«زراعي الغاب» بانتظار نحو 85 مليار ليرة لاستكمال تسديد الحبوب المسوقة في مجاله
حماة – محمد فرحة:
كم يشتهي مزارعونا أن يمضي موسم تسويقي زراعي للقمح بلا أي منغصات، رغم كل الوعود الذي يطلقها المعنيون قبل بدء كل موسم، وكثيراً ما راقت وتروق هذه التصريحات للمزارعين، فيزرعون ويغالون في الزراعة، وهذا شيء جميل، لكن عند استلام قيمة أقماحهم المسوقة للمصارف الزراعية تتوضح الصورة وتظهر الأمور على حقيقتها.
فليس من المعقول أن مزارعين سلّموا وسوقوا إنتاجهم من القمح إلى مؤسسة الحبوب منذ شهر ونصف الشهر وحتى الآن لم يتقاضوا ثمنه، بل لعل الخبر الذي نقله مدير مصرف زراعي السقيلبية أيمن أبو صفرا لـ”تشرين”، ومؤداه أنه اعتباراً من مطلع الشهر القادم ” آب”، سيبدأ المصرف الزراعي باسترداد الديون المترتبة على المزارعين للمصرف، وكل تأخير يترتب عليه فوائدها.
ففي لغة الأرقام، أوضح مدير المصرف الزراعي في السقيلبية في اتصال هاتفي معه أنه بانتظار ٨٤ ملياراً و٨٥٠ مليون ليرة لتسديدها قيمة للأقماح التي لم يتم تسديد قيمها لمستحقيها.
مضيفاً: إنه تم صرف ١٦٢ ملياراً و٣٥ مليون ليرة، وأنه يجري اليوم تسديد الأقماح المسوّقة حتى تاريخ ١١ / ٦، وهذا يعني أننا نحتاج إلى حوالي الشهر لانتهاء عملية تسديد قيمة الأقماح المسوقة.
وتطرق أبو صفرا إلى أنه كان سابقاً يتم خلال شهر، ثلاثين يوماً فعلياً، الانتهاء من العمل وتسديد قيمة المحصول المسوق كلها. لكن هذا العام وبعد مضي الثلاثين يوم عمل فعلياً، هناك حاجة إلى عمل ثلاثين يوماً إضافية، بسبب التأخير في التسديدات المالية المرسلة والمحولة إلى المصرف.
خاتماً حديثه بالأسف على أنه مع مطلع الشهر القادم ستبدأ استحقاقات المصرف المترتبة على المزارعين، وسيتم اقتطاعها وحسمها، وكل تأخير يترتب عليه فوائد، متسائلاً: ما ذنب هؤلاء المزارعين ؟
بالمختصر المفيد: نتساءل لماذا يضع المعنيون أنفسهم في هذا المأزق من خلال تصريحاتهم بأنه سيصار إلى صرف قيمة المحصول المسوق خلال ٤٨ ساعة وحال انتهاء المزارع من تسويق إنتاجه سيصار إلى إرسال التحويل من مؤسسة الحبوب إلى المصرف الزراعي حسب الجداول الاسمية ليصار إلى صرف مستحقاتها للمزارعين، لتأتي الأيام وتكشف أن الواقع على الأرض أتى خلافاً لكل ذلك.