عواقب الاعتداء على المحميات الطبيعية والرعوية يهدد موئل الكائنات الحية!
محمد فرحة:
لعل السؤال الذي يطرح نفسه عندما يتعلق الأمر بحرائق المحميات خاصة والغابات بشكل عام مؤداه: هل يحدث ذلك محض المصادفة… أم عن سابق الأصرار والتعمد؟؟ لطالما تشكل هذه المحميات الحصن الأول للدفاع عن زحف الجفاف واليابسة باتجاه الأراضي الأكثر استعمالاً للزراعة…؟!.
فضلا عن أن من يقوم بإشعال النار في هذه المحميات غالباً مايختار أجمل المواقع وأصعبها لإخماد الحرائق.
فكيف هو واقع المحميات الطبيعية والرعوية وما لحق بها من حرائق كان آخرها حريق محمية أبو قبيس والبستان في مجال محافظة حماة؟.
عن ذلك قال الدكتور منهل الزعبي مدير الموارد الطبيعية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، والمهندس اوفى وسوف مدير عام هيئة تطوير الغاب ومدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير متسائلين …
من ناحيته قال الدكتور منهل: لا أحد يستطيع أن ينكر ما لحق بالمحميات الطبيعية والرعويه، فكلاهما تعرضتا للحرائق والعبث، ما أدى إلى تدهورها لدرجة باتت محاولة إعادتها أكثر ضرورة اليوم وأتحدث هنا عن الرعوية منها في أعماق البادية.
وتابع الدكتور الزعبي قائلا لقد عانت المحميات من الحرائق بشكل دائم وكذلك لم تسلم من الاحتطاب الجائر ، ولذا تحاول وزارة الزراعة دائما تجديد المواقع التي طالها التدهور حفاظا على كل مكوناتها، حيث تشكل موئلاً للطيور المقيمة والمهاجرة، والحيوانات الأخرى والتي بدورها تحافظ على التوازن الطبيعي في الغابات.
المهندس أوفى وسوف قال: إن الاعتداء على المحميات اعتداء على الطبيعة ويساهم في زيادة رقعة التصحر والقحط، وكلنا يدرك ما تتكبده الدولة في تعزيز وتفعيل الموارد الطبيعية وبخاصة في الغابات والمحميات.
واستطرد وسوف قائلاً ما لحق بمحمية أبو قبيس يشكل كارثة، حيث تعد من أجمل المحميات لندرة محتواها من الأشجار النادرة والمهددة بالانقراض، كالخوخ البري، وكذلك الدراق وهو من نوع مايعرف بالمراب البري، فضلاً عن وجود الحيوانات كالغزلان والثعالب والوشق والضباع والذئاب.
وأردف وسوف: ما لحق بالمحمية من حرائق خلال السنوات الماضية وهذا العام سيغير في موازين الطبيعة بالموقع لجهة المتغيرات المناخية، فغالباً ما تؤثر الحرائق في تهديد موائل الكائنات الحية في المحميات مايدفعها للهجرة، وغالبا ما تجدد هذه الغابات نفسها بنفسها عندما يتعلق الأمر بالسنديان والبلوط والقطلب.
من ناحيته قال مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير: لعل الحريق الذي ضرب وطال محمية البستان ٤ كم جنوب مدينة مصياف للمرة الثانية سنويا يشكل إضعافاً للبيئة وتغيير معالمها وبخاصة أن الحرائق مقدمة لزحف الكثبان الرملية وتعرية الطبيعه من خلال قطع وحرق أشجارها.
وختم باكير بأن الحفاظ على المحميات ليست مسؤولية المعنيين عنها فقط وإنما مسؤولية الجميع تشاركية فحماية البيئة وصون مكوناتها يعني سلامة الطبيعة والبشرية، وغالبا ما رأينا كيف تهرب الحيوانات من الغابات عند نشوب الحرائق بها.