الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية : نعمل لتوفير دليل معتمد لجودة زراعة النباتات الطبية
الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية : نعمل لتوفير دليل معتمد لجودة زراعة النباتات
بعد نجاح نماذج زراعة عدد من النباتات الطبية والعطرية في ريف اللاذقية كالميرمية في قرية القطيلبية ، والبطم في بكراما ، والزوفا في مناطق ريف القرداحة وقرية عين التينة في منطقة الحفة، والبابونج في حرف المسيترة، يتم العمل حالياً لتشجيع المزارعين على زراعة نباتات إكليل الجبل والخزامى (اللافندر) والبابونج وحشيشة الليمون والنعناع بأنواعه ، حيث يقوم معمل “سيريا” حالياً بالتنسيق مع الأهالي في هذه المناطق لتنشيط هذه الزراعات وفق الأسس العلمية للحصول على منتج مطابق للمواصفات المعتمدة في الدساتير.
وفي حديثه لـ”تشرين” بيّن الدكتور شادي خطيب رئيس الجمعية العلمية السورية للأعشاب والطب التكميلي والتغذية ومدير شركة “سيريا” للأعشاب الطبية في القرداحة ،أنه يتم العمل على تنشيط استثمار بعض النباتات السورية المرتبطة بالتراث السوري مثل نباتات ” السليق والهندباء والقرصعنة والحميضة والدردار” .. وغيرها من النباتات البرية والتي يمكن زراعتها وإكثارها في هذه الأراضي.
كما أشار إلى جهود مديرية الزراعة في اللاذقية لإحياء زراعة هذه النباتات بما يتناسب مع كل منطقة، وتزويد المزارعين بغراس وأسمدة عضوية، و بمعلومات فنية زراعية حول أسس الزراعة والري وطريقة الجني الصحيحة.
وأوضح خطيب أن سورية تتميز بمناخ مناسب لنمو النباتات الطبية، وتتميز النباتات المحلية بغناها بالمواد الفعالة والكثير منها بري وبعضها مزروع، وهذا بالضبط ما يسمى (بالذهب الأخضر)، ومن أهم ميزات هذا الذهب وجود غطاء نباتي طبي بري متنوع وخاصة في ريف اللاذقية وطرطوس, يمكن تطويره والاستفادة منه لنشر ثقافة زراعته وإكثاره عند الفلاحين في هذه المناطق كنوع من الزراعات الداعمة، بدلاً من الاقتصار على الجمع البري العشوائي الذي يؤثر على هذا الغطاء، واستدامة وجود بعض الأنواع النباتية، لافتاً إلى أن الحرائق التي تعرض لها الريف كان لها أثر سلبي على انتشار وتنوع هذه النباتات البرية.
وأشار خطيب إلى أن الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي تعمل لتوفير دليل معتمد لجودة زراعة النباتات الطبية لملاءمتها للمواصفات والمقاييس العالمية فيما يسمى شروط الزراعة الجيدة للنباتات الطبية.
وأوضح أن المنتج الطبيعي ليكون مطابقاً للمواصفات لابد من الدِقة أثناء جمع النبات ومطابقته للفحوصات المورفولوجية (نوع النبات، الجزء الطبي المستخدم، عمر النبات)، والفحوصات الكيميائية التي تؤكد هوية النبات، وخلوه من آثار المبيدات الحشرية الكيميائية الضارة، والفحوصات المجهرية والكروماتوغرافية التحليلية، ومن ثم لابد من تجفيف النباتات بالسرير الهوائي الذي يحفظ الزيوت العطرية ومن ثم يتم تحضيره بشروط صحية ملائمة لنوع المنتج، لنحصل على منتج مطابق للدساتير العالمية النباتية مثل PDR و Natural Medicines.
وأشار خطيب إلى أن صناعة الأعشاب الطبية والعطرية داعمة للاقتصاد الوطني ولا بد من التنسيق والتعاون لتنشيط زراعة النباتات الطبية الملائمة لمناخنا والمطلوبة عالمياً، وتنشيط الزراعة العضوية Organic , ما يكسب الأعشاب السورية ميزة تفضيلية في الأسواق العالمية، لافتاً إلى ضرورة حصر الأنواع الطبية المنتشرة من النباتات في سورية بشكل واضح وتعميمه على المزارعين والصيادلة والصناعيين، وتوعية المزارعين بأهمية النباتات البرية الطبية، ولابد من ترويج النباتات الطبية السورية داخل سورية وخارجها، كما يجب تكثيف الدراسات والأبحاث التي تشمل نباتات محلية تنمو في سورية، وذلك لكون التسويق الصحيح يحتاج معرفة علمية باستخدامات هذه النباتات.
وأضاف: إن كلمة السر في نجاح استثمار النباتات الطبية هي التنسيق العالي المستوى بين جميع الجهات المهتمة بالنباتات الطبية، مشيراً إلى ورشة العمل الخاصة التي أقامتها الأمانة السورية للتنمية بتنمية منطقة الفاخورة التي تضمنت محوراً خاصاً بالنباتات الطبية , ويتم العمل حالياً على الاستفادة من مخرجات هذه الورشة المهمة جداً بشكل عملي.