبي ما نريد, وتحقيق كل ما يطمح له كل مواطن ..!

بطبيعة الحال يبقى كل ذلك حلماً في ظل هذه الظروف, والحلم يبقى جميلاً حتى لو لم يتحقق ..!؟

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
أكثر من 180 ألف طالب بين مكمّل ومحسّن يستعدون لتقديم امتحانات الدورة الثانية في 712 مركزاً امتحانياً بصمة إلكترونية بدل بطاقة التأمين الصحي.. مدير هيئة الإشراف على التأمين من حلب: تحد من الهدر والإحراج «زراعي الغاب» بانتظار نحو 85 مليار ليرة لاستكمال تسديد الحبوب المسوقة في مجاله استخدام الهاتف كوسيلة لتهدئة الأطفال يدمرهم على المدى الطويل ٥ مليارات ليرة الخطة الاستثمارية للشركات الإنشائية في الربع الأول من العام الحالي الحرارة إلى انخفاض وأمطار خفيفة متوقعة في المرتفعات الساحلية الخارجية الروسية: تصريحات زيلينسكي حول إنهاء النزاع مرتبطة بالانتخابات الأمريكية قبيل الانتخابات الرئاسية.. فنزويلا تعزز إجراءاتها الأمنية والرئيس ماورو: السلام سينتصر من بينها أزمة نقص الجنود.. تحدّيات خطرة تواجه الجيش البريطاني 120 ميغا إنتاجنا عبر الطاقات المتجددة ونهدف للوصول إلى 4000 ميغا عام 2030.. الوزير الزامل: ملتزمون بدعم الكهرباء المنزلية